جاءت تهنئة العاهل المغربي لصلاح الدين مزوار لتضع حدًّا لآمال مصطفى المنصوري الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني، الذي قدم عدة اعتراضات امام المحاكم .

الرباط: هنأ العاهل المغربي الملك محمد ، يوم الأحد، صلاح الدين مزوار، الرئيس الجديد والثالث لحزب التجمع الوطني للأحرار(غالبية حكومية) الذي انتخبه المجلس الوطني للحزب، يوم السبت في مدينة مراكش، واضعا بذلك حدا للخلاف الذي نشب بين الرئيس السابق مصطفى المنصوري الذي يرأس كذلك مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) وبين الحركة quot;التصحيحيةquot; التي قادها مزوار، وزير المالية في الحكومة الائتلافية الحالية

وكان المنصوري، التجأ للقضاء لمنع انعاقد المجلس الوطني للحزب والحيلولة دون إقالته، لكن العدالة رفضت طلبه على صعيد الحكم الابتدائي والاستئناف . وكان المنصوري ينوي اللجوء للقضاء ثانية، وكمحاولة أخيرة للطعن في إقالته على اعتبار أن المؤتمر العام هو المخول لانتخاب الرئيس وقيادة الحزب، لكن التهنئة التي بعثها العاهل المغربي للرئيس الجديد وبثتها وكالة الأنباء الرسمية، تعتبر بمثابة القول الفصل في النزاع الداخلي بحزب التجمع، لصالح مزوار الذي وصفته رسالة التهنئة الملكية quot;بذي المؤهلات القيادية والخصال الإنسانية quot;

وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن رسالة العاهل المغربي، أشادت بالرئيسين السابقين عصمان والمنصوري، لما قاما به من جهود من أجل خدمة البلاد والدفاع عن ثوابتها. وبرأي الملاحظين، فإن الأنظار أصبحت مركزة على الرئيس الجديد لحزب التجمع ، بحيث يكون عليه أن يبرهن أنه الأفضل من سلفه في القيادة ، يحمل برنامجا للتجديد والإصلاح وبث الروح في هياكل الحزب.

وإذا أفلح الحزب في تشكيل تحالف متماسك مع الأحزاب التي يرى أنها تقاسمه نفس المبادئ، فقد يستطيع التغلب على أعطابه التي تراكمت وكثرت مع الزمن، أما إذا أجبر على العمل وحده في الساحة باستقلال عن الآخرين ، فإن رئاسة مزوار ستخضع لامتحان صعب خاصة وأن أعباء منصبه الحكومي كوزير للمالية وما يشاع عن وضعه الصحي، قد تؤثر على أدائه، ما عدا في حالة اعتماده نهج القيادة الجماعية وتوزيع المسؤوليات الفعلية بين أعضاء المكتب التنفيذي. حيت ذلك يمكن أن تدب الحياة في ماكينة التجمع الوطني للأحرار.