قال وزير الدفاع التركي لنظيره الإسرائيلي أن تل أبيب وأنقرة هما حليفتان استراتيجيتان، كون البلدين يعيشان في منطقة واحدة، بينما أكد إيهود باراك الأهمية التي توليها إسرائيل لعلاقاتها مع تركيا، وأعلن الوزيران عن استمرار العمل بعشرات المشاريع الأمنية المشتركة للطرفين.

تل أبيب: بينما تطايرت التقديرات quot;المتفائلةquot; بقرب فرط عقد العلاقة بين أنقرة وتل أبيب، أكد وزير الدفاع التركي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الأمن الإسرائيلي،إيهود براك، أن التحالف الاستراتيجي والمصالح المشتركة بين أنقرة وتل أبيب لن تتدهور بسهولة. فقد نقل موقع يديعوت أحرونوت، مساء الأحد عن وزير الدفاع التركي قوله عند استقباله لبراك: لنا المصالح نفسها، ولذلك فنحن نعمل معًا، ولنا خبرة في حل المشاكل معًاquot;.
وبحسب الموقع الإسرائيلي فإن وزير الدفاع التركي، وجدي غونول قال لبراك : quot;نحن نعيش في المنطقة نفسها، بل في الحي نفسه، وعلى الرغم من عدم وجود حدود مشتركة بيننا، إلا أننا حلفاء استراتيجيون، طالما كانت هذه مصلحتنا المشتركة، وبما أننا نعيش في المنطقة نفسها فإننا نريد العملمعًا مع إسرائيلquot;.

وقد أكد الوزيران، براك ونظيره الكردي خلال المؤتمر رغبة بلديهما بتجاوز حادثة إهانة السفير التركي في تل أبيب، والحفاظ على العلاقات الجيدة بين البلدين، وتطوير هذه العلاقات وتعميقها وخاصة في المجالات الإستراتيجية والأمنية المطروحة على جدول الإعمال. ووفقًا لأقوال الوزير التركي فإن : quot;زيارة الوزير براك لأنقرة مهمّة جدًّا لتطوير العلاقات بين البلدين في المستقبل أيضًا.

من جهته، أكد براك الأهمية التي توليها إسرائيل لعلاقاتها مع تركيا قائلاً: إن تركيا هي دولة مهمة جدًّا في المنطقة، وقد شهد العام الأخير مدًّا وجزرًا في العلاقات معها ، ويستحسن أن نضعها خلفنا وأن نسير باتجاه شرق أوسط مستقر سوية مع تركيا ودول أخرى في المنطقةquot;.

وأعلن الوزيران عن استمرار العمل بعشرات المشاريع الأمنية المشتركة للطرفين، ابتداء بتطوير وسائل قتالية ولغاية المناورات والتدريبات المشتركة.

وجاءت التصريحات الإسرائيلية والتركية لتؤكد ما قاله لإيلاف قبل أيام عديدة، مدير عام وزارة الخارجية السابق، الذي شغل أيضًا منصب سفير تل أبيب في أنقرة، ألون ليئيل، حيث كان أكد أن هناك الكثير من المشاريع المشتركة بين تل أبيب وأنقرة، والكثير من الأمر التي ينبغي بداية القضاء عليها أو إنهائها قبل الوصول إلى مرحلة قطع العلاقات بين الطرفين.

وكشف ليئيل أن إسرائيل ترى أهمية كبيرة في العلاقات مع تركيا منذ وضع بن غوريون في القرن الماضي قاعدة الحفاظ على العلاقات مع كل دولة إسلامية أو مسلمة تقبل بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
ولفت ليئيل إلى أن تركيا مثلا، تتحفظ كثيرًا من المشروع الإيراني.

في المقابل عاد أحد المستشرقين الإسرائيليين، د. غاي بيخور وشن بالأمس هجوما عنيفا على أنقرة، متخذًا موقفًا مساندًا لوزير خارجية إسرائيل، ونائبه. ودعا بيخور في مقالة نشرتها له صحيفة يديعوت أحرونوت إلى ضرورة عدم التساهل مع تركيا، بل وحتى تجنيد رأس المال اليهودي العالمي للضغط على حكومة أنقرة إذا استمرت في سياستها الحالية.

أيلون لن نتردد بطرد السفراء إذا قضت الحاجة

في غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، داني أيلون، أن ما حدث مع السفير التركي في مكتبه كان بسبب quot;خطأ فنيquot; زاعمًا في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، أمس السبت أنه لم يكن يقصد الإهانة، ولم يظن أن ما يقوله عن وجود علم واحد، وعن أن مقعد السفير التركي منخفض، قد تم تسجيله وأنه سينشر، لكنه أكد أن المهم هو أن الرسالة التي أراد إيصالها قد وصلت حقًّا، وأن من أهان الآخر هو أوردوغان عندما أهان بيرس في منتدى دافوس.

وقال أيلون إن سياسة وزير الخارجية ، أفيغدور ليبرمان ( زعيم حزبه) صحيحة وأن إسرائيل لن تقبل بأن تقوم أي دولة بركلها ومهاجمتها دون أن ترد على ذلك . quot;فإذا قامت دولة ما بالمس بإسرائيل فسنبقي كل الخيارات مفتوحة بما في ذلك طرد السفراءquot;. وأضاف أيلون: لا نريد مهاجمة أحد ولا مناقشة أحد لكننا لن نتصرف كورقة في مهب الريحquot;.