محمد بن زايد منع الصحافيين من الاتصال بوفد إسرائيل

أكد مصدر رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية لـquot;إيلافquot; أن زيارة وزير البنى التحتية الإسرائيلي، عوزي لنداو (من حزب يسرائيل بيتينو) لا تحمل أي دلالات سياسية وإنها لا تشير لا من قريب ولا من بعيد إلى تسخين أو تحسين في العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.

تل أبيب: قال عادل هنو، نائب مدير قسم الصحافة العربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن مشاركة إسرائيل ممثلة بالوزير لنداو في مؤتمر الطاقة المتجددة كان تحصيل حاصل لعضوية إسرائيل في هذه المنظمة. وأضاف أن المنظمة تشترط على الدول التي تستضيف أعمال مؤتمراتها السنوية دعوة واستضافة كل الدول الأعضاء حتى وإن لم تكن للدولة المضيفة علاقات دبلوماسية مع إحدى دول المنظمة.

ورفض هنو إعطاء أي مدلولات سياسية أو إقليمية لهذه الزيارة، مؤكدا أن الوزير الإسرائيلي ، لم يعقد خلال زيارته للإمارات أي لقاءات سياسية مع أي جهة عربية كانت. وكشف هنو لإيلاف أن الخارجية الإسرائيلية لا تعلق عادة على ما ينشر في هذا السياق.

ويضاف إلى تصريحات هنو هذه ما كان صرح به لنداو بعد عودته من الإمارات، بأنه لم يسع quot;لمصادفةquot; أي من السوريين في أروقة المؤتمر. ومع ذلك فإن المسؤول في الخارجية الإسرائيلية رفض التعليق على زيارة مسؤولة في الخارجية الإسرائيلية، هي سيمونة هلبيرين إلى الإمارات للتمهيد لزيارة لنداو، يرافقها مدير عام وزارة البنى التحتية. لكن مصادر إسرائيلية أشارت إلى أن إسرائيل ستحصل على مراقب دائم في مقر المنظمة في دبي، وأنها تعتزم إيفاد دبلوماسي مهني لهذا المنصب.

كما نقل عن الوزير الإسرائيلي قوله إن إسرائيل تملك خبرات وقدرات في مجال التقنيات العالية يمكن أن تساهم من خلالها في تطوير هذا الفرع في بلدان الخليج، معتبرا، وخلافا للخارجية الإسرائيلية أن دعوته للمشاركة في أبو ظبي هي دليل على quot;إمكانية تحقيق التعاون الاقتصادي في المنطقة ولا سيما في مجال الطاقة المتجددة.

السعودية على رأس معارضي التطبيع مع إسرائيل

وتعيد زيارة لنداو إلى الإمارات العربية الزيارة المشهورة التي قامت بها وزيرة الخارجية الإسرائيلية سابقا، تسيبي ليفني، إلى قطر وإلقاءها كلمة أمام مؤتمر الدوحة، حاولت فيها تسويق وجود قاسم مشترك بين إسرائيل ودول الخليج العربي يتمثل quot;بالخطر الإيرانيquot; على الدول العربية قبل أن يكون على إسرائيل.

وحاولت إسرائيل على مدار العامين 2008 -2009 عند اشتداد الحديث عن المشروع الإيراني، ممارسة ضغوط على عدد من دول الخليج مستعينة بالولايات المتحدة الأميركية لتشكيل نوع من التحالف مع إسرائيل ضد quot;المشروع الإيرانيquot;، ورغم الجهود الإسرائيلية والضغوط الأميركية، إلا أن المملكة العربية السعودية رفضت في أكثر من مناسبة محاولات إسرائيلية وتصريحات زعمت أن المملكة وافقت على السماح باستخدام مجالها الجوي لضرب إيران.

إلى ذلك لم تخف إسرائيل تحت حكومة نتنياهو منذ تشكيلها عن رغباتها في التوصل إلى اتفاق مع المملكة العربية السعودية، كبادرة حسن من السعودية والدول العربية تجاه إسرائيل، بالسماح للرحلات الجوية المدنية الإسرائيلية بالمرور ولو على ارتفاع عال فوق سماء السعودية في طريقها إلى الشرق الأقصى.

وتسعى إسرائيل إلى كسر الموقف السعودي حتى يشكل ذلك فاتحة للدول العربية الأخرى في الخليج لquot;تسخين علاقاتها quot; من جديد مع إسرائيل خصوصا بعد الحرب الأخيرة على غزة وحرب لبنان الثانية، إلا أن تل أبيب تصدم دائما بالموقف السعودي الرافض للتطبيع، دون التوصل لاتفاق سلام شامل على أساس مبادرة السلام العربية والمعاهدات الدولية.

وتعتقد إسرائيل أنه في حال أبدت السعودية ليونة في هذا المجال فإن إمارات الخليج والدول العربية في الخليج ستعتبر ذلك ضوءا أخضر لإعادة تنشيط مكاتب المصالح في تل أبيب، أو السير باتجاه تطوير علاقات مع إسرائيل.

في المقابل لا تخفي إسرائيل تحمسها الدائم لمجال إنتاج الطاقة الحيوية أو الطاقة المتجددة والسعي باتجاه إيجاد مصادر بديلة للطاقة، لاعتقادها أن ذلك سيقود على ضرب تأثير دول النفط العربية على الساحة الدولية والحد من قوتها السياسية والاستراتيجية، ولا سيما المملكة العربية السعودية، على اعتبار أنها من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط. وترى إسرائيل أن من شأن ذلك، خصوصا في حال انخرط علماء إسرائيليون في هذا النشاط، ان يوفر لها نقاط قوة وثقل تسهم في تخفيف حدة التأثير العربي والسعودي.

لكن إسرائيل لا تتردد، كما حدث في العام الماضي، من التلويح بورقة الإرهاب الأصولي والغمز من جهة المملكة العربية السعودية، واتهام quot;الوهابيينquot; في السعودية بدعم الإرهاب الأصولي، متهمة المملكة العربية بأنها نتاج حلف بين علماء المسلمين والعائلة المالكة، وأن قيادة المملكة العربية السعودية تشجع العلماء الرافضين للتطبيع مع إسرائيل.