من أثار إنفجار القنبلةأمس

طهران: اتهم رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الاربعاء جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بالوقوف وراء الاعتداء الذي قضى فيه الثلاثاء العالم النووي الايراني مسعود علي محمدي، كما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية.

وقتل العالم نووي الثلاثاء في طهران في اعتداء بواسطة قنبلة اتهمت ايران كلا من اسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراءه، في وقت تواجه فيه الجمهورية الاسلامية ضغوطا دولية بسبب برنامجها النووي. واعلن مدعي عام طهران عباس جعفري دولت ابادي مقتل مسعود علي محمدي استاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران صباح الثلاثاء في انفجار دراجة نارية مفخخة تم التحكم به عن بعد اثناء خروجه من منزله.

وقال دولت ابادي ان محمدي كان quot;استاذا في الطاقة النوويةquot;، وفق ما نقلت وكالة انباء الطلاب الايرانية (ايسنا). ونقلت وكالة quot;بورنا نيوزquot; التابعة لوكالة الانباء الرسمية الايرانية عن quot;مصادر مطلعةquot; ان محمدي البالغ من العمر خمسين عاما كان من quot;كبار العلماء النوويين في البلادquot;.

واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان quot;عناصر التحقيق الاولية تكشف عن مؤشرات الى تحرك شرير لمثلث الولايات المتحدة والنظام الصهيوني ومرتزقتهما، في هذا الاعتداء الارهابيquot;. لكنه اكد ان quot;هذه الاعمال الارهابية وتصفية علماء نوويين ايرانيين لن تعرقل بالتأكيد برنامج ايران النووي بل على العكس ستسرعهquot;.

وكذلك قال دولت ابادي متحدثا للتلفزيون الرسمي quot;من المرجح نظرا الى ان مسعود علي محمدي كان عالما نوويا، ان يكون للسي آي ايه والموساد وبعض عملائهما ضلوع في الامرquot;. وفور حصول التفجير اتهمت عدة وسائل اعلام ايرانية quot;اعداء الثورةquot; واسرائيل بالوقوف وراء هذا الاعتداء الذي وقع في حي قيطرية شمال طهران حيث كان محمدي يسكن.

وافاد التلفزيون الرسمي الايراني ان quot;عملاء صهاينة واميركيين زرعوا هذه القنبلةquot;، مضيفا ان quot;مسعود محمدي كان استاذا ثوريا وملتزما استشهد في اعتداء ارهابي نفذه اعداء الثورة وعناصر تابعون للاستكبار العالميquot;. وذكر تلفزيون العالم الرسمي الناطق بالعربية انه quot;على ضوء نوعية الانفجار، فقد يكون الاعتداء من تنفيذ +المنافقين+ (مجاهدي الشعب) او من تخطيط النظام الصهيونيquot;.

ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن مارك تونر ان quot;الاتهامات بضلوع الولايات المتحدة لا معنى لهاquot;. ولاحقا، تبنى البيت الابيض الموقف نفسه. واتهمت طهران في كانون الاول/ديسمبر الولايات المتحدة واسرائيل بخطف عالم نووي اخر هو شهرام عميري الذي فقد في ايار/مايو 2009 في السعودية، الامر الذي كررته السلطات الايرانية الثلاثاء.

وقالت الحكومة الايرانية في بيان نقلته وكالة فارس للانباء quot;من جهة، تخطف الحكومة الاميركية ايرانيين في الخارج لنقلهم الى الولايات المتحدة ومن جهة اخرى يغتال عملاؤهم المأجورون في ايران مواطنا علامةquot;.واكدت ان quot;الاجهزة الاستخباراتية والا منية ستحاول كشف هوية المسؤولين عن هذه الجريمة واعتقالهم وكشف الجهات الاجنبية التي تدعمهمquot;.

وكان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، المعارضة الايرانية في المنفى التي يشكل مجاهدو الشعب فصيلها الرئيسي، نفى ضلوعه في الاعتداء. واعلن ناطق باسمه لفرانس برس في باريس ان quot;المقاومة الايرانية تدين محاولة نظام الملالي لالقاء مسؤولية اغتيال الخبير النووي مسعود علي محمدي على عاتق منظمة مجاهدي الشعب الايرانيquot;.

واضاف ان quot;ربط هذا الاغتيال بمجاهدي الشعب هو من باب التلفيق البحتquot;، معتبرا ان الاتهامات الايرانية quot;تمهد لعمليات اعدام معتقلين سياسيين مؤيدين لمجاهدي الشعبquot;. وكان quot;مجاهدو الشعبquot; نفذوا العديد من عمليات تفجير سيارات مفخخة عن بعد ضد مسؤولين في النظام في السنوات الاولى التي تلت الثورة الاسلامية.

وقال احد جيران الضحية لوكالة الأنباء الفرنسية ان الانفجار كان quot;قويا جداquot; وادى الى تحطم زجاج السيارات والمنازل المجاورة. واصيب شخصان بجروح طفيفة. وصدرت صباحا معلومات متضاربة بشأن مواقف الضحية وانتمائه السياسي. وذكر تلفزيون العالم ان مسعود محمدي كان ملتزما داخل النظام. واورد بيان لميليشيا الباسيج الاسلامية ان محمدي واصل التدريس في جامعة الامام الحسين في طهران، معتبرا انه quot;استاذ ينتمي الى الباسيجquot;.

من جهتها، اكدت جمعية طلاب الباسيج في جامعة طهران في بيان ان محمدي ورد اسمه quot;على قائمة الاشخاص الذين استهدفتهم عقوبات من جانب الهيئات الدوليةquot; لدورهم في السياسة النووية الايرانية.

غير ان مواقع الكترونية عديدة تابعة للمعارضة اكدت ان محمدي كان خلال الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو من الاساتذة الجامعيين الذين وقعوا عريضة مؤيدة لمير حسين موسوي، خصم الرئيس محمود احمدي نجاد في الانتخابات وزعيم المعارضة التي تندد باعادة انتخاب احمدي نجاد.

اما عميد كلية الفيزياء في جامعة طهران علي مقري، فاكد ان مسعود علي محمدي لم يكن منخرطا في quot;اي نشاط سياسيquot;. وقال لوكالة مهر quot;كان استاذ فيزياء معروفا عالميا وله عدد من المؤلفاتquot;. ووقعت عملية التفجير في الوقت الذي تواجه فيه ايران تهديدات بفرض عقوبات دولية جديدة عليها بسبب برنامجها النووي ورفضها وقف عمليات تخصيب اليورانيوم التي يخشى الغرب ان تكون طهران تخفي خلفا شقا عسكريا سريا يهدف الى حيازة السلاح النووي.

كما يسجل الاعتداء في ظل وضع سياسي مأزوم في وقت مارست السلطة خلال الاشهر الماضي قمعا شديدا ضد المعارضة من داخل النظام المتهمة بالتحرك في خدمة مصالح quot;اعداءquot; ايران وفي طليعتهم اسرائيل وبتهديد نظام الجمهورية الاسلامية.