ظلت جماعة العدل والإحسان (المحظورة)، وهي من أكبر التنظيمات الإسلامية في المغرب، تحظى باهتمام إعلامي خاص، سواء عندما تخرج إلى الشارع أم تغيب عنه. واكتسبت هذه الجماعة شهرتها أساسا من مواقفها السياسية، التي يقول خصومها بانها كانت الأساس وراء اتساع رقعة أنصارها.

الدار البيضاء:في الشهور الأخيرة، سجل ما يمكن وصفه بـ quot;تراجعquot; حضور العدل والإحسان في الشارع المغربي، ما جعل مراقبين يتنبأون بأفول نجمها في السنوات القليلة المقبلة، غير أن قيادييه لهم رأي آخر، إذ يرون بأنها ما زالت حاضرة وستظل كذلك.

ودفعت الوقفات الاحتجاجية التي نظمها أنصار الجماعة، في عدد من مدن المملكة، تخليدا للذكرى الأولى للحرب الصهيونية على غزة، إلى طرح مجموعة من علامات الاستفهام حول ما إذا كانت العدل والإحسان تستعد إلى العودة بقوة إلى الشارع. وفي هذا الإطار، قال فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم الجماعة، quot;العدل والإحسان حاضرة. وستبقى دائما كذلكquot;، وزاد متسائلا quot;من يتهموننا بالتراجع، فليجيبونا هل المجال مفتوح أمامنا للقيام بمسيرات؟quot;.

الناطق باسم جماعة العدل والاحسان فتح الله أرسلان

وأضاف فتح الله أرسلان، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;الأطراف التي كانت تدعوا إلى مسيرات، وكنا نشارك معها، هي الآن توجد في الطرف الآخر، أي في الفريق الحكومي، وهي الآن تمنع المظاهراتquot;، مشيرة إلى أن quot;من كانوا يطالبون بالمسيرات قلبوا البذلة. ونحن لا يسمح لنا بتنظيمهاquot;.

وأوضح الناطق الرسمي باسم الجماعة quot;في الجمعة الماضية نظمنا 91 وقفة احتجاجية في يوم واحد. ففي نظرك إذا كنا على الحال التي يصفنا بها الآخرون، كيف يمكننا أن ننظم كل هذه الوقفات بمدن متفرقة في التوقيت نفسهquot;.

وحول ما إذا كانت هناك خطوات لحثهم على المشاركة في الانتخابات، قال فتح الله أرسلان quot;لم يعرض علينا قط الدخول في الانتخابات، وهذا لا يعني أننا نريد ذلك. فنحن لا نشارك لأنه ليست هناك مصداقية لا بالنسبة للمؤسسات ولا غيرها. ففساد اللعبة السياسية يقتضي عدم المشاركة في الانتخابات. ويبقى السؤال هل تسمح الدولة لحركة معارضة بتشكل حزب سياسي؟quot;.

وأضاف الناطق الرسمي باسم الجماعة quot;هناك من يقول أن التغيير يجب أن يكون من الداخل، لكن أين هذا التغيير منذ عشرات السنينquot;. وقاطعت الجماعة جميع الاستحقاقات، التي كانت آخرها الانتخابات البلدية، التي احتل فيها المركز الأول حزب الأصالة والمعاصرة، الحديث النشأة.

وكانت الحكومة المغربية منعت جماعة العدل والإحسان، في عام 1990، من تسجيل نفسها كحزب سياسي، وأرغمتها على الحد من نشاطاتها والتحول إلى العمل الخيري والاجتماعي. وتستمد جماعة العدل والإحسان الكثير من دعمها من الطبقة الوسطى الكبيرة والفقيرة نسبيا. وضربت محاولة لحركة العدل والإحسان، العام الماضي، لاجتذاب أعضاء جدد في المهد، إذ فرقت الحكومة الاجتماعات واعتقلت مئات الأعضاء الذين أفرج عنهم في وقت لاحق.

يذكر أن العدل والإحسان تأسست عام 1974 مع بدء الشيخ عبد السلام ياسين في نشر أفكاره، في حين يعتبر المراقبون أن عام 1981 هو تاريخ بداية هيكلة العدل والإحسان مع صدور كتاب quot;المنهاج النبويquot; الذي نظر فيه ياسين لأسس قيام جماعته