تشير معلومات إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد ادى مناسك العمرة خلال زيارته إلى السعودية، كما يلحظالمتجول فيدمشق هذهالأيام بانسوريا غير متحمسة لعقد لقاء يجمع بينالأسد والرئيس المصري حسني مبارك في الوقت الحاضر على الأقل.

دمشق:يخرج زائر دمشق هذه الأيام بانطباع مفاده عدم وجود حماسة لدى الجانب السوري لعقد لقاء يجمع الرئيس بشار الأسد والرئيس المصري حسني مبارك في الوقت الحاضر على الأقل.

وهذا ما تبيّن خلال زيارة الرئيس الأسد الأخيرة الى المملكة العربية السعودية حيث كانت بعض الفضائيات العربية تستضيف شخصيات إعلامية سعودية معروف عنها إلمامها بالموقف السعودي الرسمي أو ما يستعين بـ quot;مصادر سعوديةquot; للقول بوجود احتمال انضمام الرئيس مبارك الى العاهل السعودي الملك عبد الملك بن عبد العزيز والرئيس السوري لعقد قمة ثلاثية تتوّج فيها المصالحة بين مصر وسوريا، فيما كانت الانطباعات في دمشق تستبعد حصول مثل هذه القمة.

وثمة من تحدّث عن أن الرئيس الأسد وخلال ترؤسه للجبهة الوطنية التقدمية، قبل ساعات من توجهه الى السعودية، لم يأتِ على ذكر لقاء مرتقب مع مبارك. وذكرت معلومات أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وخلال زيارته الأخيرة لدمشق بحث مع القيادة السورية موضوع انضمام الرئيس المصري الى محادثات عبد الله والأسد في السعودية.

إلا أنه سمع ملاحظات حول حصول مثل هذا اللقاء وجرى الاتفاق على مواصلة البحث بهذا الأمر في الرياض. ومن هنا جاءت تصريحات المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس الاسد الدكتورة بثينة شعبان، لتضع صوراً للتوقعات والإستنتاجات التي بني معظمها على بقاء الرئيس السوري quot;عدة أيامquot; في المملكة، وما يتيحه ذلك بمجيء مبارك الى المملكة.

إذ أكدت أن القمة بين الملك عبد الله والرئيس الأسد، لم تكن مقررة للتوسع لتضخم زعماء عرب آخرين ذاكرة إسم الرئيس المصري حسني مبارك بالتحديد. كذلك وصفت شعبان الزيارة بـ quot;الحميميةquot; التي تحمل طابعاً خاصاً، إضافة الى برنامجها السياسي. وهذا ما ظهر واضحاً باصطحاب الرئيس السوري عقيلته السيدة أسماء الأخرس وأطفالهما الثلاثة.

ولوحظ أنه لم يتم الإعلان عن ذلك عند وصول الاسد الى السعودية. وقد عرض التلفزيون السوري مساء أمس مشاهد مغادرة الرئيس الأسد وعائلته للمملكة عبر مطار جدة، حيث كان في وداعهم الأخير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين.

وفيما تردد أن الرئيس الأسد أدى مناسك العمرة خلال إقامته في الممكلة لم يصدر أي شيء رسمي بهذا الخصوص، يؤكد أو ينفي النبأ، إلا أن مصدراً سورياً مطلعاً قال لـ quot;إيلافquot; إن الرئيس الأسد وفي حال أدائه فعلاً مناسك العمرة، فإنه لا يحبذ الإعلان عن ذلك لأنه يعتبر الأمر مسألة شخصية بحتة.

هذا وترى دمشق أن الأجواء غير مؤاتية في الوقت الراهن لعقد قمة تجمع بين الرئيسين السوري والمصري. وتلفت أوساط سورية متابعة، لخط سير العلاقات بين البلدين، أن هذه الأخيرة شهدت مرحلة تهدئة في الفترة الماضية انعكست تراجعاً في الحملات الإعلامية المصرية ضد سوريا، إلا أن هذه الحملات عادت لتطل برأسها من جديد من قبل أيام.

بالتزامن مع الإعلان بتشديد الحصار على غزة. وتشير هذه الأوساط الى أن دمشق ليست في وارد التغطية على كل ما تقوم به السلطات المصرية لعزل قطاع غزة عبر بناء جدار فولاذي يضيق الخناق على أبنائه. لذلك فهي لا ترى أن الظرف مناسب حالياً لعقد قمة سورية ــ مصرية مع تشديدها على ضرورة الإرتقاء بالعلاقات العربية ــ العربية وتعزيزها وإزالة كل ما من شأنه الإضرار بها أو اعتراض طريقها.