تبحث تركيا الأربعاء موضوع نشر الدرع الصاروخي الأميركي على أراضيها كما تطلب أميركا.
_________________________________________________________

أنقرة: يبحث مجلس الأمن الوطني في تركيا بعد غد الأربعاء في اجتماع حاسم مسألة نشر الدرع الصاروخي الأميركي على الأراضي التركية، كما تطلب الولايات المتحدة، وسط مخاوف من احتمال توتر علاقة أنقرة مع جيرانها.

ومن المقرر أن يركز الاجتماع برئاسة رئيس الجمهورية عبدالله غول على ملفات أمنية داخلية وخارجية، من بينها المطالب الملحة للحليف الأميركي بقبول نشر المنظومة الصاروخية للدفاع الجوي ضد أخطار الصواريخ الباليستية والمعروفة بـquot;الدرع الصاروخيquot;.

وبحسب تسريبات إعلامية، فإن غول سيناقش هذا الموضوع بإسهاب مع أعضاء مجلس الأمن الوطني، الذي يضم رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان وقائد الجيش الجديد الجنرال إيشاق قوشنار، إلى جانب ووزراء وقادة عسكريين معنيين بملفات الأمن الوطني.

وتتعرض تركيا حاليًا لضغوط أميركية لحملها على الموافقة على نشر سلسلة أنظمة رادار هي إحدى المكونات الرئيسة للدرع الصاروخي مع ربطها باقي المكونات التي ستنشر في رومانيا والتشيك، إذا ما أقرت قمة حلف شمال الأطلسي quot;ناتوquot;، المقررة في لشبونة الشهر المقبل، نشر النظام في أراضي دول الحلف.

ولم تتخذ تركيا بعد موقفًا رسميًا حيال الطلب الأميركي، لكن تقارير رجحت عدم إمكانية رفض أنقرة هذا الطلب لاعتبارات عدة، من بينها أن التزاماتها داخل الناتو تستوجب الانصياع لنظام الدفاع الجماعي التي يفرضها الحلف، وكذلك عدم المجازفة بعلاقاتها المميزة مع واشنطن.

وتحدثت هذه التقارير عن وجود موافقة تركية مبدئية على نشر الرادار، لكنها موافقة مشروطة، إذ تطلب أنقرة ضمانات من أن النظام الصاروخي لن يستخدم لتهديد الجارة الشرقية إيران، خصوصًا مع سياسة الانفتاح والتقارب التي تتبعها تركيا مع كل جيرانها.

كما تطلب ألا تستخدم البيانات المحصلة من الرادار في تزويد إسرائيل بالمعلومات عن الدول المجارة لتركيا، مثل إيران أو العراق أو سوريا، كي لاتشعر هذه الدول بالتهديد على أقل تقدير، وأن تشاطر الولايات المتحدة هذه البيانات.

ويثير الدرع الصاروخي الأميركي مخاوف داخل الحلف، خصوصًا دول مثل ألمانيا وفرنسا، من أن يؤدي نشره في أوروبا إلى سباق تسلح محموم مع روسيا التي سبق وهددت بالانسحاب من معاهدة quot;ستارت 2quot; لخفض الأسلحة النووية والاستراتيجية إذا أحست بأن النظام الصاروخي يهدد أمنها القومي.

وقد تؤجّل الحكومة التركية قرار الموافقة على نشر الدرع الصارخي الأميركي داخل تركيا إلى حين انعقاد قمة الناتو في لشبونة وبانتظار وضوح مواقف الدول الأعضاء الأخرى حيال هذا النظام في أوروبا.