تعهدت قناة الجزيرة بملاحقة المتسببين بالتشويش
لليوم الثالث على التوالي بقيت ازمة التشويش على مونديال 2010 محصورة بما اوردته قناة الجزيرة وبتصريح حكومي اردني يتيم ولم تتسع دائرة ردود الفعل لتصل الى حد التصعيد بين قطر والعاصمة الاردنية . وعليه فان الرغبة في الحفاظ على العلاقات الاردنية القطرية بعيدة عن اجواء التأزيم تبدو جلية من خلال فصل عمان العلاقات الثنائية عن كل ما يتعلق بفضائية الجزيرة .

أبقى التقرير الجديد لصحيفة (الغارديان) البريطانية، الباب مواربا أمام عدم وقوع أي أزمة سياسية بين عمان والدوحة، على خلفية إتهام قناة الجزيرة القطرية للأردن بأن التشويش على ترددات القناة، أثناء بثها لمباريات كأس العالم قبل أشهر قليلة قد جاء من الأردن.
و قالت (الغارديان) البريطانية أمس في تقرير ثان لها يرصد ردات الفعل حول تقريرها الأول، أنه من المحتمل أن تكون شركة أردنية تزود بخدمات الستالايت هي التي نفذت عملية التشويش بدون علم السلطات الأردنية، علما أن التقرير الأول قد أورد بأن عملية التشويش كانت متطورة ودقيقة، وأنه لا يمكن أن تكون قد حدثت بمعزل عن علم السلطات الأردنية.

وحتى ساعات مساء أمس الجمعة، لوحظ أن الحكومة الأردنية التي تلقت اتهام قناة الجزيرة ، قد حافظت على هدوئها ولم تعتمد اسلوب التصعيد المضاد لاتهامات الفضائية القطرية ، وبالتالي الحكومة القطرية، كما كان يحدث خلال العقد الماضي، حيث بقيت الأردن وقطر معظم السنوات في أزمة سياسية مستمرة وصلت مرات عدة الى حد القطيعة، وسحب السفراء.


و لوحظ أردنيا بأن عمان تتعمد عدم الرد بشكل رسمي على أزمة التشويش، وهو الأمر الذي إنسحب على تغطية وسائل الإعلام الأردنية الرسمية، التي إعتمدت الرواية الرسمية الأردنية، وتصريح المصدر الحكومي، بدون أي إضافات أو تحليلات، ودون بروز اللغة الإتهامية التي كانت تبرز بإستمرار مع كل مطب سياسي يواجه علاقات عمان والدوحة.

ولليوم الثالث على التوالي لم يدل أي مسؤول أردني بأي تصريحات، في ظل إنطباعات بأن الهدوء الأردني، يكمن خلفه إتصالات أردنية قطرية، لإحتواء الموقف، وعدم تعريض العلاقات لأزمة سياسية، خصوصا وأن الدوحة وعمان قد أسسا العام الماضي أرضية جديدة للعلاقات بينهما أعقبت زيارة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الى عمان في أيار|مايو 2009.
في المقابل لوحظ أيضا بأن إهتمام الجزيرة القطرية قد خفت بقصة التشويش، ما رده البعض الى توجيهات عليا في العاصمة القطرية الدوحة على الارجح، وخلى مضمون بث الفضائية القطرية من أي مواد عدائية للأردن، وهو الأمر الذي أراح عمان الرسمية التي إستعدت quot;لهجوم quot; مكثف بعد صدور الإتهام أولا على صدر صفحات الغارديان البريطانية، قبل أن تتولى الجزيرة تعميم مضمون تقرير وإتهامات الصحيفة البريطانية.

ووفقا لمدير مكتب الفضائية القطرية في عمان الصحافي ياسر أبوهلالة فإن السلطات الأردنية أفهمته منذ البداية أنها تعارض الإتهامات من حيث المبدأ، وأنها حريصة كل الحرص على الخضوع لتقديرات أي لجان فنية وتقنية عربية أو أجنبية بحضور ممثلين عن الجزيرة، تأتي الى الأردن، وتقوم بفحص للإتهامات، من خلال الإنتقال الى المنطقة الجغرافية التي حددتها الصحيفة البريطانية، كموقع لإنطلاق التشويش منه، وإعتراض ترددات بث فضائية الجزيرة، خلال المباريات الأولى لمسابقة كأس العالم الذي بدأ وإنتهى على مدى شهر كامل خلال شهر حزيران/يونيو، وشهر تموز/يوليو.