رصدت إيلاف وجود أمنى مكثف حول السفارة الجزائرية فى القاهرة و منزل السفير تجنبا لتكرار الأحداث المؤسفة
القاهرة: نشاط سياسي محموم ومبادرات للتهدئة وإجراءات أمنية مشددة حول المصالح الجزائرية في القاهرة ومحاولات لتسفير عدد من المشجعين , هذه هى ملامح الاستعدادات المصرية لمباراة مصر و الجزائر فى دور الأربعة ببطولة كأس الأمم الإفريقية و المقرر ان تقام بعد يوم غد الخميس بمدينة بنغيلا الانجولية.
بمجرد انتهاء مباراة مصر و الكاميرون مساء أمس الأول وتأكد مقابلة المنتخب المصري مع المنتخب الجزائري , ووضحت هناك رغبة أكيدة لدى المصريين فى ان تكون هذه المباراة لإصلاح ما أفسدته المباراة الفاصلة بين الفريقين فى ام درمان بالسودان والتى انتهت بفوز المنتخب الجزائري على المنتخب المصري بهدف مقابل لا شئ وصعوده الى مونديال 2010 فى جنوب إفريقيا.
وقد توترت العلاقة بين البلدي الشقيقين عقب أنباء أثيرت حول اعتداء المشجعين الجزائريين على المصريين بعد انتهاء المباراة وشهدت العلاقة الدبلوماسية أزمة بعد استدعاء مصر لسفيرها فى الجزائر عبد العزيز سيف النصر , ولم يرجع حتى الآن الى الجزائر لاستئناف عمله , بينما عاد السفير الجزائري عبد القادر حجار الى مصر أمس الاول بعد عطلة طويلة قضاها فى الجزائر رجحت مصادر أنها كانت اختيارية.
ورصدت إيلاف وجود أمنى مكثف حول مقار السفارة الجزائرية فى القاهرة و منزل السفير وعدد من المصالح الجزائرية تجنبا لتكرار الأحداث المؤسفة التى شهدت محاولات من جانب بعض المصريين المتعصبين للاعتداء على السفارة عقب موقعة نوفمبر. وكشف مصدر ان الجانبين المصري و الجزائري , فى سياق تشاورات تمت خلال الساعات الماضية , اتفقا على تشديد الإجراءات الأمنية على مصالح الجانبين فى مصر و الجزائر , مشيرا الى ان الجزائر ستتخذ إجراءات مماثلة فى التعامل مع المصالح المصرية فى الجزائر.
وأضاف المصدر ان هناك توجيهات عليا من القيادة السياسية بان تكون المباراة فرصة لرأب الصدع فى العلاقات بين الجمهوريين الشقيقين. ووضحت هذه التوجيهات فى تحركات مكثفة على الصعيدين الدبلوماسي و الاعلامى. فقد اجري وزير الخارجية احمد ابو الغيط اتصالا بنظيره الجزائري اكد فيه الوزيرين اهمية التعامل الحكيم مع اللقاء. والتقى انس الفقى وزير الإعلام امس برؤساء القنوات التليفزيونية، وأكد على ضرورة التعامل الإعلامي مع المباراة بمنهج متوازن وتناول هادئ وبشكل موضوعي،quot; من منطلق قومى وليس من منطلق إقليمى واعتبارها مباراة رياضية وليست حدثا سياسياquot;.
وناشد الفقى الإعلام الرياضى بالتعامل مع هذا الحدث بمنهج موضوعى متوازن بعيدا عن أى تعصب أو تحيز لجانب دون الآخر منطلقين من شعار أن المباراة عربية والفائز عربى وأن العرب استحوذوا على نصف المربع الذهبى وهذا إنجاز فى ذاته , مؤكدا ضرورة النظر لهذه المباراة باعتبارها مباراة عربية ـ عربية، والفائز فيها عربى، وأن وصول فريق عربى للنهائى أيا كان علمه، هو رصيد وإنجاز يتحقق للرياضة العربية.
وانعكست توجيهات وزير الإعلام على الفور فى البرامج و القنوات الرياضية التى بثت على القنوات المختلفة خلال الساعات الماضية. وقدمت قناة دريم فى برنامجها الرياضى quot;الكرة مع دريمquot; الذى يقدمه لاعب الزمالك السابق خالد الغندور أغنية خاصة عن المباراة تشيد بالإخوة بين البلدين الشقيقين تحت شعار quot; مصر و الجزائر إخوة عرب quot;, وبثت القناة مع كلمات الاغنية صورا للزعيمين المصري حسنى مبارك و الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وهما يعانقان بعضهما البعض , ومقاطع للاعبي المنتخبين فى لحظات الانتصار و الفوز.
وبدت الرسالة الإعلامية واضحة أيضا على قنوات دريم والحياة ومودرن والمحور وأوربت فى تغيير خطابها الإعلامي تماما والتأكيد على أنها مباراة أخوة و أشقاء بغض النظر عن الفائز باللقاء.
ودخلت اتحادات وشركات وجمعيات على خط التهدئة. ودعت الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب منتخبي البلدين ان تكون مباراتهما الكروية فى البطولة الإفريقية quot; عرسا كرويا عربيا فى حب القدسquot;. واصدر المهندس إبراهيم محلب رئيس شركة المقاولين العرب تعليماته لعمال الشركة فىالجزائر بضبط النفس وعدم الرد على استفزازات المتعصبين من الجمهور الجزائري بعد مباراة الغد.
هذا وأشارت مصادر الى وجود استعدادات تجرى الآن لتسفير عدد 3 آلاف مشجع من الجماهير المصرية لمساندة الفريق فى مباراته , بيد ان مصادر بمصر للطيران نفت لايلاف تنظيم رحلات خاصة او جسر جوى لانجولا باستثناء طائرة واحدة فقط بسافر على متنها المسؤولين المصريين. واستبعدت مصادر سفر جمال وعلاء مبارك نجلى الرئيس الى انجولا لدعم الفريق.
التعليقات