كما يحدث عقب كل كافة التوترات الطائفية في مصر، جدد مسؤولون حكوميون وبرلمانيون الحديث عما وصفوه بالأصابع الأجنبية، التي تقف خلف مثل هذه المصادمات التي راحت تتكرر على نحو متواتر ومتصاعد خلال الفترة الماضية، غير أن نشطاء حقوقيين اتهموا أجهزة الدولة بالتقاعس عن حماية مواطنيها المسيحيين، ووصفوا ما حدث في مدينة quot;نجع حماديquot; ليلة احتفال الأقباط بعيد الميلاد بأنه يشكل quot;نقلة نوعيةquot; في طبيعة الاعتداءات على الأقباط وانطلاقاً من دوافع طائفية، لأنها استهدفت quot;مسيحيينquot; بشكل عشوائي لدى خروجهم من الصلاة في الكنيسة ليلة الاحتفال بأحد أهم الأعياد لديهم.

القاهرة: في سياق متصل تقدم عدد من نواب البرلمان المصري بمشروع قانون لإنشاء مجلس قومي يتولى تطبيق القوانين الخاصة بتفعيل المواطنة، والتواصل مع أجهزة الإعلام سواء في الداخل والخارج لتوضيح الملابسات المصاحبة لبعض الأحداث على خلفية نزاعات طائفية، بالإضافة إلى تشكيل لجان لتقصي الحقائق في تلك الأحداث وإعداد تقارير بشأن أسبابها وطرق تفادي تكرارها أو تصاعدها.

وعلى صعيد التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في مصر حول هذا الحادث ودوافعه وملابساته مع ثلاثة من المتهمين ألقت أجهزة الأمن القبض عليهم، استمعت نيابة قنا الكلية لأقوال الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي حول حادث إطلاق النار خارج مطرانية المدينة، الذي راح ضحيته 6 من الأقباط وجندي مسلم من قوات الأمن، وقال الأنبا كيرلس إن هناك أربعة شهود آخرين على الواقعة قررت النيابة استدعاءهم لسماع أقوالهم في التحقيقات.

شهادة المحافظ
وأمام لجنة برلمانية مشتركة استعرض اللواء مجدي أيوب محافظ قنا تفاصيل الحادث منذ بدايته وحتى القبض على المتهمين وإحالتهم على النيابة العامة، التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات، وأكد أيوب أن الأمور أصبحت مستقرة الآن في مدينة quot;نجع حماديquot;، وأوضح أن الخدمات الأمنية مكثفة على جميع الكنائس خاصة تلك التي تقام فيها الصلوات.

وعقب انتهاء المحافظ من إلقاء كلمته أمام الاجتماع سأله فتحي سرور رئيس البرلمان المصري عن أسباب الجريمة، فقال إن المتهم الأول الشهير باسم حمام الكموني اعترف خلال تحقيقات الشرطة بأنه كان يمر بحالة نفسية سببها اغتصاب شاب مسيحي لفتاة مسلمة بمدينة quot;فرشوطquot; المتاخمة لنجع حمادي.

وأضاف محافظ قنا أن الكموني اعترف أيضا بتأثره بما تداول من مقاطع فيديو وصور على الهواتف المحمولة لشابات مسلمات فى أوضاع مخلة بالآداب العامة مع مسيحيين.

وأوضح محافظ الإقليم، وهو المحافظ القبطي الوحيد في مصر أن التحريات الأمنية والتحقيقات القضائية مازالت مستمرة وهي التي ستظهر ما إذا كانت هناك دوافع أخرى للجريمة أبعد مما هو متوافر لدى الأجهزة الأمنية والقضائية حتى الآن.

وعاد سرور فسأل المحافظ عن احتمال وجود عناصر أخرى يمكن أن تكون قد استخدمت الكموني لمعرفتها صفة الإجرام عنه فرد أيوب بأنه لا يستطيع أن يجزم بذلك إلا بعد انتهاء تحقيقات النيابة العامة.

وسأل سرور المحافظ مرة أخرى عن وجود خلفيات دينية للكموني وهل هو متعصب دينياً، فقال المحافظ إنه ليست له أي اتجاهات دينية معلومة بل اشتهر بنشاطه الإجرامي في المدينة منذ سنوات واعتقل مرتين من قبل لأسباب جنائية.

مسار التحقيقات
من جانبه، أعرب فتحي سرور رئيس البرلمان المصري عن شكوكه بوجود ما أسماه أياد خارجية سواء في المنطقة أو خارجها تتربص بمصر وتستهدف زعزعة الأمن فيها، واتفق معه وزير الشؤون النيابية مفيد شهاب مؤكدا خلال اجتماع برلماني وجود قوى لم يسمها لا تريد الاستقرار لمصر تحت دعاوى سياسية وطائفية، على حد تعبيره.

وتواصل النيابة العامة في مصر التحقيق مع المتهمين الثلاثة وهم محمد احمد حسانين وشهرته حمام الكموني وقرشي ابو الحجاج وهنداوي سيد محمد منفذي مذبحة نجع حمادي ليلة عيد الميلاد والتي راح ضحيتها ستة أقباط وشرطي مسلم وإصابة تسعة آخرين اثر قيام الجناة بإطلاق النيران عليهم عشوائيا من أسلحة آلية مستخدمين سيارة خاصة اثناء خروج الأقباط من كنائس المدينة عقب صلاة العيد.

وقالت مصادر قضائية مصرية quot;إن المتهمين بقتل المسيحيين ليلة الاحتفال بعيد الميلاد في مدينة نجع حمادي سوف يواجهون عدة تهم في صدارتها تهمة ممارسة الإرهاب والقتل العمد، ولفتت ذات المصادر إلى أن عقوبة تلك التهم هي الإعدام، ما اعتبره مراقبون يشكل خطوة جديدة من الحكومة لمواجهة تزايد حدة الهجمات الطائفية في مصر.

ومضت المصادر القضائية المصرية قائلة quot;إن المتهمين الثلاثة في ذلك الهجوم سيواجهون أيضاً اتهامات باستخدام القوة والعنف بإطلاق الأعيرة النارية للإخلال بالأمن العام وترويع الأشخاص والقتل العمدي والشروع فيه مع سبق الإصرار تنفيذا لغرض إرهابي، وسيواجهون عقوبة الإعدام حال إدانتهم.