لندن: أعلن الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ان القمة العربية للعام 2011 ستعقد في العراق فيما اكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي خلال اجتماع معه تقدير بلاده لدور الجامعة وحرصها على تطوير المصالحة الوطنية وزيادة حجم المشاركين في العملية السياسية داعيا الى تشريع قانون السلوك الانتخابي.

وقال بن حلي ان القمة العربية التي ستعقد العام المقبل سيستضيفها العراق مشيرا الى ان تقريرا شاملا عن مجمل تطورات الاوضاع في العراق سيكون مطروحا على طاولة وزراء الخارجية العرب وامام القادة العرب في قمة طرابلس العربية التي تعقد في آذار (مارس) المقبل. ووصف مباحثاته الحالية مع كبار المسؤولين العراقيين بـquot;الايجابية والمهمةquot; كونها تأتي مع قرب اجراء الانتخابات التشريعية موضحا انquot;المحادثات تطرقت الى جميع المجالات التي تهم العراق ودور الجامعة العربية على كل المستويات واهمية الحضور والتواجد العربي الذي دائما ما تؤكد عليه الجامعة العربية وتسعى لتحقيقهquot;.

واضاف في تصريح لصحيفة quot;الصباحquot; الحكومية ان quot;الجامعة العربية ستستمر بالوقوف مع العراق وتأكيد التضامن معه لاسيما انه يسير باتجاه استعادة عافيته واداء دوره المهم في المنطقة وترسيخ تجربته الديمقراطية واستكمال جميع مقومات سيادته الوطنيةquot;.

وقدعبر الهاشمي خلال اجتماعه مع بن حلي عن قلقه من quot; محاولات البعض استخدام النفوذ لتسميم الأجواء قبل الانتخابات في إطار حسابات سياسية ضيقة تستهدف التسقيط السياسي تحت ذرائع شتى مما سيترك آثارا خطيرة على الانتخابات والعملية السياسيةquot;. واوضح ان quot; الحل هو في تشريع قانون قواعد السلوك الانتخابي فالموضوع لا ينحصر في القلق على سياسي لهذا الطرف أو ذاك وإنما على مستقبل العملية السياسية برمتها بل الإشفاق على استقرار العراق الذي يبدو أن البعض لا يكترث لذلك ولا معني بهquot;.

وشدد الهاشمي على ان هيئة المسالة والعدالة التي أخضعت ستة عشر كيانا وسياسيين بارزين إلى الاجتثاث توطئة لحرمانهم من المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمةquot;. وثمن دور الجامعة العربية وحرصها على تطوير المصالحة الوطنية وزيادة حجم المشاركين في العملية السياسية متمنياً لبن حلي تحقيق نتائج مثمرة في مباحثاته ببغداد تصب في صالح العراق.

من جانبه أوضح بن حلي حرص الجامعة العربية على استقرار العراق وازدهار العملية السياسية وتجسير العلاقات بين العراق والدول العربية مؤكداً بان الجامعة العربية تراقب أوضاع العراق عن كثب وتعتقد أن الانتخابات المقبلة في العراق مهمة للغاية في تحقيق امن واستقرار العراق ولن تدخر الجامعة وسعا في أن تكون الانتخابات نزيهة وعادلة وشفافة.

وخلال مباحثات اجراها نائب الامين العام للجتكعة العربية امس مع اياد السامرائ رئيس مجلس النواب العراقي دعا هذا الاخير الدول العربية الى فتح سفاراتها في العراق مؤكدا قدرة اجهزته الامنية على حمايتها وطالبها بتسهيل دخول مواطنيه اليها والمساعدة في تهيئة متطلبات اجراء الانتخابات العراقية على اراضيها. ودعا جميع الدول العربية الى اخذ دور أكبر في عملية بناء العراق ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي من خلال فتح سفارات لها في بغداد مؤكدا quot;ان الأجهزة الأمنية العراقية مستعدة لتأمين وحماية البعثات الدبلوماسية لكافة الدول العربية والأجنبيةquot;.

وطالب السامرائي الجامعة العربية العمل على تسهيل دخول المواطنين العراقيين الى الدول العربية مشيرا الى التجربة التي قام بها الإتحاد الأوربي بإلغاء تأشيرة الدخول لمواطنيه آملاً ان تصل الدول العربية الى هذه المرحلة مما سيسهم quot;في توطيد الروابط المشتركة بين الدول العربية وإزالة كل العوائق التي تحول دون التواصل بين الأشقاء العربquot;.

وعلى مدى اليومين الماضيين اجرى بن حلي مباحثات مع الرئيس جلال طالباني ووزير الخارجية هوشيار زيباري ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم حيث تم بحث آخر المستجدات السياسية في العراق وفي مقدمتها الانتخابات التشريعية المقبلة والمصالحة الوطنية وعلاقات العراق بمحيطه العربي وضرورة تعزيز دور الجامعة فيه.

من ناحيته اكد بن حلي حرص الجامعة على تعزيز دورها وتفعيل تواصلها المباشر مع الحكومة والمؤسسات الدستورية العراقية كون العراق من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية مشددا على التزام الجامعة العربية نحو العراق وشعبه. واكد على ضرورة توسيع الحضور العربي في العراق وان يكون للجامعة دور في الاعداد والمراقبة للانتخابات العراقية المقبلة في داخل البلاد وخارجها.

ووصل بن حلي الى بغداد الاثنين لاجراء محادثات تتعلق بجملة من القضايا من بينها مراقبة الانتخابات العامة وسبل توسيع التمثيل الدبلوماسي العربي في العراق ودراسة آلية مشاركة الجامعة العربية في مراقبة الانتخابات التشريعية اضافة الى مناقشة كيفية تناول الملف العراقي في القمة العربية المقبلة التي ستعقد في طرابلس في اذار (مارس) المقبل. كما ستتناول مباحثات بن حلي في بغداد احتلال ايران لحقل الفكة اانفطي العراقي الجنوبي ونقل وجهة النظر العراقية الى الجامعة التي ستعرض تقديم ما يمكنها من مساعدة حول الموضوع.

وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أعلن السبت الماضي أنه كلف نائبه أحمد بن حلي بزيارة العراق تنفيذاً لما اتُفق عليه بين بغداد والجامعة العربية للتشاور المستمر الذي يهدف إلى دعم التقدم الحاصل في العراق. وقال بن حلي ان الجامعة فاتحت عددا من الدول العربية لاجراء الانتخابات للعراقين المقيمين فيها. وكان ممثل الجامعة العربية الليبي ناجي شلقم قد وصل الى بغداد الأسبوع الماضي ليتولى ادارة مكتب الجامعة في العراق.. وهو ثالث ممثل للجامعة يعمل في العراق بعد المغربي مختار لَماني والمصري هاني خلاف. العراق يدعو العرب لفتح سفاراتهم فيه مطمئنا بقدرته لحمايتها.