تتحد في بريطانيا وسائل إعلام مختلفة ومتنوعة مع تواتر الأنباء التي تشير إلى قرب استحواذ إمبراطور الإعلام الاسترالي روبرت ميردوخ مالك العملاق (نيوز كوربوريشين) على فضائية laquo;بريتيش سكاي برودكاستينغraquo; التي تمارس نشاطها تحت اسم quot;سكايquot; بصفقة تقدّر بحوالي 12.5 مليار دولار.

لندن: عندما يتعلق الأمر بالمواقف السياسية، فإن الصحافة البريطانية تتميز بنعوت يتداولها الناس فقط في بعض دول العالم الثالث مثل laquo;التعصبraquo; وlaquo;الطائفيةraquo; وحتى laquo;القبليةraquo;.

وقد اشتهرت هذه الصحف بدخولها يوميا في معتركات يراق على جوانبها الكثير من الحبر.

ولكن عندما تجد أن laquo;تليغرافraquo; وlaquo;ميلraquo; (ديلي أو صنداي) اليمينيتان اللتان تدعمان المحافظين تقليديا تتحدان مع laquo;غارديانraquo; اليسارية الوسط وlaquo;ميرورraquo;، عمود الظهر الإعلامي لحزب العمال، فاعلم آن الأمر جلل ويساوي عندنا laquo;أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريبraquo;.

أما laquo;الغريبraquo; في هذا المقام فهو الإمبراطور الإعلامي الاسترالي روبرت ميردوخ مالك العملاق laquo;نيوز كوربوريشينraquo; التي تصدر أيضاً بعض أشهر الصحف البريطانية مثل laquo;تايمزraquo; وlaquo;الصنraquo; وlaquo;نيوز أوف ذي ويرلدraquo;.

وأما سبب توحيده لمؤسسات إعلامية بريطانية متنافرة فهو اقترابه من الاستحواذ بالكامل على فضائية laquo;بريتيش سكاي برودكاستينغraquo; (بي سكاي بي)، التي تمارس نشاطها تحت اسم laquo;سكايraquo;، لقاء 8 مليارات جنيه (حوالي 12.5 مليار دولار).

وبهذا يقدم توحّد الصحافة النادر ذاك دعما رئيسيا لمؤسسات كبرى تحتج على الصفقة وأهمها laquo;بي بي سيraquo; التي كان مديرها العام مارك تومبسون، أول من طالب الحكومة بعادة النظر في مفاوضات ميردوخ مع بي سكاي بي.

ويشمل معسكر الاحتجاج أيضا تلفزيون laquo;تشانيل فورraquo; وlaquo;بريتيش تيليكومraquo; (بي تي) وهي هيئة الاتصالات البريطانية، إضافة إلى مكتب المحاماة laquo;سلوتر آند مايraquo; الذي تولى إعداد الاعتراضات القانونية على الصفقة.

وقد رفعت تلك المؤسسات عريضة مشتركة إلى وزير الأعمال التجارية، فينس كيبل، تطالبه بسد الطريق فورا أمام إتمام هذه الصفقة. وتقول هذه المؤسسات إن تعزيز ساعد ميردوخ بإتمامه مراده سيكون له عواقب وخيمة على الميزان الإعلامي البريطاني بما يؤدي فقط إلى زلزلة أسس الحوار الديمقراطي في البلاد.

ومن ناحية سياسية بحت، سيشكل هذا الأمر حرجا لرئيس الوزراء المحافظ ديفيد كامرون الذي تسلم السلطة بعد دعم واسع النطاق من الصحف المملوكة لميردوخ وأهما التابلويد الشعبية laquo;الصنraquo; كونها الأكثر مبيعا على الإطلاق.

وإضافة إلى هذا فإن كامرون يوظف الآن آندي كولسن رئيسا للاتصالات في 10 داونينغ ستريت. وكان هذا الأخير يترأس هيئة تحرير laquo;نيوز اوف ذي ويرلدraquo; وهي نسخة الأحد من laquo;الصنraquo;.

ويذكر أن laquo;نيوز كوربوريشنraquo;، شركة ميردوخ، تملك أصلا 30.1 % من أسهم laquo;بي سكاي بيraquo;، وتريد الآن الحصول على الـ69.9 % الباقية. وكانت المؤسسة العملاقة قد طرحت سابقاً مبلغ سبعة جنيهات (10.5 دولار وقتها) لشراء السهم الواحد.

ويضع هذا العرض قيمة laquo;بي سكاي بيraquo; على عتبة 18 مليار دولار. ويذكر أيضا أن laquo;بي سكاي بيraquo; أسست في العام 1990 عبر دمج laquo;سكاي تيليفيجنraquo; التابعة لـlaquo;نيوز كوربوريشنraquo; نفسها ومنافستها laquo;بريتيش ساتالايت برودكاستينغraquo;.

وفي مايو / أيار الماضي ذكرت laquo;بي سكاي بيraquo; أنها دفعت مبلغ 160 مليون جنيه (240 مليون دولار وقتها) نقداً إلى شركة laquo;فيرجين ميدياraquo; لإتمام صفقة استحوذت بموجبها على قنوات laquo;تشالانجraquo; وlaquo;تشالانج جاكبوتraquo; وlaquo;فيرجين 1raquo;. وستغير laquo;سكايraquo; اسم هذه الأخيرة لاحقاً.

وهكذا، ففي حال تبادل العقود النهائية واستحواذ laquo;نيوز كوربوريشنraquo; على laquo;بي سكاي بيraquo;، فستصبح الأولى أكبر مؤسسة إعلامية من نوعها على الإطلاق في عموم المملكة المتحدة. ويقول الخبراء الماليون إن إتمام الصفقة سيعود على ميردوخ، من العائدات السنوية لـlaquo;تايمزraquo; وlaquo;الصنraquo; وlaquo;نيوز أوف ذي ويرلدraquo; وlaquo;بي سكاي بيraquo; مجتمعة، بمبلغ 12 مليار دولار في العام، مقارنة بمبلغ 4.9 مليار دولار الذي تحصل عليه laquo;بي بي سيraquo;.