يخشى الفلسطينيون أن تكون البيوت الطينية المؤقتة التي تقدم لهم عوضا عن منازلهم التي دمرت في الهجوم الاسرائيلي العام الماضي مؤشرا على أن الامم المتحدة تخلت عن خطط اعادة الاعمار.

بيت حانون: تقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) انها اضطرت لاستخدام أحجار طينية مضغوطة لبناء بعض المنازل بسبب استمرار الحظر الاسرائيلي لواردات الاسمنت وحديد التسليح التي تقول اسرائيل ان بالامكان استخدامها في أغراض عسكرية. وقال المستشار الاعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عدنان أبو حسنة quot;انها أفضل من الخيمة.. أفضل من بيت الصفيح وأفضل من العراء.quot; وشدد على أن الامم المتحدة لم تتخل عن خطط الاستعاضة عن البيوت الخرسانية المدمرة ببيوت خرسانية جديدة.

وقال ان بناء 120 وحدة سكنية من الطوب اللبن هو مشروع تموله الامارات العربية المتحدة ليكون quot;حلا انسانيا مؤقتاquot; ريثما تفلح جهود اقناع اسرائيل بتخفيف حصارها لكي يتسنى تنفيذ التعهدات بدفع خمسة مليارات دولار لاعادة اعمار غزة. ودمرت الاف المنازل والمكاتب والمصانع جراء القصف الجوي والمدفعي وأعمال الهدم منذ الحرب التي استمرت بين 27 ديسمبر كانون الاول و18 يناير كانون الثاني والتي قتل فيها أكثر من 1400 فلسطيني و13 اسرائيليا. وأضاف أبو حسنة quot;اعادة غزة عقودا الى الوراء بهذه المباني شيء لا يسرنا ولا نريده ولكننا اضطررنا اليه.quot;

وتابع ان البيوت الطينية تقي من تقلبات الطقس وهي متينة. وأشار الى أن quot;مثل هذه البيوت تبنى في أجزاء من أوروبا وفي ماليزيا أيضا.. ليس عيبا ولا عارا أن تحصل على مثل هذا البيت.quot; وبالنسبة لمئات الاسر التي تعيش في خيام والالاف الذين يقيمون في منازل نصف مهدمة أو يشاركون أقاربهم منازلهم فان هذا تغيير مرحب به. وتقول اسرائيل انها لا يمكن ان تنظر في تخفيف الحصار عن غزة الى أن يتحسن الوضع الامني.

وقتل يوم الاحد ثلاثة متشددين في ضربة جوية اسرائيلية بعد ساعات من تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيه quot;رد قويquot; على أي هجمات تنطلق من قطاع غزة. وانفجر نحو 300 صاروخ وقذيفة مورتر في اسرائيل منذ انتهاء الهجوم في أواخر يناير. ولم تتسبب في أي اصابات ولكن أثارت الذعر. وتصاعدت أعمال العنف بطول الحدود الشهر الماضي. وقال سامي أبو زهري المسؤول في حماس ان الهجمات الفلسطينية الاخيرة كانت ردا على quot;العدوان الاسرائيلي المستمرquot;.

وحتى اذا تراجعت حدة العنف فلن تخفف اسرائيل حصارها كثيرا الى أن تفرج حماس عن الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شليط الذي تجري مفاوضات مطولة بشأن الافراج عنه مقابل عدة مئات من السجناء الفلسطينيين. وفي الشهر الماضي سلمت أونروا أول منزل طيني لاسرة في بلدة بيت حانون في شمال القطاع. وكان منزل الاسرة المؤلف من طابقين قد دمر العام الماضي. فهو يقبع في منطقة تحولت الى ركام وأقيمت فيها الخيام بدلا من المنازل.