تشير التوقعات بخسارة الحزب الديموقراطي في مجلس النواب لكن تبدو الإحتمالات مفتوحة بالنسبة لمجلس الشيوخ.

واشنطن: يتوقع كثير من المراقبين فوز الجمهوريين في الانتخابات النصفية المقبلة بعدد من المقاعد يُمَكـِّنهم من السيطرة على مجلس النواب الذي تجري المنافسة فيه على جميع مقاعده البالغ عددها 435 مقعدا، غير أنه يبدو أن جميع الاحتمالات ممكنة بالنسبة لمجلس الشيوخ الذي تجري المنافسة فيه على 37 مقعدا من مقاعده الـ100.

واتهم السناتور الجمهوري جون كورنين الديموقراطيين في مجلس الشيوخ باستغلال أغلبيتهم لإجازة قوانين قال إنها لا تحظى بموافقة معظم الأميركيين، وقال: quot;تمثل هذه الانتخابات استفتاء على سياسات لا يرضى عنها الناخبون تمت المصادقة عليها في الكونغرس بسرعة شديدة جدا لدرجة أن المواطنين الأميركيين تساءلوا عما إذا كان أعضاء الكونغرس قد وجدوا وقتا لقراءة مشاريع تلك القوانين أو أنهم يدركون مدى تأثيرهاquot;.

وأشار كورنين في هذا الصدد خلال حوار أجرته معه شبكة تلفزيون فوكس إلى قانون حفز النمو الاقتصادي والتأمين الصحي والخطط الرامية للحد من البطالة. وفي إجابة له عن سؤال عما إذا كان باستطاعة الجمهوريين الفوز بأغلبية مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 100 مقعد قال: quot;سنبذل أقصى جهد ممكن للفوز بأي مقعد نستطيع الفوز به، فهناك 12 مقعدا تحتد المنافسة عليها، ولدينا فرصة نظرية للفوز بها، ولكني لا أستطيع التنبؤ بأننا سنفوز بالأغلبيةquot;.

وأعربت كلير ماكاسكل عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديموقراطي عن خشيتها من فوز مرشحين جمهوريين من التيار المحافظ الذي يحظى بتأييد الجماعات المحافظة المتشددة التي أصبحت تـُعرف باسم جماعات quot;حفلات الشايquot;، وقالت: quot;إن بعض المرشحين المتوقع فوزهم من الحزب الجمهوري متشددون جدا. إنني معتدلة وأميل إلى الوسط وكثيرا ما أصوت ضد الموقف الذي يتبناه حزبي وأحاول التوصل إلى حلول وسط. ولكن يبدو في الوقت الراهن أن الحزب الجمهوري لم يعد يرحب بالمعتدلين في صفوفهquot;.

هل من دور للسيدة الأولى في إنقاذ الحزب الديمقراطي؟

ومن الناحية الأخرى، يبذل الديموقراطيون جهودا مماثلة للمحافظة على تفوقِهم أو على الأقل الحد من خسائِرهم، حيث أنه من المعروف تاريخيا أن الحزب الحاكم يخسر في انتخابات الكونغرس النصفية، ولا سيما في مثل هذه الانتخابات التي تجرى في ظل أزمة اقتصادية يميل الناخبون إلى تحميل الحزب الحاكم المسؤولية عنها. وتقول مارجي أوميرو رئيسة مؤسسة quot;تحليلات الزخمquot; Momentum Analysis، وهي مؤسسة متخصصة في استطلاعات الآراء تعمل لحساب الحزب الديموقراطي، إن السيدة الأولى ميشيل أوباما تشارك الآن في الحملات الانتخابية، وتتخذ مشاركتها منحى إيجابيا.

وتضيف أوميرو: quot;إنها لا تتحدث عن افتقار الجمهوريين إلى خطط لتحسين الأوضاع أو ما يعتزمون فعله إذا استعادوا سيطرتَهم على مجلس النواب، ولكنها تركز فقط على تشجيعِ الناخبين على المشاركة في الانتخاباتquot;.

ورغم ما تنطوي عليه هذه المهمة من جهد، إلا أن أوميرو تقول إن السيدة الأولى مستعدة للقيام بها، ولا سيما أنها تأتي بعد انقطاعها عن الحملات الانتخابية بعد فوز الرئيس أوباما في الانتخابات الرئاسية. وتوضح أوميرو: quot;يبدو من المؤكد أنها تستمتع بتلك المهمة، وهي تقوم بها حاليا، وليس ثمة ما يدعوني للشك في ذلك. ومن المؤكد أنه إذا كانت جهودها ستساعد الديموقراطيين في الاحتفاظ بأغلبيتهم في مجلس النواب فإن قضاء أسبوعين في الحملات الانتخابية سيكون أمرا مقبولا بالنسبة لها بعد ذلك الانقطاعquot;.

وعن نوع الناخبين الذين تستطيع السيدة الأولى التأثير عليهم، تقول أوميرو: quot;هناك كثير من النساء اللواتي يستطعن ترجيح كفة مرشح معين، وكُنَّ قد أَدلين بأصواتِهن لأوباما في الانتخاباتِ الرئاسية ولكنهن قد يشعرن في الوقت الراهن بالميل للتصويت لصالحِ الجمهوريين، أو أن أعدادا كبيرة منهن لم يحددن آراءهُن حتى الآن ويشعرن بأنهُن بعيدات جدا عما يَجري حاليا في واشنطنquot;.