وزير الاتصال المغربي السابق محمد نبيل بنعبد الله
يعول المغرب كثيرًا على الاستفادة من التجربة السعودية في تعاملها مع قناة الجزيرة.

الدار البيضاء: قدم وزير الاتصال المغربي السابق محمد نبيل بنعبد الله معطيات جديدة حول مفاوضات المملكة المغربية مع قناة quot;الجزيرةquot; القطرية قبل منحها رخصة لإنشاء مكتب من العاصمة المغربية الرباط وبثها لنشرات أخبار. وعلل الوزير الذي كان منح هذا الترخيص للقناة القطرية، ذلك quot;نظرا لانفتاح المغرب، كنا بحاجة إلى قناة quot;الجزيرةquot;، وأكد أن تلك الرخصة تمت بعد مفاوضات مع مسؤولي القناة، مضيفا أن quot;الجزيرةquot; تعهدت بـquot;التركيز على تقديم صورة المغرب بمختلف أوجهها من انفتاح وتعددية سياسيةquot;، كما شدد على أنه أخبر القناة بأن quot;قضية الصحراء في المغرب قضية مصيرية وقضية سيادةquot;.

كلام الوزير جاء خلال استضافته ليل أمس الثلاثاء في برنامج quot;حوارquot; الذي تبثه القناة المغربية quot;الأولىquot;، تحيث تناول ما قام به من مفاوضات مع القناة في الدوحة، وأوضح أنه طلب من مسؤوليها التركيز على التجربة الديموقراطية في المغرب بما فيها من انزلاقات ومشاكل، طالبا من المسؤولين القطريين أن يكونوا quot;متوازنينquot;.

واتهم الوزير السابق quot;الجزيرةquot; بعدم الوفاء بالتزامات قطعتها مع الحكومة المغربية، مضيفا أن مسؤولين في قناة quot;الجزيرةquot; quot;باغيين فينا الخدمةquot;، وهو تعبير باللهجة المغربية يعني quot;يريدون تصفية حساباتهم مع المغربquot;. وانتقد تعامل المسؤولين المغاربة مع هذا الموضوع من خلال تهميش دور وزير الاتصال، وقال quot;اتركوا الوزير (وزير الاتصال) يقوم بعمله، اتركوه يتحمل مسؤولية تدبير القطاعquot;.

كما ذكر أن الوزارة في عهده كانت بصدد إعداد دفتر شروط يتعلق بعمل quot;الجزيرةquot; في المغرب، وأن هذا الدفتر كان بالتنسيق مع القطريين. وأصبح هذا المشروع في quot;خبر كانquot; بعد أن منعت السلطات المغربية بث نشرات quot;المغرب العربيquot; من الرباط، مع ما تلا ذلك من توترات انتهت بقرار مقاضاة القناة للحكومة المغربية.

quot;الجزيرةquot; تقاضي المغرب

اختارت القناة القطرية مقاضاة الحكومة المغربية في شخص الوزير الأول عباس الفاسي ووزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري، وذلك على خلفية قرار هذا الأخير عدم تجديد اعتماد الصحافيين المغربيين العاملين في مكتبها في المغرب. وقد عللت وزارة الاتصال المغربية قرارها بتشويه quot;الجزيرةquot; لصورة المملكة في الخارج من خلال ترويج أخبار تسيء إلى سمعة المغرب. وكان هذا الإجراء قد سبقه إجراء آخر يقضي بوضع قيود على تحركات صحافيي القناة في المغرب، إذ فرض على صحافييها الحصول على إذن مسبق قبل تصوير أي ربورتاج أو مادة صحافية. وقد نقلت القناة القطرية الصحافيين إلى السودان ولبنان.

وردت وزارة الاتصال المغربية على رفض منع تسليم صحافيين اثنين فقط الترخيص للعمل بالمغرب، وراسلت المحكمة مؤكدة أنها سلمت تراخيص أخرى إلى صحافيي مكتب القناة وتقنييه.

خلاف سياسي مغربي قطري

حدث رفض منح تراخيص لصحافيي قناة quot;الجزيرةquot; يخفي خلافا آخر هذه المرة سياسياً بين الرباط والدوحة. فالكتابات الصحافية التي تعاطت مع الموضوع في المغرب أكدت على أن مقاضاة المغرب في أرضه من قبل قناة ممولة من قبل الحكومة القطرية، ما هو إلا انعكاس لأزمة بين البلدين. وتتهم جهات في المغرب المسؤولين القطريين بمساندة الطرح الانفصالي في الصحراء الغربية، مؤكدين أن ما تقدمه القناة من تقارير مساندة للانفصال هي وجهة نظر مسؤولين حكوميين قطريين. وكانت أصوات قد ارتفعت في المغرب مطالبة من القنوات الحكومية المغربية اعتماد صحافيين في الدوحة القطرية، وتقديم تقارير من هناك عن مشاكل هذه الإمارة، وظلت هذه الأصوات معزولة.

ويعول المغرب كثيرا على الاستفادة من التجربة السعودية في تعاملها مع القناة القطرية، إذ كثيرا ما يتم ترديد تغيير quot;الجزيرةquot; لتعاملها مع الشأن السعودي في السنوات الأخيرة بعد سنوات من سياسة الضرب تحت الحزام التي انتهجتها القناة، بعد تدخل صارم للحكومة السعودية. الداعون إلى اتباع السياسة السعودية يشددون على ضرورة حل المشكلة سياسيا بين المغرب وقطر.

يبدو أن مسلسل خلاف المغرب مع quot;الجزيرةquot; القطرية ما زال يعد بالتشويق فحلقاته مستمرة وتعد بمفاجآت أخرى.