المواجهات مع الجانب المصري

غزة: هاجم النائب البريطاني جورج غالوي الحكومة المصرية، واتهمها بأنها جزءا من الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة، من خلال منعها لقوافل الحرية من الوصول إلى القطاع ، وبناء الجدار الفولاذي على حدودها مع غزة.

ووصل غالوي إلى غزة على رأس قافلة شريان الحياة الثالثة مساء أمس الأربعاء إلى قطاع غزة من معبر رفح قادمة من ميناء العريش المصري وذلك بعد ساعات من مظاهرة للعشرات من أهالي غزة على الحدود مع مصر أسفرت عن مقتل شرطي مصري وإصابة عشرات الفلسطينيين.

وكانت قافلة شريان الحياة 3 المحملة بمساعدات إنسانية من أغذية ومعدات طبية أوروبية وتركية وعربية، ويرافقها حوالي 465 شخصية من 17 دولة قد أقلعت أوائل ديسمبر المنصرم متجهة إلى قطاع غزة لتصل في 27 ديسمبر 2009 تزامنا مع الذكرى الأولى للهجوم الإسرائيلي على القطاع، لكنها تعطلت في العقبة بسبب إجراءات الدخول التي فرضتها السلطات المصرية.

الوفد السوري

مما اضطر القافلة للعودة من ميناء العقبة بالأردن لتنطلق من ميناء اللاذقية السوري شمالا عبر البحر المتوسط إلى ميناء العريش ثم إلى غزة، استجابة لشروط السلطات المصرية بأن تدخل القافلة من الميناء المذكور بدلا من ميناء نويبع على البحر الأحمر.

إلا أن السلطات المصرية احتجزت القافلة في ميناء العريش لعدة أيام قبل السماح لها بالدخول بعد أن توصل منظموها إلى اتفاق مع السلطات المصرية بعد خلافات حول عدد السيارات المسموح بدخولها وبعد اشتباكات بين المشاركين بالقافلة وقوات الأمن المصري.

وتم التوصل لذلك الاتفاق بعد وساطة تركية لحل المشكلات التي كانت تعرقل وصول القافلة لقطاع غزة.

وقد منعت السلطات المصرية مرور 48 سيارة عن طريق معبر رفح بدعوى أنها سيارات خاصة ولا تندرج في إطار الحافلات المخصصة للمساعدات الإنسانية، ولم تكن ضمن التفاهمات المتفق عليها مع المنظمين من الجانب التركي.

وأفادت مصادر مصرية إن دخول تلك السيارات إلى القطاع وارد ولكن ليس عبر معبر رفح المخصص لدخول الأفراد والمساعدات الطبية، في إشارة إلى المعابر الإسرائيلية.

وفي ذات السياق وصل إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح، الفاصل بين القطاع والأراضي المصرية وفدٌ من الفنانين السوريين من ذوي الأصول الفلسطينية؛ في زيارة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، تستغرق ثلاثة أيام، يتم خلالها زيارة العديد من المناطق المدمرة، والمشاركة في فعاليات وأنشطة مختلفة لأهالي الأسرى الفلسطينيين.

وأكد حمدي شعث الناطق باسم اللجنة الحكومية لكسر الحصار في غزة أن الوفد السوري شارك في فعاليات تضامنية في غزة ، وبعدها توجه إلى وزارة الثقافة للقاء مجموعة من الفنانين الفلسطينيين ، وتبعه زيارة تفقدية لمتضرري الحرب والمناطق المدمرة .

وأوضح شعث قائلاً quot;الزيارة تم التخطيط لها منذ أسابيع عدة وتأتي ضمن الجهود الذي يبذلها الفنانون العرب لخرق الحصار الجائر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة quot;.

من جانبه، أوضح رئيس الوفد الفنان أحمد رافع أن الزيارة تهدف إلى تفقد الأوضاع المعيشية لسكان قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي الجائر، والاطلاع على حجم الدمار الشامل الذي لحق بالقطاع من جراء العدوان الإسرائيلي.

وأشار رافع إلى أنه من المقرر أن تتضمن الزيارة برنامجا غنيا من اللقاءات مع أهالي الأسرى والجرحى والأطفال المشردين نتيجة الهجوم الأخير على القطاع، وناشد شعوب العالم وأحراره القيامَ بتنظيم زيارات تضامنية للقطاع، والعمل على كسر الحصار المفروض عليه بكل الأشكال الممكنة، ونوه بالجهود التي بذلتها السفارة السورية في القاهرة لتسهيل دخول الفنانين إلى غزة دون أية عراقيل.

وكان السفير السوري في مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية يوسف أحمد أثنى -في تصريح صحافي لدى استقبال الوفد بعد وصوله إلى القاهرة في وقت سابق- على مبادرة الفنانين التي تعبر عن التزامهم بقضايا الأمة العربية.

وأكد رافع أن quot;قلب كل مواطن سوري ينبض بحب فلسطين وقضيتهاquot;، مشيرا إلى أن زيارة أكثر من وفد سوري إلى قطاع غزة خلال الأسابيع القليلة الماضية تتم ضمن إطار التواصل مع أهله المحاصرين، وأن هذه الوفود تترجم هذه الحقيقة.