اعلن رئيس الائتلاف الوطني العراقي عمار الحكيم ان زعيمي الحزبين الكرديين الرئيسيين الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قد وافقا على دعوته تشكيل جبهة سياسية عريضة من القوى الاساسية في البلاد من اجل قيادة العملية السياسية وتشكيل الحكومة الجديدة التي ستنبثق عن الانتخابات التشريعية المقبلة وذلك على امتداد السنوات الاربع المقبلة.

لندن: قال الحكيم وهو رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي اليوم في ختام زيارة لاقليم كردستان استمرت ثلاثة ايام ان طالباني وبارزاني قد استجابا لدعوته بتشكيل جبهة سياسية عريضة تقود البلاد بعد الانتخابات التشريعية التي ستجري في السابع من اذار (مارس) المقبل وعلى مدى السنوات الاربع المقبلة وحتى الانتخابات التي تعقبها. واضاف خلال اجتماع بمدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد) مقر الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني مع ممثلي شرائح وأطياف المدينة إن ضمان حق الاكراد هو ضمان لحقوق جميع القوميات والمذاهب والاطياف العراقية الاخرى.

وقال quot;نحن نعرض اليوم على الجميع تشكيل جبهة وطنية عريضة وان تشارك فيها جميع القوى السياسية العراقية للمرحلة المقبلةquot;. واضاف quot;لقد عقدنا اجتماعا مع الرئيس جلال طالباني والرئيس مسعود بارزاني وجميع القوى السياسية الكردية في الاقليم لتشكيل جبهة وطنية عريضة لكي نتفق على صيغة جديدة ومرحلة جديدة للاربع سنوات المقبلة ومناقشة جميع المشاكل العالقة داخل الحكومة الاتحادية او حكومة الاقليم او المحافظات العراقية الاخرىquot;. واشار الى ان هناك مشاكل بين حكومتي بغداد واربيل منذ عام 2004 وكان حلها اسهل بكثير لو تم ذلك سابقا ولم تبق لحد الآن quot;ويجب فتح جميع الملفات الساخنة وتدارسها ووضع الحلول المناسبة لها والاعتماد على الدستور العراقي وان يقبل الجميع بما نصت عليه مواد الدستور لان فيه تحقيق الضمانة الحيقيقة لجميع العراقيين وتنوعهمquot;.

واشار الى ان اهم الاعمدة التي يقوم عليها العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003 حتى الآن هو الدستور العراقي وهناك الكثير مما يجب تحيققه في الشراكة في العراق وقال quot;نحن بحاجة الى جهود الجميع وان يدافع كل منا عن الآخر من اجل إزدهار الوطن وتحقيق الرفاهية وتقديم افضل الخدمات للمواطنين وبناء دولة المؤسسات والقانون من اجل عراقي قوي لان قوة العراق لن تتحقق بدون توحد الجميع بوجود حكومته الاتحادية قوية وحكومة الاقليم قوية أيضاquot;.

واضاف quot; نتمنى ان يكون اقليم كوردستان قويا وفاعلا كما نتمنى ان تكون الحكومة الاتحادية قوية من اجل عراق قوي موحد وفاعل تراعي فيه حقوق الجميع وتحقيق الحرية والتعددية وتجذير الممارسة الديمقراطية ونتمنى ان يعبر الكل عن رأيه ومعتقده من دون الاساءة للاخرينquot;. وشدد على ضرورة العمل من اجل تعزيز الهوية الوطنية المؤلفة من اطياف الشعب : سنة وشيعة ومسيحيين وعربا واكرادا وتركمانا او من اية طائفة او دين او معتقدquot; كما نقل عنه مكتب اعلام الاتحاد الوطني بزعامة طالباني. واوضح ان الانتخابات المقبلة ستكون الحد الفاصل في تحقيق ذلك quot;وعلينا ان لا نجعل من تلك الانتخابات وسيلة للاساءة للاخرينquot;.

وحول عدم تنفيذ المادة الدستورية 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها اشار الى انه يريد ان يتحدث بصراحة وقال quot;ان اقليم كردستان يأخذ حصته من الميزانية العامة 17%، وهي نسبة كبيرة تعادل ميزانيات دول غنية ولابد ان تعرفوا ان الدستور العراقي من اوله الى اخره كلما ذكر فيه العرب ذكر فيه الاكراد ايضا ونحن نعتقد ان الدستور قد انصف الاكراد حتى في المكاتبات الرسمية دخلت اللغة الكردية في جميع مفاصله من رئاسة الجمهورية الى اصغر دائرة وهذا يعتبر تطورا كبيرا قد تحقق لهم ويجب ان لا نبتعد عن الموضوعية ونقول الحمدلله على كل شيءquot;.

وقبل ذلك بحث الحكيم مع طالباني مجمل التطوورات على الساحة السياسية والعلاقات الثنائية والاهداف المشتركة حيث تم التأكيد على ضرورة تعزيز أواصر هذه العلاقات بما يخدم العملية السياسية والدستورية في العراق.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الحكيم قال طالباني انه تم الاتفاق على quot;ضرورة العمل المشترك لردع الارهابيين والمتآمرين على هذا النظام العراقي الاتحادي التعددي ومن أجل أن تكون الانتخابات المقبلة حرة وشفافة وأن تأتي ببرلمان أقوى من الحاليquot;. واضاف quot; نحن مؤمنون إيمانا شديدا بالتحالف الكردي الشيعي الذي هو تحالف بين الشيعة والسنة وبين العرب والاكراد وبين الشمال والجنوب وبين الاسلاميين والعلمانيين وهو تحالف ينشد التآخي مع العرب السنة أيضاquot;. وقال quot;تحدثنا طويلا عن أهمية الجبهة الوطنية العراقية التي تضم القوى الأساسية في الساحة العراقية المتفاهمة والمندفعة في الدفاع عن المشروع السياسي الوليد في العراق ونعمل جاهدين من خلال مثل هذا التواصل والانفتاح على الأطراف الأساسية الأخرى الراغبة بالحضور في هذه الجبهة لنشكل قاعدة عريضة تمثل الاساس في اتجاهات العمل والبناء للمرحلة المقبلةquot;.

وفيما يتعلق بقرار هيئة المساءلة والعدالة بمنع عدد من الكيانات والمرشحين من خوض الانتخابات قال طالبانبي ان المسألة قانونية وهنالك هيئة مسؤولة عن تقدير صلاحية المرشحين وهذه الهيئة عندما تصدر قراراتها لمن يعارضها أن يراجع محكمة التمييز المختصة والقضية عند القضاء. وكانت الهيئة اعلنت قبل ايام حظر 15 كيانا سياسيا وحوالي 400 مرشحا من خوض الانتخابات المقبلة وكان في مقدمتهم رئيس جبهة الحوار الوطني النائب صالح المطلك الذي قال امس انه قام بتقديم طعن للهيئة القضائية التميزية بشان قرار هيئة المساءلة والعدالة منع مشاركته في الانتخابات مؤكدا انه طالب الهيئة بسرعة الرد على الطعن المقدم خلال 45 يوما بدلا من 60 يوما التي نص عليها قانون هيئة المساءلة والعدالة.

ومن جهته قال الحكيم خلال المؤتمر الصحافي ان زيارته الى كردستان ومباحثاته مع قادة الاقليم quot; تعطي رسالة واضحة لأبناء شعبنا في اقليم كردستان وفي كل مناطق البلاد بأن العراق الجديد هو عراق التواصل والمشاركة والتفاهم بين الأطراف الأساسية ويخدم الوطن والمواطنquot;.