يمنيون تجمهروا أمام منزل الفتاة التي افرج عنها بعد عدم ثبوت تورطها في إرسال الطرود الناسفة
لمس عتب سياسي من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة على المملكة العربية السعودية بسبب عدم مبادرة الرياض إلى وضع ما في جعبتها من معلومات أمنية وإستخبارية في عهدة المسؤولين الإماراتيين، حيثقال ضاحي خلفان في مؤتمر صحافي معلقاًعلى قضية الطرود الناسفة quot;إن المملكة العربية السعودية لم تبلغنا بأي شيءquot;.

دبي: في وقت ثبت فيه رسميا بأن جهاز الإستخبارات السعودي هو الذي كمن المعلومات الأمنية التي قادت الى الكشف عن مخطط متقن لتنفيذ عمليات إرهابية عبر ما عرف في اليومين الماضيين بـquot;الطرود الناسفةquot;، فقد تجلت في الساعات الأخيرة ملامح عتب سياسي وأمني ظلل المنطقة الخليجية أمس بأنباء ومعلومات ومعطيات كثيرة، تتحدث عن وجود عتب سياسي من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة على المملكة العربية السعودية بسبب عدم مبادرة الرياض الى وضع ما بجعبتها من معلومات أمنية وإستخبارية في عهدة المسؤولين الإماراتيين، وهو عتب ناعم عبر عنه باقتضاب المدير العام لشرطة إمارة دبي الفريق ضاحي خلفان الذي أكد في مؤتمر صحافي ردا على سؤال في هذا الإطار أن quot;المملكة العربية السعودية لم تبلغنا بأي شيءquot;.

وفي التقاليد السياسية الخليجية فإن الخلافات البينية سياسيًا وأمنيًا ومالياً وحتى رياضيا تبقى مكتومة على شكل عتب له قنواته الخاصة البعيدة عن التصيد السياسي والتصعيد الإعلامي الموجه غالبا، وهو تقليد دأبت عليه الدول الخليجية التي تنضوي تحت المظلة الخليجية المتمثلة بمجلس التعاون الخليجي، إذ تبقى الخلافات الموسمية الطارئة بين العواصم الخليجية، بعيدةً تمامًا عن مربع الأزمات ومناطق الضغط العالي.

ولليوم الثالث على التوالي فقد استمرت الإشادة الدولية بجهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب، بعد أن خاضت معارك شرسة ضده في الداخل السعودي، ملحقة بتنظيم القاعدة المتهم أيضًا بقضية الطرود الناسفة، إذ ابتعد الرئيس الأميركي باراك أوباما عن التقاليد والبروتوكول في توجيه الشكر لقادة الدول التي تكافح الإرهاب عبر البرقيات والخطابات التي يضمنها الشكر والتقدير، فكان اتصاله الهاتفي بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لافتا بكل المقاييس، وهو الأمر الذي دفع انطباعات المراقبين الى التأكيد بأن دور الرياض بات محوريًا وحجر زاوية في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، إضافة الى أن حجم الإختراق السعودي الإستخباري للشبكات الإرهابية كان من الصعب أميركيا التعبير عن الإمتنان والثناء تجاهه بشكل تقليدي.

ولا يزال العالم رهين الصدمة فيما لا تزال الطرود الناسفة تجول العالم، منذرا بأخطار إرهابية دولية يصعب حصرها أو إحتواؤها فيما لو نجح تنظيم القاعدة في تنفيذ مخططه الكبير، إذ عثر في أماكن عامة في نيويورك ولندن على طرود مشابهة كان مصدرها الشرق الأوسط، وتحديدا اليمن والإمارات وقطر، إذ أعلنت الأخيرة أمس بأن الطرود الناسفة نقلا الى دبي على متن رحلات تابعة للشركة القطرية للطيران، فيما تلاحق السلطات الأمنية اليمنية مشتبها فيهم، وإخضاعهم للتحقيق الأمني المكثف، بغية الحصول على معلومات قد تساعد في اكتمال الصورة بشأن المخطط السري لتنفيذ القاعدة، وكشف خطواته المقبلة.

ووفقًا لقناعات وانطباعات مهتمين بالشأن الأمني فإن الحادث رغم اعتباره اختراقًا أمنيًا كبيرًا في بعض المطارات، إلا أن الحيلة التي اتبعها تنظيم القاعدة مؤخرًا هي من الحيل التي يصعب الإحاطة بها، وسط مخاوف من أن يكون التنظيم قد جهز لحيل أخرى مشابهة يستطيع عبرها تهريب كمية كبيرة من المتفجرات، وهو الأمر الذي قد يبقي الأجهزة الأمنية والمطارات في المنطقة في حال من الإستنفار الشديد، خصوصا وأن معطم الترجيحات تشير الى أن تنظيم القاعدة يخطط لعمليات ضخمة جدًا، بعد فترة بيات هي الأطول له خلال السنوات الأخيرة.