توقفت إنطباعات العاصمة الأردنية عمان أمس عند دلالات الإحتفاء القطري بتقرير صحيفة بريطانية وجه إتهامات للأردن، بأن التشويش على بث فضائية الجزيرة خلال بثها مباريات كأس العالم، كان أردنيا.

إيلاف: حتى لحظة إعداد هذا التقرير، فإن السلطات الرسمية الأردنية تجاهلت تماما، -ربما بقصد التأني وإجراء الإتصالات- إصدار أي ردة فعل إزاء تقرير صحيفة (الغارديان) البريطانية، التي أكدت أن مصدر التشويش على بث قناة الجزيرة الرياضية إبان بثها لمباريات مسابقة كأس العالم، كان من الأردن، وهو التقرير الذي أفردت له فضائية الجزيرة القطرية، وسط إستغراب أردني من حفاوة الفضائية القطرية بالتقرير البريطاني الذي أعده الصحافي البريطاني أيان بلاك، محرر شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة البريطانية، علما بأن بلاك قد ظهر بكثافة مؤخرا في برامج على الفضائية القطرية، التي أكثرت من دعوته الى الدوحة، لحضور مؤتمرات وندوات، وتخصص في الأوان الأخيرة بتضمين مقالاته جرعات مبالغ بها من النقد للأوضاع الداخلية في المملكة العربية السعودية والأردن ومصر.

وقال مسؤول أردني لـquot;إيلافquot; -طلب عدم الكشف عن إسمه- بأن quot;عمان الرسمية حتى وقت متأخر من ليل أمس لم تجر إتصالاتها مع أي طرف في الإقليم، ولا حتى مع العاصمة القطرية للإحاطة بما تضمنه التقريرquot;، بعد ظهور الصحافي البريطاني على شاشة فضائية الجزيرة، وهو يؤكد أن القيادات في الجزيرة قد أصبحت مطلعة على كل تفاصيل التحقيق الميداني الذي أجراه، إذ يشرح المسؤول الأردني بأن quot;عمان قبل أن تصدر موقفا رسميا فهي بحاجة للإتصال مع القطريين لمعرفة إنطباعهم عن التقرير الذي من شأنه أن يوتر العلاقة الأردنية القطريةquot; الآخذة بالتعافي منذ أشهر، بعد نحو عقد من الجفاء والقطيعة، وصل الى مرحلة سحب السفراء بشكل صامت وبلا جلبة، قبل أن يقوم أمير دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في أيار/ مايو 2009 بزيارة للأردن، وإنهاء كل أسباب الأزمة مع الأردن.

وتساءلت أوساط أردنية عما إذا كانت quot;صحيفة (الغارديان) البريطانية، هي جهة مكلفة بالتحقيق في حادثة التشويش على بث فضائية الجزيرة، وإعتراض بثها، وعما إذا كانت قيادات فضائية الجزيرة يعتبرون المعلومات الواردة في هذا التقرير دلائل كافية لتأسيس الإدانة للحكومة الأردنيةquot;، التي إتهمها التقرير بأنها كانت على علم مسبق بمساعي التشويش، وأنها تمت عبر أجهزة متطورة جدا، في إشارة ضمنية الى أن هذه المعدات تعود للحكومة الأردنية.

وأشار المسؤول الأردني الى أنquot; التقرير البريطاني قد أكد بأن خطأ التقدير في التحقيقات التي أجريت يصل مداه الى خمسة كيلومترات، وهو الأمر الذي يضع إسرائيل أيضا في عاصفة الإتهام، كون المنطقة المحددة لإنطلاق التشويش على الأراضي الأردنية، لا يبعد كثيرا عن الأراضي الإسرائيلية، فما هو سر هذا التجاهل لإحتمالية مسؤولية إسرائيل من قبل الغارديان البريطانية، والجزيرة القطريةquot;.

وطال التقرير البريطاني العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وسط تلميحات بأن فشل مستشار له في عقد صفقة مع فضائية الجزيرة بشأن حقوق البث، قد يكون وراء أوامر للملك الأردني بالتشويش على بث الجزيرة، علما أن الإعلامي الأردني البارز سلطان الحطاب يؤكد أن quot;التشويش بالذات هو أمر لاقدرة للأردن عليه، خصوصا على إمكانيات إعلامية كبيرة في الجوار، على الرغم من تعرض الأردن بشكل متكرر طيلة السنوات الماضية لحملات إعلامية مسيئة في الجزيرة القطرية، و الفضائية الإسرائيلية، وبث تقارير كانت تستهدف أمن وإستقرار الأردن، كانت أولى بالتشويش الأردني، لو أن عمان الرسمية تملك هذا السلاحquot;، معتبرا أن quot;التشويش التقني على فضائية عالمية مثل الجزيرة، هو أمر لايملكه الأردنquot;، متحدثا عن quot;عملية تسييس للقصة لا تتحملها الرياضةquot;.

وتتجه الأنظار خلال الساعات القليلة المقبلة، لردود فعل واسعة النطاق أردنيا وقطريا ودوليا، وسط مخاوف من تدهور جديد الى العلاقات الأردنية القطرية، من بوابة الرياضة هذه المرة، علما أن أغلب الأزمات التي ضربت علاقات عمان والدوحة في السنوات السابقة كانت تتعلق بتغطيات فضائية الجزيرة، وطريقة تعرضها للحدث الأردني، من خلال تبني وجهة النظر المضادة.