عشية مثول المتهم عمر عبد المطلب أمام المحكمة في ديترويت، تحمل باراك أوباما الرئيس الاميركي المسؤولية عن الزلات الامنية التي أدت إلى محاولة تفجير يوم عيد الميلاد لطائرة متجهة الى ديترويت وأمر بإتخاذ إجراءات لسد الثغرات.

A security officer views images from the body scanner at Manchester ...

جهاز للمسح الضوئي

واشنطن: أكد باراك اوباما الرئيس الاميركي انه يتحمل المسؤولية الكاملة لجهة الاخفاق في منع محاولة الاعتداء على طائرة يوم عيد الميلاد، معلنًا سلسلة اصلاحات في اجهزة الاستخبارات وامن المطارات للتصدي لتنظيم القاعدة.

وفيما كشف البيت الابيض مساء الخميس اول تقرير حول اخفاقات اجهزة الاستخبارات والامن بعد محاولة الاعتداء التي استهدفت طائرة مدنية في عيد الميلاد، اكد اوباما ان مختلف الدوائر المعنية في الادارة وquot;المسؤولين عنها مسؤولون عن تطبيق تلك الاصلاحاتquot;. واضاف quot;سيتم تحميل الجميع المسؤولية في حال قصروا في هذا الامرquot;.

وقال اوباما في كلمة مقتضبة القاها في البيت الابيض quot;لست مهتما بالمآخذ بمقدار اهتمامي بمعرفة هذه الاخطاء وتصحيحها لننعم بسلامة اكبر. لانني في النهاية المسؤول الوحيدquot;.

ووعد الرئيس الاميركي بوضع استراتيجية جديدة تهدف الى التصدي لتجنيد شبان مسلمين من قبل تنظيم القاعدة. وقال quot;نعلم ان قسمًا كبيرًا من المسلمين يرفضون القاعدةquot;. واضاف quot;لكن من المؤكد ان القاعدة تسعى اكثر واكثر الى تجنيد اشخاص علاقتهم بالارهاب غير معروفة ليس فقط في الشرق الاوسط ولكن ايضا في افريقيا وفي اماكن اخرىquot;.

واوضح quot;لهذا السبب اعطيت الامر لفريقي في الامن القومي كي يطور استراتيجية تعالج مشاكل محددة تتعلق بمجندين متوحدينquot;. واشار الى ان الولايات المتحدة سوف تطور فعالية رسالتها الى المسلمين في العالم.

وقال ايضا quot;يجب ان نقول بكل وضوح للمسلمين في العالم باسره ان القاعدة لا تقدم شيئًا غير رؤية من دون مستقبل للالام والموت ومن بينها مقتل مسلمين في حين ان الولايات المتحدة تقف الى جانب اولئك الذين يريدون العدالة والتقدمquot;.

وكان اوباما قد ندد الثلاثاء بـquot;اخفاقquot; اجهزة الاستخبارات الذي سمح لعمر فاروق عبد المطلب بالصعود على متن طائرة شركة نورثوست ايرلاينز التابعة لمجموعة دلتا اثناء الرحلة 253 من امستردام الى ديترويت وهو يحمل متفجرات لم يتم رصدها، في حين كان اسمه مدرجًا على قائمة موسعة من الاشخاص الخطيرين تحوي حوالى 500 الف اسم.

واضاف quot;بصفتي رئيسا، اتحمل المسؤولية الكاملة عن حماية بلادنا ومواطنينا. وحين يخفق النظام فانني المسؤولquot;. واوضح ان اجهزة الاستخبارات الاميركية لم تخفق في جمع المعلومات او تقاسمها، بل في تجميع مكونات المؤامرة التي كانت في حوزتها.

وذكر اوباما ايضًا بان الولايات المتحدة quot;تخوض حربا ضد القاعدةquot;، واعدا بان الارهابيين لن يتمكنوا من تغيير سلوك الاميركيين. وقال quot;نحن من يحدد سلوك بلادنا، وليس عصابة صغيرة من الاشخاص يريدون قتل رجال ونساء واطفال ابرياءquot;.

الى ذلك قالت وكالة المخابرات المركزية الاميركية ان ليون بانيتا مدير الوكالة أمر باجراء تغييرات تهدف الى تحسين ملاحقة المتشددين المشتبه بهم وتسريع نشر المعلومات عن انشطتهم بين اجهزة الاستخبارات الاميركية.

وقالت وزيرة الامن الداخلي الاميركية جانيت نابوليتانو انها ستسافر الى اسبانيا هذا الشهر للاجتماع مع نظرائها من دول حليفة للولايات المتحدة سعيا الى تشديد اجراءات أمن الطيران الدولي. وأبلغت نابوليتانو الصحافيين ايضًا ان من المقرر ان تنشر الولايات المتحدة 300 جهاز اضافي متطور للمسح الضوئي في مطارات اميركية وربما تنشر المزيد من تلك الاجهزة.

وكشف التحقيق ان والد المسلم النيجيري البالغ من العمر 23 عامًا كان ابلغ البعثة الدبلوماسية الاميركية في تشرين الثاني/نوفمبر بتطرف ابنه لكن الاجهزة المختلفة لم تتشارك في المعلومات ولم تستفد منها.ولم ينجح الشاب الذي قال اوباما ان القاعدة دربته وجهزته في اليمن، في تفجير عبوته على متن الطائرة التي كانت تقل 290 شخصا، وتدخل بعض الركاب الذين سيطروا عليه.

واظهرت هذه quot;الاخطاء البشرية والامنيةquot; التي ندد بها اوباما ان الولايات المتحدة تبقى عرضة لعملية ارهابية ضخمة، بعد اكثر من ثماني سنوات على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، وبالرغم من مليارات الدولارات التي وظفت في اجهزة الاستخبارات والامن، فضلا عن العمليات العسكرية في افغانستان والعراق.

وذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز الخميس ان السلطات الاميركية تبلغت بوجود روابط بين عبد المطلب وتنظيم القاعدة بعدما اقلعت الطائرة. لكن مسؤولا اميركيا قال quot;كانت هناك معلومات متفرقة حول عبد المطلب في مواقع مختلفة من نظام (المراقبة) قبل 25 كانون الاول/ديسمبر. ولم تظهر اي معلومات فيما كانت الطائرة في الجوquot;، موضحا ان حرس الحدود رصدوا ادراج المشتبه به الحامل تأشيرة دخول اميركية على القائمة الموسعة من الاشخاص الخطيرين وكانوا يستعدون لاستجوابه لدى وصوله الى ديترويتquot;.

البيت الابيض يدافع عن مدير مركز مكافحة الارهاب

على صعيد متصل، دافع البيت الابيض عن رئيس مركز مكافحة الارهاب في اعقاب معلومات بانه لم يقطع اجازته اثر محاولة تفجير طائرة يوم عيد الميلاد. وتناولت صحيفة نيويورك تايمز مدير المركز الوطني لمكافحة الارهاب مايكل لايتر في مقال لها ضمن حملة تسريب شائعات تشير الى انه مهدد بفقدان وظيفته.

الا ان البيت الابيض دافع بشدة عن لايتر في خطوة ربما تهدف الى تهدئة التكهنات بشان امكانية فقدانه منصبه بسبب الاخطاء الاستخباراتية. وجاء في بيان اصدره دينيس ماكدونو رئيس هيئة اركان مجلس الامن القومي ان لايتر كان بالفعل خلال احداث 25 كانون الاول/ديسمبر 2009 في المركز الوطني لمكافحة الارهاب في ماكلين بفرجينياquot;.

واضاف ان لايتر quot;كان مشاركا عن كثبquot; في كافة جوانب الاستجابة للهجوم بما في ذلك تنسيق الاستخبارات واطلاع المشرعين على المستجدات وتفحص معلومات قوائم المراقبة. وتابع ان quot;لايتر لم ياخذ اجازة سنوية مدتها ستة ايام بعد الحادث الا بعد مشاورات واضحة مع البيت الابيض ومدير الاستخبارات الوطني اضافة الى التفكير في التهديدات الماثلةquot;.

واضاف ان الاجازة لم تؤثر باي شكل من الاشكال على قدرة quot;لايتر على المشاركة مع كافة العناصر في الحكومة الاميركيةquot;. يذكر ان المركز الوطني لمكافحة الارهاب انشئ بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 لجمع المعلومات حول التهديدات الارهابية وتنظيم جهود الحكومة في مكافحة الارهاب.وقال بعض النقاد ان المركز لم يؤد عمله بالشكل الملائم قبل محاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب.

جلسة استماع في الكونغرس لكبار المسؤولين الامنيين

الى ذلك، اعلنت لجنة الامن الداخلي في مجلس الشيوخ الاميركي انها ستستمع الى شهادات كبار المسؤولين الامنيين حول التقصير حيال اطلاق النار الذي وقع في تشرين الثاني/نوفمبر في قاعدة فورت هود العسكرية والاعتداء الفاشل على طائرة ليلة عيد الميلاد. وستدلي وزيرة الامن الداخلي جانيت نابوليتانو ومدير المخابرات دنيس بلير ورئيس مركز مكافحة الارهاب مايك ليتر بشهاداتهم في 20 كانون الثاني/يناير.

واوضحت اللجنة في بيان انها ستدرس الاصلاحات التي اجريت داخل اجهزة الاستخبارات في العام 2004 في ضوء اطلاق النار الذي وقع في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر واوقع 13 قتيلا و42 جريحا في قاعدة فورت هود العسكرية (تكساس، جنوب)، اضافة الى الاعتداء الفاشل بالقنبلة الذي استهدف رحلة تجارية بين امستردام وديترويت.

وقال رئيس اللجنة السناتور المستقل جو ليبرمان انه سيدرس quot;تحليل اجهزة الاستخبارات وتقاسم المعلومات ولوائح المشتبه بهم وامن الحدود والامن الجويquot;. واوضح ان اجهزة الاستخبارات الاميركية كانت عاجزة عن جمع العناصر التي في حوزتها والتي كان يمكن ان تحول دون وقوع عملية 25 كانون الاول/ديسمبر التي تبناها تنظيم القاعدة.

واضاف quot;سوف نسأل الاميرال بلير والسيد ليتر لماذا كانت الاستخبارات عاجزة عن جمع العناصر التي كانت في حوزة ادارات مختلفة عدة لكشف هذه المحاولةquot;.

واشار ليبرمان الى ان الوزيرة نابوليتانو ستشرح اسباب تمكن منفذ العملية المفترض، النيجيري عمر فاروق عبد المطلب (23 عاما)، من اجتياز كل التدابير الامنية واستقلال طائرة كانت متوجهة الى الولايات المتحدة. وطالب عدد من اعضاء الكونغرس باتخاذ تدابير امنية مشددة بعد محاولة الاعتداء ليلة عيد الميلاد على طائرة تابعة لشركة نورث وست على متنها 290 راكبا.

المخابرات الأميركية فشلت في تخصيص موارد كافية لمواجهة القاعدة

وعلى صعيد متصل، ذكر تقرير نشره البيت الابيض ان المخابرات الأميركية فشلت في تكريس موارد كافية لمعالجة خطر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقال التقرير الذي امر الرئيس أوباما باعداده ان الحكومة الأميركية كانت لديها معلومات كافية يمكن ان تعطل المحاولة يوم عيد الميلاد.

وكان اسم منفذ المحاولة عمر الفاروق عبد المطلب على قاعدة بيانات تابعة للمخابرات لكنه لم يكتشف قبل ركوبه الطائرة وبدء الرحلة. وقال التقرير انه لا بد من تعزيز نظام قوائم المراقبة الأميركية وتحسينه.