يبدأ اليوم الأربعاء الرئيس السوري بشار الأسد زيارة للرياض يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ووفقًا لبيان من الديوان الملكي السعودي وبيان للرئاسة السورية فإنّ الملك عبدالله سيتقدم مستقبلي الرئيس بشار الأسد ومرافقيه، وسيتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
عبادي القحطاني من الرياض: وعشية زيارة الأسد للرياض يترقب المتابعون نتائج هذه الزيارة التي ستلقي بظلالها على المحيط العربي لما للدولتين من ثقل عربي ، فيما وضعت مصادر عربية متابعة الزيارة في سياقها العربي والإقليمي، خاصة في ظل محاولة تحسين أجواء العمل العربي المشترك، وتحليل الوضع السياسي في المنطقة ولا سيما في العراق وفلسطين وعملية السلام.
ويرى مراقبون عرب أن الزيارة في هذا الوقت تحمل مؤشرات عدة، أهمها الدلالة على التحسن الكبير الذي طرأ على العلاقات بين البلدين، والتشاور حول أوضاع المنطقة، والدور الذي يمكن للبلدين القيام به من أجل تعزيز الموقف العربي في مختلف القضايا، وفي مقدمها التجاذبات في الساحة الفلسطينية سواءً الداخلية أو المتماسة مع إسرائيل، كما سيتم البحث في العلاقات العربية - العربية.
مؤكدين أن الحراك الكبير الذي تشهده المنطقة العربية خلال الأيام القليلة الماضية والزيارات المتبادلة في عواصم عربية مختلفة تشير إلى أهمية تنسيق الجهود العربية المشتركة خاصة بين عواصم القرار العربي الرياض والقاهرة ودمشق.
زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للرياض ودمشق مطلع الأسبوع ورسالتي العاهل السعودي للرئيسين السوري والمصري وقمة مبارك مع عباس ومن ثم مع ملك الأردن في شرم الشيخ قد توحي وفق ما يراه محللون بحلحلة الوضع الفلسطيني وتوجه الدول العربية الكبرى نحو حل الأزمة الفلسطينية الداخلية وإنهاء الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني, بغية توحيد الساحة الفلسطينية قبل بدء أي محادثات سلام تعقد لمناقشة ملف الصراع في الشرق الأوسط.
وشهدت العلاقات السعودية - السورية تحول إيجابي منذ مبادرة المصالحة العربية خلال قمة الكويت الاقتصادية وكان من ثمارها زيارة العاهل السعودي ووفد رفيع المستوى في أكتوبر الماضي لدمشق السورية، وحينها وصفت مصادر دبلوماسية أجواء الزيارة بـquot;لإيجابيةquot; مشيرة إلى أن الزيارة كان quot;ناجحة بكل المقاييسquot;، وأنها quot;تطرقت لمجمل الأوضاع العربية والإقليميةquot;،
وبدا أن العلاقات السعودية - السورية أخذت شكلاً متصاعداً وفق تنسيق مشترك ظهر جليًا في بعض المواقف العربية أو الدولية مثل الملف اللبناني.
وكان الأسد زار جدة (غرب السعودية) في حضور مفاجئ أثناء افتتاح جامعة الملك عبدالله في الـ23 سبتمبر/أيلول الماضي حيث عقد لقاء مطولاً مع الملك عبدالله، وترتبط الريـاض ودمشـق، على الصعيد الاقتصادي، باتفاق تجاري موقع العام 1972 وهناك علاقات تجارية جيدة، إضافة إلى عدد من المشاريع الصناعية وغير الصناعية في الملبوسات والألمونيوم والكابلات والحديد وغيرها.