بحث الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كلا على انفراد في بغداد اليوم مع وفد من مجلس الشيوخ الاميركي برئاسة السيناتور جون ماكين تطورات الاوضاع الامنية والسياسية العراقية ومشكلتي عناصر شركة بلاك ووتر الاميركية المتهمين بقتل عراقيين واحتلال ايران لحقل الفكة النفطي العراقي الجنوبي .
اكد طالباني خلال اجتماعه بالوفد الاميركي الذي ضم ايضا السيناتور جوزيف ليبرمان و السيناتور جون باراسو والسيناتور جون ثون ونائب السفير الاميركي روبرت فورد وقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ريموند اوديرنو اهمية توسيع العلاقات العراقية الاميركية في جميع الميادين وبحث المستجدات والتحديات الراهنة التي تواجه العراق وسير العملية السياسية فيه. وأكد طالباني ان العام الحالي سيكون عاما مصيريا بالنسبة للعراق والذي ستجري فيه الانتخابات التشريعية التي ستحدد ملامح ومسار العراق الجديد .. وقال quot;اننا امام استحقاق انتخابي مهم وان هذه الخطوة ستساهم في تعميق وتطوير التجربة الديمقراطية المتنامية وان العراقيين سيبذلون جهودا حثيثة من اجل ان تسير هذه العملية بشكل نزيه وشفاف وديمقراطيquot;. كما نقل عنه بيان رئاسي الى quot;ايلافquot; .
وفي ما يخص التحالفات الحالية للكتل السياسية اوضح طالباني quot;طبيعة ومسار تلك الاصطفافات وتأثيرها على رسم الخريطة السياسية المقبلة في البلادquot;. وعن مسالة كركوك اكد طالباني quot; أن هناك خارطة طريق حددها الدستور العراقي من خلال المادة 140 لحل هذه المسألة، مشددا ضرورة العمل الجاد من أجل تعزيز التآخي والتعايش الحضاري السلمي بين كافة المكونات والاطياف المتنوعة في كركوكquot;. وبحث الوفد الاميركي مع طالباني مجموعة من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك حيث اكد طالباني على ان العراق الديمقراطي الاتحادي سيلعب دورا اساسيا في المنطقة وان التجربة الديمقراطية فيه ستكون مثالا يحتذى به.
من جهته اكد الوفد الاميركي quot;ان الولايات المتحدة الاميركية ماضية في مساندة ودعم العراق ومساعدة العراقيين للتغلب على التحديات التي تواجههم، وان اميركا تنظر بعين الاهتمام الى الانتخابات التشريعية القادمةquot; . ومن جهته بحث المالكي مع وفد الكونغرس الاميركي التطورات السياسية والاقتصادية والامنية التي يشهدها العراق والعلاقات بين البلدين . واكد المالكي quot;ان العراق اليوم افضل بكثير مما كان عليه في السنوات الماضية ونتطلع الى طي صفحة المعاناة والانتقال الى مرحلة جديدة وترسيخ ثقافة والديمقراطية وممارستها كباقي الدول الديمقراطية مع ادراكنا ان الديمقراطيات في العالم لم تتحقق دفعة واحدةquot; .
واضاف quot;ان العراق استطاع عاد الى مكانته بين دول العالم وعملنا الشيئ الكثير على صعيد العلاقات الخارجية وتحسين الاوضاع الامنية والمعيشية اما الدول المجاورة فانها لايمكن ان تتدخل في شؤوننا لولا وجود قوى سياسية في الداخل تشجع الآخرين على التدخل في شؤوننا الداخلية كما ان بعض الدول تدفع الاموال ليكون لها تأثير في الانتخابات المقبلة وان ذلك يتم في ظل غياب قانون الاحزاب الذي لم يتم تشريعه حتى الانquot; .
وحول قضية عناصر شركة بلاك ووتر المتهمين بقتل عراقيين وبراهم القضاء الاميركي قال المالكي لوفد الكونغرس الاميركي ان تبرئتهم quot; استفزت مشاعرنا والقرار كان صدمة لكل العراقيين وقد تمت مناقشة الموضوع في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت اليوم لاتخاذ مايلزمquot; . واضاف quot; لقد ورثنا عن النظام السابق وأن نظام صدام قدم الكثير من التنازلات في سبيل بقاءه في السلطةquot; ..مؤكدا quot;ان الحكومة العراقية اتخذت كل الاجراءات بخصوص قضية بئر رقم اربعة في حقل الفكة كما ان القوات العراقية تحركت على الابار الاخرى وسيطرنا على الوضع وان اللجان الفنية المختصة ستقوم بواجبهاquot; .
وقال المالكي ان للعراق مشاكل حدودية مع جميع دول الجوار quot;واننا نطلب من هذه الدول احترام سيادة العراق الذي يملك الارادة التي تمكنه من فعل مايحفظ حقوقهquot; . ثم تحدث عن تطلعات العراق الى رفع انتاجه من النفط الى احدى عشر مليون برميل خلال ست سنوات بعد النجاح في ابرام العقود مع الشركات العالمية ، وان العراق بحاجة الى تنمية وتطوير القطاعات الخدمية بالاستفادة من ثروته النفطية .
من جهتهم عبر اعضاء وفد الكونغرس quot;عن ارتياحهم للتطورات التي يشهدها العراق وبالاخص في المجال الامني عما كانت عليه سابقاquot; .. حيث اعرب مكين عن اسفه الشديد لحكم المحكمة الاميريكية بخصوص شركة ( بلاك ووتر ) واصفا اياه بغير المبررداعيا الى استئنافه كما تمنى اعضاء الوفد ان لاتؤثر هذه المشكلة على العلاقات بين البلدين كما نقل عنهم بيان صحافي للمكتب الاعلامي للمالكي الى quot;ايلافquot; .وفي وقت سابق اليوم طالب نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الحكومة العراقية بتوجيه إنذار إلى إيران لسحب قواتها من حقل الفكة فيما أكد أنه لن يوقع على قرار العفو عن 33 سجينا إيرانيا إلا في حال تعاملت طهران بالمثل مع السجناء العراقيين لديها.
وقال الهاشمي خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه ببغداد إن quot;الاحتلال الإيراني لحقل الفكة لا يزال قائماً على الرغم من مطالبة وزارة الخارجية العراقية حكومة طهران بسحب قواتهاquot; مبيناً أن quot;الحقل هو عراقي مائة بالمائة، وأن الحدود الإيرانية تبعد 150 متراً عن الحقلquot;.ودعا الهاشمي الحكومة العراقية إلى quot;توجه إنذار إلى طهران يطالبها بالانسحاب الفوري من الحقلquot;، مشدداً على quot;ضرورة إعادة النظر بالعلاقات بين البلدين في حال عدم التزام إيران بسيادة العراق على أراضيهquot;. وأكد الهاشمي أن quot;رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي تقدم بطلب العفو عن 33 إيرانياًquot;، وأن تنفيذ طلب العفو متوقف على توقيعه، مضيفا أنه quot;لن يوقع على الطلب إلا في حال تعاملت إيران بالمثل مع 300 معتقل عراقي محتجز في سجونهاquot;.
التعليقات