فتاة إيرانية خلال التشييع أمس

تحوّل تشييع العالِم النووي الإيراني مسعود علي محمدي إلى تظاهرات متنافسة لأنصار النظام ومعارضيه. وقال شهود إن حوالى ألف شخص شاركوا في التشييع الحاشد، كانوا مؤيدين للمعارضة، مشيرين إلى حصول احتكاكات محدودة مع الشرطة خلال الدفن.

طهران: حمل مشاركون في تشييع العالِم النووي الإيراني مسعود علي محمدي أمس يافطات باللون الأخضر، في إشارة إلى اللون الذي إعتمدته الحملة الانتخابية لمير حسين موسوي كما هتفوا بشعارات مؤيدة للمعارضة. في المقابل، هتف آخرون quot;الموت لإسرائيلquot; و quot;الموت لأميركاquot;، فيما حمل مشيعون جثمان محمدي ملفوفًا بعلم إيراني. وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) قدنشرت بيانًا نسبته الى زوجة محمدي وأبنائه، اعتبروا فيه ان quot;أعداء الوطن يحاولون من خلال تحريف الحقائق وإثارة الفتن، ان تذهب دماء هذا الشهيد العزيز سدىquot;.

لكن المعارضة للحكومة نشرت على مواقعها على الانترنت عدة وثائق وشهادات تشير الى ان عالم الفيزياء النووية انضم بشكل فاعل الى معسكر الاصلاحيين خلال الازمة التي تلت اعادة انتخاب احمدي نجاد في حزيران/يونيو.

وفي رسالة تأبين على موقعه على الانترنت، كتب أحد زعماء المعارضة مير حسين موسوي ان quot;الاستشهاد الظالم للطبيب مسعود علي محمدي (...) يكشف عن حقيقة مرة: اعداء الشعب الإيراني يريدون استغلال الازمة من اجل مصلحتهمquot;. واضاف quot;هذا يشكل دون شك جزءًا من مؤامرة كبرى على الجميع احباطها ايًّا كانت انتماءاتهم السياسيةquot;، دون مزيد من التوضيح.

مراسم التشييع

في هذه الأثناء ندد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بquot;اساليب صهيونيةquot; في اغتيال محمدي. واتهم الرئيس الإيراني اسرائيل الخميس بقتل العالم النووي الإيراني، مؤكدا في خطاب القاه في خوزستان (جنوب غرب) حيث يقوم بزيارة ان quot;اساليب صهيونيةquot; استخدمت في التفجير الذي ادى الى مقتله امام منزله في طهران.

وقال الرئيس الإيراني quot;يستطيع المرء ان يرى مقدار حقد العدو في الطريقة التي اغتيل فيها (العالم النووي). لقد كانت طريقة التفجير صهيونيةquot;، حسب ما نقلت عنه وكالة مهر للانباء. واضاف quot;لقد كان ناشطا اسلاميا واستاذا جامعيا تقيا يخدم شعبهquot;. واكد quot;لا يمكن للاعداء ان يحرموا الشعب الإيراني من المعرفة بتصفية علمائناquot;.

وقتل مسعود علي محمدي (50 عاما) استاذ الفيزياء النووية المعروف الذي كان يدرس في جامعة طهران ويعمل ايضا في الحرس الثوري الإيراني، صباح الثلاثاء في تفجير دراجة نارية مفخخة تم التحكم بها عن بعد اثناء خروجه من منزله. واتهم مسؤولون إيرانيون ووسائل اعلام رسمية إيرانية اجهزة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية بالوقوف خلف عملية الاغتيال معتبرين انها تهدف الى منع إيران من تطوير برنامجها النووي.

ويخشى الغربيون ان يخفي هذا البرنامج شقًّا عسكريًّا يهدف الى حيازة السلاح النووي، وهو ما تنفيه طهران على الدوام. وقال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني الاربعاء ان السلطات quot;تلقت في الايام الماضية معلوماتquot; تفيد ان اجهزة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية quot;تسعى لتنفيذ عمليات ارهابية في طهرانquot;.

ونفت الولايات المتحدة اي علاقة لها بهذا الاغتيال. وبالمثل نفى مجاهدو خلق تورطهم فيه. ورفض مسؤول اسرائيلي طلب عدم كشف اسمه الخميس الرد على الاتهامات الإيرانية مكتفيا بالقول ان quot;اسرائيل ترفض على الدوام التعليق على مثل هذه المواضيعquot;.

وشارك حشد ضم آلاف الاشخاص بينهم عدد من الشخصيات الرسمية الخميس في تشييع مسعود علي محمدي من منزله الى مقبرة صغيرة شمال طهران حيث ووري الثرى. وارتفعت هتافات quot;الموت لاسرائيلquot; وquot;الموت لاميركاquot; عدة مرات اثناء الجنازة التي جرت تحت مراقبة قوات الامن التي انتشرت بكثافة.

ودان مشيعو العالم الإيراني quot;المنافقينquot; الاسم الذي يطلقه النظام الإيراني على مجاهدي خلق حركة المعارضة في المنفى التي تتهمها طهران بالتورط في الاعتداء مع الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية، وقد نفت الحركة اي دور لها.

وعمل محمدي فترة طويلة مع الحرس الثوري الإيراني (باسدران)، الجيش العقائدي للنظام الإيراني في الحرب ضد العراق (1980-1988) ثم حتى 2003 بحسب معلومات نشرتها الصحافة الإيرانية. ولم يسفر التحقيق الرسمي عن اي نتيجة حتى الآن.

وقال علي اكبر جوانفكر، مستشار الرئيس محمود احمدي نجاد، لوكالة الأنباء الفرنسية ان quot;اجهزة الاستخبارات والامن تبحث عن الذين يقفون وراء هذا الانفجار لمحاكمتهم في اسرع وقت ممكنquot;. وبرر جوانفكر الاتهامات الموجهة الى اسرائيل والولايات المتحدة. وقال ان quot;الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل هي الدول التي عبرت عن اكبر عداء لتطورنا العلمي وخصوصًا برنامجنا النووي، لذلك من الطبيعي ان تكون على رأس المشبوهين عندما يُستهدَف علماؤناquot;.

كما ردد الحشد خلال التشييع هتافات تؤكد quot;الحق في الحصول على الطاقة النوويةquot; لإيران، وهتافات اخرى عبروا فيها عن تأييدهم لمرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الذي اكد بيان لاسرة محمدي ان العالم كان وفيًا له. وقالت السلطات ووسائل الاعلام الرسمية ان محمدي ناشط متشدد في النظام وquot;استاذ وناشط اسلاميquot; وquot;ثوريquot;.