تخشى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة من تصعيد إسرائيلي جديد يؤدي إلى جولة جديدة من الحرب في القطاع، في وقت قال فيه الناطق باسم سرايا القدس لـquot;إيلافquot; إن الفصائل لن تسمح لإسرائيل باستفزازها، وشدد على أن quot;للمقاومةquot; الحق الكامل في الرد على الهجوم في المكان والزمان المناسبين بما يحافظ على المصالح العليا للشعب الفلسطيني، لافتا إلى ان الوضع القائم منذ انتهاء الحرب مباشرة هو مجرد توافق بين الفصائل على توفير حالة من الهدوء لترتب أوراقها.

غزة: أكد الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وأحد قياداتها في قطاع غزة أبو أحمد أن التصعيد الأخير هو استمرار لسلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة منذ ثلاثة أشهر تقريبا، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات آخذة بالارتفاع تدريجيا وذلك في محاولة واضحة لجس نبض quot;المقاومةquot; واستفزازها وجرها للرد على العدوان ليقوم العدو بعدها باستهداف غزة من جديد .

وقال أبو احمد في تصريح خاص بإيلاف:quot; إن العدو الإسرائيلي يحاول الوصول بالوضع الميداني في غزة إلى مرحلة كالتي سبقت الحرب الماضية، عبر تركيز الاغتيالات ضد كوادر المقاومة واجتياحات وتوغلات تستنزف قدرات المقاومة في مقابل رد المقاومة بإطلاق الصواريخ قصيرة المدى والتي لا تحدث أضرارا كبيرة من وجهة نظر العدو ، مؤكدا ان المقاومة لن تسمح بحدوث ذلك ولن تقبل بأن تكون أهدافا سهلة للاحتلال الاسرائيلي مقابل رد عادي كما كان يحدث سابقا ،وأضاف:quot; فأي معركة قادمة ستكون مختلفة القواعد والتكتيكات وستحدد المقاومة مكانها وزمانهاquot;

وشدد على أن quot;للمقاومة الحق الكامل في الرد على العدوان في المكان والزمان المناسبين بما يحافظ على المصالح العليا للشعب الفلسطيني ،لافتا إلى ان الوضع القائم منذ انتهاء الحرب مباشرة هو مجرد توافق بين فصائل المقاومة على توفير حالة من الهدوء لترتب أوراقها من جديد وتعطي فرصة لأبناء شعبنا لاستعادة جزء من حياتهم العادية التي فقدوها إبان العدوان، أما بالنسبة للرد على التصعيد الإسرائيلي الأخير، أشار ابو أحمد إلى أنه مكفول لهم كفصيل رئيس في الساحة الفلسطينية ولكن المكان والزمان تحدده قيادة سرايا القدسquot; بحسب قوله
وعن جاهزية quot;المقاومةquot; الفلسطينية quot;لأي عدوان إسرائيلي جديد على غزةquot; قال ابو احمد :quot; نحن لا نتمنى حدوث عدوان جديد على قطاع غزة أو أي مكان آخر ولكن إذا فرضت علينا المواجهة كما حدث سابقا فنحن على أتم الاستعداد لذلك ولدينا من القدرات البشرية والعسكرية ما يمكننا من مواجهة العدو وإيقاع خسائر كبيرة في صفوفه والتجربة الماضية خير دليل على ذلك ، إلا أن المعركة القادمة في حال حدوثها ستكون عنيفة جدا وسيتم تجاوز كل الخطوط الحمراء التي التزمنا بها سابقا وستكون مفاجئة للعدو بشكل كبير
ويشهد قطاع غزة هذه الأيام تصعيدا إسرائيليا جديدا، لم يعتده القطاع منذ أقل من عام، حيث سادت أراضيه تهدئة غير معلنة بين الفصائل الفلسطينية، والقوات الإسرائيلية منذ إعلان وقف إطلاق النار بين الطرفين بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع أواخر ديسمبر 2008، ويناير العام الماضي، لمدة 22 عاما حيث تمر ذكراها الأليمة هذه الأيام .
وقتل ثلاثة فلسطينيين اثر قصف إسرائيلي لمنطقة الأنفاق في رفح على الشريط الحدودي الذي يربط مصر بقطاع غزة ،فيما أصيب ستة آخرين وما زال ثلاثة في عداد المفقودين يجرى البحث عنهم في المناطق التي دمرت .

وأكد مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة د. معاوية حسنين أن الفلسطينيين الثلاثة هم quot;مبارك أبو شلوفquot; (27 عاما) والفتى عدي محمد أبو حيش (16 عاما) وquot;نصر جمعة المهموم (21 عامًا) وقد وصلوا المراكز الطبية أشلاء من جراء إطلاق طائرات إسرائيلية من طراز اف 16 ثلاثة صواريخ على الأقل على منطقة الأنفاق الواقعة برفح جنوب القطاع على الحدود المصرية الفلسطينية .

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي الجمعة سلسلة غارات على عدة أهداف تابعة للمقاومة الفلسطينية في مناطق مختلفة من قطاع غزة ، ما أدى إلى إلحاق أضرار بمنزلين لعائلة العيماوي و أبو ظاهر شرق بلدة القرارة جنوب القطاع، وورشة للحدادة في منطقة تل الهوى في غزة،
وألقى الطيران الإسرائيلي أمس الخميس آلاف المنشورات، حض فيها الفلسطينيين على الإبلاغ عن أماكن وجود الأنفاق وحذرهم من مغبة الاقتراب من الشريط الحدودي بين القطاع وإسرائيل لمسافة تقل عن 300 متر.
وقال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان إن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة ؛ يدلِّل على سياسة الإرهاب الدموية التي ينتهجها الاحتلال، وكذلك على العقلية الإسرائيلية التي لا تؤمن إلا بالقتل والإرهاب واستمرار دوامة التصعيد الأمني ضد قطاع غزةquot;.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت أن هذه الغارات جاءت ردا على إطلاق أكثر من عشر قذائف هاون وصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.
وأكد رضوان أن الاحتلال لا يحتاج إلى مبرِّرات لشنِّ عدوانه؛ فهو مستمرٌّ في هذا العدوان والإرهاب في ظل صمت العالم منذ عقود، مشددا على أن هذه الهمجية ستبوءُ بالفشل ولن تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني ودفعه للخضوع أو تقديم التنازل، أو التخلي عن المقاومة لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية على حد قوله .
وقتل الثلاثاء جهاد السميريquot; 30 عاماquot;، وأصيب 3 آخرون بإصابات حرجة اثر غارة إسرائيلية استهدفته ومجموعة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في منطقة القرارة جنوب قطاع غزة .

ويعد هذا التصعيد الأقوى منذ الحرب الاسرائليلة على قطاع غزة يناير العام الماضي ويثير مخاوف الفلسطينيين الذين ما زالوا يرممون ما دمرته الحرب الإسرائيلية العام الماضي من عدوان جديد على القطاع على غرار الحرب الأخيرة .

من جهته، أكد أبو يوسف الناطق العسكري باسم كتائب الناصر صلاح الدينquot; الجناح العسكري لحركة quot;المقاومة الشعبيةquot; أن التصعيد الإسرائيلي يكشف نوايا العدو لشنِّ عملية عسكرية واسعة النطاق، داعيا فصائل المقاومة إلى الرد على اعتداءات الاحتلال، وقال: quot;سنلاقي التصعيد بالتصعيد والقصف بالقصف, وبإذن الله لن يؤتَى شعبنا والدين من قبلنا, وبأن لنا الحق في اختيار الزمان والمكان المناسبين لردع العدو عن جرائمه.
وأضاف quot;جرائم العدو وتصعيده غير المبرر، إنما يجدد قناعتنا أن هذا العدو لا يفهم سوى لغة الحرب، ولن تنفع معه اتفاقيات وقف إطلاق النار التي جربناها من قبل، ويكون العدو هو المنتهك لها ومضيعها.quot;

وأعلنت كتـائب المقاومة الوطنية الجنـاح العسكـري للجبهة الديمقراطيـة لتحرير فلسطين عن استهداف موقع عسكري إسرائيلي شرق quot;بوابة أبو مطيبيقquot; شرق مدينة رفح بـ3 قذائف هاون .
وأشارت في بيان صحفي وصل إيلاف نسخة عنهquot; إلى أن ذلك يأتي quot; رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع وتأكيداً على مواصلة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي, حتى نيل حقوقنا المشروعةquot; .