فيما أعلن مسؤولون أميركيون ان الولايات المتحدة تجهل مكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وان واشنطن لن تلاحق متمردي طالبان في باكستان، طلب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في مقابلة تلفزيونية الأحد الدعم من الدول الغربية في سعيه إلى quot;التفاوضquot; مع زعيم طالبان الملا عمر لإحلال السلام في بلاده. هذا ودافع وزير الدفاع الاميركي عن قرار الرئيس باراك أوباما البدء بإنسحاب من أفغانستان في تموز/ يوليو 2011، وقال quot;علينا ان نوصل للأفغان فكرة ان عليهم بشكل ملح تسلم مسؤولياتهمquot;.

واشنطن: أعلن مسؤولون في الإدارة الأميركية الأحد ان الولايات المتحدة تجهل مكان وجود زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لكنها ستستانف الجهود من اجل العثور عليه. الى ذلك، اكد هؤلاء المسؤولون ان واشنطن لن تلاحق متمردي طالبان في باكستان. وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس لشبكة quot;ايه بي سيquot; التلفزيونية الاحد quot;لا نعلم مكان وجود اسامة بن لادن. ولو كنا نعلم لكنا ذهبنا للبحث عنهquot;. واضاف ان الولايات المتحدة لم تحصل quot;منذ سنواتquot; على معلومات موثوق بها تتيح معرفة مكان وجود بن لادن.

من جهته، قال مستشار الامن القومي في البيت الابيض الجنرال جيمس جونز ردا على سؤال لشبكة quot;سي ان انquot; عما اذا كانت واشنطن تنوي معاودة بذل جهودها لاعتقال بن لادن، quot;اعتقد ذلكquot;. واوضح جونز ان التقارير الاستخباراتية الاخيرة تشير الى ان بن لادن quot;موجود في مكان ما في وزيرستان الشمالية، احيانا في الجانب الباكستاني من الحدود واحيانا اخرى في الجانب الافغاني، وانه يختبىء في منطقة جبلية نائيةquot; لا تخضع لسيطرة الحكومة.

واضاف quot;علينا ان نهتم مجددا بهذا الموضوع بحيث يكون (بن لادن)، وهو رمز مهم لما تدافع عنه القاعدة، مجبرا على الهروب او ان يتم اعتقالهquot;. ويعتبر معظم الخبراء ان بن لادن يختبىء في المناطق القبلية الباكستانية حتى لو كان البعض يعتقد ان اي مدينة باكستانية كبرى يمكن ان تكون الملجأ الامثل. لكن الامر الوحيد المؤكد هو انه فر اواخر 2001 من افغانستان ودخل الى باكستان عبر ولاية وزيرستان الشمالية، احدى المناطق القبلية التي تتمتع بحكم ذاتي والتي تسكنها قبائل الباشتون المعارضة تقليديا للسلطة المركزية.

وبحسب تقرير للجنة في مجلس الشيوخ الاميركي نشر مع نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، فان الولايات المتحدة كانت قادرة على قتل بن لادن او اعتقاله في كانون الاول/ديسمبر 2001 في تورا بورا بشرق افغانستان، لكن ادارة الرئيس السابق جورج بوش اختارت عدم تكثيف هجماتها انذاك ما اتاح لزعيم القاعدة الفرار الى باكستان. من جهة اخرى، اعلن غيتس في مقابلة اخرى مع شبكة quot;سي بي اسquot; ان الولايات المتحدة لن تلاحق قادة طالبان داخل باكستان.

وقال غيتس ان quot;باكستان دولة ذات سيادة. لدينا شراكة معهم. اعتقد ان على الجيش الباكستاني ان يتعامل مع هذه المشكلةquot;. وياتي هذا التاكيد في حين سمح البيت الابيض، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة، لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بتكثيف استخدام طائراتها من دون طيار في باكستان بحثا عن عناصر حركة طالبان وتنظيم القاعدة وضربهم. ولم تكشف الصحيفة مصادرها.

وحل غيتس الاحد، مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ضيفا على العديد من البرامج السياسية التي خصصت لمناقشة الاستراتيجية الاميركية الجديدة في افغانستان التي اعلنها الرئيس باراك اوباما الثلاثاء ومحورها ارسال ثلاثين الف جندي اميركي اضافي الى هذا البلد.

وكرر غيتس دفاعه عن قرار الرئيس الاميركي البدء بانسحاب من افغانستان في تموز/يوليو 2011، وقال لشبكة quot;ان بي سيquot; quot;علينا ان نوصل للافغان فكرة ان عليهم بشكل ملح تسلم مسؤولياتهمquot;. ورفض الانتقادات الصادرة خصوصا من نائب الرئيس السابق ديك تشيني الذي اعتبر ان اعلان موعد بدء الانسحاب سيشجع متمردي طالبان. وقال متسائلا quot;ما الذي سيفعلونه؟ هل سيصبحون اكثر عدوانية مما هم عليه بالفعل؟ لا اعتقد ان لديهم الوسائلquot;.

وفي مقابلة مع شبكة quot;سي ان انquot; الاميركية، اعتبر الرئيس الافغاني حميد كرزاي الاحد ان الافغان يريدون تسلم المسؤوليات الامنية في بلادهم quot;في اقرب وقتquot;. لكنه اوضح ان القوات الافغانية تحتاج الى عامين من التدريب لتصبح قادرة على تنفيذ عمليات في مختلف مناطق البلاد. كذلك، طلب الرئيس الافغاني من الدول الغربية دعمه في سعيه الى quot;التفاوضquot; مع زعيم طالبان الملا عمر لاحلال السلام في افغانستان.

ودافع كرزاي عن حكومته، معتبرا ان الانتقادات الغربية في هذا الاطار تعكس رؤية quot;مبالغا فيهاquot; حول تلك الظاهرة، لكنه وعد بجعل الادارة الافغانية اكثر شفافية. في المقابل، شددت كلينتون وغيتس الاحد على ان بلادهما لن تقدم مساعداتها الا للسلطات الافغانية التي قامت بquot;عمل جيدquot; ولم تغرق في الفساد.