لا تزال السلطات الاميركية تحقق مع عمر فاروق عبد المطلب الشاب النيجيري الذي حاول تفجير شحنة ناسفة على طائرة اميركية قبل دقائق من هبوطها يوم الجمعة، في وقت تشهد المطارات الاميركية والعالمية زحمة غير مسبوقة بسبب الاجراءات الامنية المشددة وسط الاعلان عن تاجيل رحلات خلال فترة تعد من اهم الفترات التي ينشط فيها الطيران خلال السنة مع اجازات عيد الميلاد وراس السنة. المسافرون اعربوا عن ترحيبهم بهذه الاجراءات رغم ساعات الانتظار الطويلة، فيما فضل البعض الغاء سفرهم، وقال المسافر مايكل د. لايلاف انه فضل الغاء رحلته بعد ان الغيت من شيكاغو قبل ساعات من موعد اقلاعها.
إقرا ايضا |
تشهد المطارات الاميركية اجراءات امنية مشددة يتوقع ان تستمر بضعة ايام بعد ان القي القبض على النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، 23 عاما ، الذي حاول تفجير شحنة ناسفة على طائرة اميركية قبل دقائق من هبوطها في مدينة ديترويت قادمة من العاصمة الهولندية أمستردام السبت. وتسببت محاولة الهجوم التي قام بها الشاب النيجيري باطلاق تحقيق دولي واسع السبت، ودفعت المطارات الكبرى في العالم الى تعزيز اجراءاتها الامنية. كما أمر الرئيس الاميركي باراك اوباما بتشديد الحراسة في مجال النقل الجوي.
وقد اعلن البيت الابيض ان اوباما تحدث عبر الهاتف في وقت مبكر من صباح السبت مع مستشاريه الامنيين اللذين ابلغاه بالاجراءات الامنية الجديدة التي اتخذت بعد الهجوم الفاشل.
وتحدث اوباما، الذي يقضي اجازته في هاواي، مع مستشاره للامن الداخلي ومكافحة الارهاب جون برينان، ورئيس هيئة الاركان في مجلس الامن القومي دونيز ماكدونوغ.
وفي هذا الصدد، اعلنت وزيرة الامن الداخلي الاميركية جانيت نابوليتانو رسميا السبت فرض اجراءات امنية اضافية على الرحلات الدولية المتوجهة الى الولايات المتحدة.
وقالت نابوليتانو في بيان ان ركاب المطارات الاجنبية quot;المسافرين الى الولايات المتحدة سيلاحظون اجراءات امنية اضافيةquot;. واوضحت ان quot;هذه الاجراءات مصممة لتكون غير متوقعة وعلى الركاب بالتالي الا يتوقعوا الشيء نفسه في كل الامكنةquot;.ودعت الوزيرة ركاب quot;الرحلات الداخلية والدولية على السواء الى توقع المزيد من الوقت لاجراءات التسجيلquot;.
مثول المتهم امام قاض اميركي في المستشفى
ومثل الشاب النيجيري امام قاض اميركي السبت ابلغه رسميا باللائحة الاتهامية الموجهة اليه.
وانتقل القاضي بول بورمان الى مستشفى في ديترويت، حيث يعالج المتهم عمر الفاروق عبد المطلب (23 عاما) من حروق بالغة اصيب بها جراء محاولة التفجير الفاشلة التي نفذها، وتلا على مسامعه خلال جلسة استمرت 20 دقيقة اللائحة الاتهامية الموجهة اليه.
وبحسب الصحافيين الذين سمح لهم بحضور هذه الجلسة فقد تحدث عبد المطلب خلال الجلسة بالانكليزية وقد كبلت يداه بكرسي متحرك ولف معصماه واجزاء من يديه بضمادات.
وقال المتهم للقاضي انه غير قادر على توكيل محام للدفاع عنه فابلغه القاضي بان المحكمة ستوكل محاميا للدفاع عنه.
وبحسب اللائحة الاتهامية فان التحقيقات الاولية التي اجراها مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) تشير الى ان الشحنة الناسفة التي حاول عبد المطلب تفجيرها تحتوي على مادة +بي اي تي ان+ (تيترانيترات بنتا اريثريت) والمعروفة ايضا باسم بنتريت وهي متفجرات قويةquot;.
وسئل المتهم عن حاله، بعدما اصيب بحروق بالغة خلال المحاولة الفاشلة لتفجير الشحنة، فاجاب انه بات quot;افضلquot;.
والد المتهم حذر السلطات الأميركية
إلى ذلك أعلن مسؤول اميركي السبت لوكالة فرانس برس ان والد الشاب النيجيري سبق له وان ابلغ واشنطن بquot;قلقهquot; من انتماء ابنه الى التيار الاسلامي المتشدد.
وقال المصدر ان quot;الوالد اتصل الشهر الماضي بالسفارة الاميركية في نيجيريا لابلاغها بقلقه حيال تشدد ابنه. السفارة نقلت هذه المعلومة على نطاق واسع الى الحكومة الاميركيةquot;، مؤكدا بذلك معلومات تناقلاتها وسائل اعلام نيجيرية.
لندن رفضت في ايار اعطاء تأشيرة الى عبد المطلب
اعلن مصدر حكومي ان السلطات البريطانية رفضت في ايار/مايو منح تأشيرة دخول الى عمر الفاروق عبد المطلب.
وبحسب معلومات نشرتها اسبوعية صنداي تايمز واكدها لوكالة فرانس برس مصدر حكومي بريطاني فان دوائر الهجرة البريطانية (يو كاي بورد ايجنسي) رفضت طلبا تقدم به النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب للحصول على تأشيرة طالب، رغم انه درس في بريطانيا لمدة ثلاث سنوات، لان السلطات اعتبرت الجامعة التي كان يعتزم الدراسة فيها مزيفة.
وقال مصدر حكومي للاسبوعية الصادرة عن صحيفة التايمز ان طلب التأشيرة quot;رفض بداعي انه تقدم للدراسة في مؤسسة جامعية نعتبرها وهميةquot;، وهي غير الجامعة التي سبق له وان درس فيها.
وفيما يستمر التحقيق مع المعتقل، افادت وسائل اعلام اميركية ان عبد المطلب مزج مادة البنتريت وهي مادة متفجرة يدخل في تركيبتها النتروغليسرين مع سائل لا تكشفهما اشعة اكس في المطارات. وقالت المحطة نقلا عن مسؤول في الشرطة لم تفصح عن اسمه ان المادة المتفجرة كانت من البنتريت وهي مادة شديدة الحساسية والقوة. وكان المسحوق المتفجر داخل غلاف بلاستيكي قد يكون واقيا ذكريا.
ونقلت المحطة عن مصدر في الشرطة كذلك في وقت سابق ان المشتبه به استخدم quot;حقنة لضخ سائل كيميائي في مسحوق خبأه في اعلى فخذه (..) انها طريقة جديدة لم تعرف من قبلquot; . كما اشارت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الى استخدام الطريقة نفسها.
وعبر مختص في المتفجرات في وحدة فرنسية لمكافحة الارهاب عن دهشته عندما سال عن الامر. وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه quot;هذه المعادلة ينقصها صاعق لا بد منه لاحداث التفجير كما في كل مادة متفجرة تعتمد على الاشتعالquot;.
وقال ركاب الرحلة 253 لشركة نورث وست ايرلاينز انهم سمعوا صوتا قويا ورأوا ضوءا قويا قبل اندلاع النار داخل الطائرة.
وقال دوغلاس ليرد المدير الامني السابق في نورث وست ايرلاينز ان الخطر سيبقى قائما طالما لم يتم استبدال اجهزة الكشف باشعة اكس واستخدام اجهزة للمسح الضوئي للجسم. واضاف الخبير الامني انه quot;من دون ماسح ضوئي لا يمكن معرفة ما الذي يخبئه الشخص تحت ملابسهquot;.
ويطرح استخدام هذه الماسحات الضوئية خلافا وخصوصا بسبب الخشية من التلصص وانتهاك حرمة الجسد او الخصوصية لانها تخترق الملابس وترسم صورة ثلاثية الابعاد للجسم على الشاشة. كما انها مكلفة حيث يبلغ سعر الجهاز مليون دولار مقابل اقل من خمسين الف دولار للكاشف باشعة اكس، وفق دوغلاس ليرد.
وكان على متن الطائرة التابعة لشركة quot;نورث وست ايرلاينزquot; الاميركية المتفرعة عن شركة دلتا ايرلاينز 278 راكبا، ونقلت وسائل الاعلام عن مصادر ان الرجل كان مدرجا على قائمة لاشخاص قيد المراقبة غير انه لم يكن يعتبر ناشطا خطيرا ولم يكن محظورا صعوده على متن رحلة متوجهة الى الولايات المتحدة.
وافاد مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي ان عبد المطلب على علاقة بتنظيم القاعدة، غير ان مصادر عدة تشير الى ان الاف بي اي يدرس بشكل اولي فرضية ان يكون تصرف بمفرده. ونقلت وسائل اعلام انه كشف للمحققين انه حصل على المتفجرات في اليمن حيث تلقى ايضا تعليماته.
الى ذلك، اكد مصرفي نيجيري سابق يدعى عمر عبد المطلب انه والد الشاب الذي حاول تفجير الطائرة الاميركية الجمعة. وقال عبد المطلب في اتصال هاتفي quot;لقد تلقيت اتصالات من مختلف انحاء العالم حول ابني الذي اوقف بتهمة محاولة تفحير طائرةquot;.
على صيعد متصل، اشاد برلماني اميركي quot;ببطولةquot; ركاب الرحلة 253 بعد محاولة التفجير الفاشلة لطائرتهم. وقال بني تومسون رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب quot;نحن مدينون الى الابد لركاب الطائرة الابطال الذين سيطروا على المشتبه بهquot;.
واضاف تومسون ان اللجنة ستراجع quot;الاجراءات الامنية الواجب اتخاذها في المستقبلquot;.
يذكر أن فكرة تفجير طائرات متوجهة إلى الولايات المتحدة كانت قد راودت مجموعات مقربة من القاعدة، يلاحق بعضها في المحاكم البريطانية ضمن ما يعرف بملف تفجير quot;الطائرات العابرة للمحيط الأطلسي.quot;
وقد بدأت القضية في أغسطس/ آب 2006، عندما جرى اعتقال عدد من الأشخاص للاشتباه بتآمرهم لتفجير طائرات عبر متفجرات سائلة، وضعت في علب للمشروبات الغازية.
وأدت الحادثة إلى إصدار السلطات البريطانية قرارا يحدد كمية السوائل التي يسمح لركاب الطائرات حملها عبر نقاط التفتيش في المطارات.
وقد اجرت الشرطة البريطانية صباح السبت عمليات تفتيش في مواقع بينها مبنى يعتقد انه اقام فيه في احد الاحياء الراقية في لندن. واعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في بيان ان quot;امن المواطنين ينبغي ان يكون على الدوام همنا الاول. لقد تعاونا في شكل وثيق مع السلطات الاميركية للتحقيق في هذا الحادث منذ حصولهquot;.
التعليقات