يقوم وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاحد بزيارة لانقرة رفض الغاءها رغم التوتر بين البلدين.

انقرة: عقود التسلح والمناورات العسكرية المشتركة كانت في صلب علاقات التبادل بين تركيا واسرائيل الى ان تلاشت هذه الروابط وباتت انقرة تاخذ على الدولة العبرية عدم بذل جهود كافية لاحلال السلام في الشرق الاوسط.
وفي مؤشر الى هذا التعاون العسكري، يقوم وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاحد بزيارة الى انقرة رفض الغاءها رغم الحادث الدبلوماسي بين البلدين في مطلع الاسبوع بخصوص برنامج تلفزيوني تركي اعتبرته اسرائيل معاديا للسامية.

وكان البلدان وقعا اتفاق تعاون عسكري في العام 2006 اثار استياء دول عربية وايران واعطى اشارة الانطلاق لما وصف بانه quot;شراكة استراتيجيةquot; ما ادى الى حصول اسرائيل على عقود بيع اسلحة وصيانة تجهيزات لتركيا.
وكلفت شركات اسرائيلية تحديث حوالى مئة مقاتلة من نوع quot;اف-4quot; وquot;اف-5quot; تركية في عقد بلغت قيمته حوالى 700 مليون دولار كما باعت تركيا صواريخ وتجهيزات الكترونية.

وفي العام 2002، فازت الصناعات العسكرية الاسرائيلية بعقد بقيمة 668 مليون دولار لتحسين 170 دبابة من طراز quot;ام-60quot; يفترض ان ينتهي تسليمها في شباط/فبراير بحسب وكالة صناعات الدفاع التركية.
وهناك عقد اخر قيمته 183 مليون دولار يتعلق بتسليم عشر طائرات بدون طيار وتجهيزات مراقبة في اطار تعاون تقوم به صناعات الطيران الاسرائيلية.
والمشروع الذي اطلق في العام 2005 شهد تاخيرا لاسباب تقنية وسياسية لكنه على وشك الانتهاء.

ووقعت عقود اخرى بشكل سري فيما قدر خبراء في مجال الدفاع بان عقود الاسلحة في العام 2007 فقط شكلت 69% من قيمة التبادل التجاري بين البلدين البالغ 2,6 مليار دولار.
وقدمت تركيا من جهتها للطيران الاسرائيلي فرصة التدرب في صحراء الاناضول الشاسعة في اطار مناورات مشتركة.

كما قامت بحريتا البلدين بمناورات مشتركة.
ويعتقد ان تركيا، الدولة المسلمة ذات النظام العلماني، سمحت ايضا لاسرائيل باستخدام راداراتها لمراقبة ايران والعراق فيما حصل تبادل خبرات في مجال حماية الاسلحة الكيميائية.

وفي العام 1999، كان الجيش الاسرائيلي اول من قدم المساعدة لضحايا الزلزال الذي ضرب شمال غرب تركيا كما قدم عددا من المنازل الجاهزة اطلق عليها اسم quot;القرية الاسرائيليةquot;.
وتكثف التبادل الاقتصادي والثقافي ايضا ودرس البلدان امكانية نقل المياه من جنوب تركيا الى اسرائيل في مشروع تم التخلي عنه في العام 2006 بسبب كلفته العالية.

واول مؤشر على فتور العلاقات كان في العام 2002 حين وصف رئيس الوزراء التركي انذاك بولند اجاويد العملية العسكرية الاسرائيلية الواسعة النطاق في الاراضي الفلسطينية بانها quot;ابادةquot;. لكن هذا التوتر تبدد سريعا.
والهجوم الكبير الذي شنه الجيش الاسرائيلي على غزة الشتاء الماضي كان منعطفا حاسما في العلاقات الثنائية حيث انتقدت حكومة انقرة الاسلامية المحافظة بشكل شبه يومي اسرائيل بسبب موقفها حيال الفلسطينيين.
ولم تساهم العلاقات التي تتوثق بشكل تدريجي بين تركيا من جهة وكل من سوريا وايران في تحسين الامور مع اسرائيل.