سجل استياء في عمان الرسمية من الحركة السياسية للسفير الإيراني في عمان قبيل الإنتخابات، وزيارته لمجمع النقابات المهنية الموسومة دوما بأنها معقل المعارضة الأردنية.


رغم مسارعة نقيب المهندسين الأردنيين المهندس عبدالله عبيدات الى نفي أي صلة سياسية لزيارة السفير الإيراني في عمان مصطفى زادة، وتاكيده أنها ركزت على الطبيعة الفنية لعمل النقابة وبحث سبل التعاون بين النقابة،بوصفها مؤسسة مجتمع مدني، ومؤسسات إيرانية، إلا ان الإنطباعات المرصودة في العاصمة الأردنية غير ايجابية خاصة أن الزيارة الى مجمع النقابات المهنية الموسومة دوما في الداخل الأردني بأنها زيارة لا تخلو من الغرض السياسي، خصوصا وأنها تأتي قبل أسبوع من موعد الإقتراع العام لإنتخاب برلمان أردني جديد يوم الثلاثاء المقبل، إذ جاءت الزيارة سرية ومفاجئة، حرص خلالها السفير الإيراني زيارة مقر النقابة بسيارة عادية، وقبل وقت قصير من إنتهاء الدوام الرسمي.

ومع تسريب خبر الزيارة المثيرة للجدل،كون العديد من السفراء المعتمدين لدى الاردن قد إبتعدوا تماما عن الإحتكاك بالمشهد الأردني قبل الإنتخابات درءا لأي تأويلات حول التدخل، اثارت الزيارة إستياء رسميا من جانب عمان التي فوجئت بها، وسط إنطباعات بأن يكون لزيارة السفير الإيراني، وتجوله داخل معقل المعارضة الأردنية إحتجاحا أردنيا صامتا عبر القنوات الدبلوماسية بين عمان وطهران، في مسعى لإبقاء العلاقة الأردنية الإيرانية على حالها، ومنع تدهورها الى مستوى القطيعة.

وتتخوف أوساط أردنية من أن تكون زيارة السفير الإيراني لها علاقة بملف الإنتخابات الأردنية، ودعم مرشحين، وهو ما دأبت أطراف أردنية على الخوض في إحتمالاته على نطاق واسع، خصوصا وأن السلطات الأردنية كانت قد رصدت على مدى السنوات الماضية محاولات دبلوماسية إيرانية لإختراق أوساط أردنية معارضة، ودعم نشاطاتها،رغم إلتزام عمان الرسمية الصمت.

وعقب زيارة السفير زادة الى مقر مجمع النقابات المهنية، أصدرت نقابة المهندسين بيانا ndash; تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه جاء فيه:quot; أن زيارة السفير الايراني لنقابة المهندسين التي تمت الاثنين جاءت بناء على طلب من السفير الذي ابلغ النقابة رغبته بزيارتها والاطلاع على واقع عملها المهني والهندسيquot;.

وشدد بيان نقابة المهندسين: quot;انه لم يبحث في اللقاء الذي عقده مع السفير الايراني في مقر النقابة باي قضايا سياسية من اي نوع كان، وان اللقاء الذي استمر لمدة 40 دقيقة انصب على القضايا الهندسية والرد على استفسارات السفير.

ونفت النقابة:quot; صحة المعلومات التي تم تداولها على احد المواقع الالكترونية والمتعلقة بالتعتيم الإعلامي على الزيارة، على إعتبار ان الزيارة علنية وليست سرية كون النقابة مؤسسة مجتمع مدني فاعلة رحبت بها. فالذي قام بها سفير معتمد في الاردن، وتربط بلاده بالأردن علاقات طيبة وجيدةquot;.

وتساءلت النقابة: quot; ما الذي يمكن بحثه بين نقيب المهندسين وسفير ايراني رغب بزيارة النقابة والاطلاع على عملها؟quot;، داعية الراغبين باثارة التساؤلات والتشكيك الى مراعاة الحقائق وعدم التهويل من خلال خلق الاشاعات غير الصحيحة من اجل الاساءة فقط لمؤسسة عريقة تعمل ليلا نهارا لخدمة المنتسبين اليها والعمل النقابي والوطني.

وخلال السنوات السابقة فرضت النقابات المهنية نفسها لاعبا أساسيا في فريق المعارضة الأردنية، وإتخذت مواقفا مضادة للحكومات الأردنية خلال العقد الأخير، كما شاركت بكثافة في تنظيم مظاهرات إحتجاجية عارمة تعلقت بالحريات، والصراع العربي والإسرائيلي، وتنظيم حركات إحتجاجية كبيرة ضد قرارات للحكومة ، كما أنها أظهرت ميلا تجاه أنظمة سياسية في دول مجاورة، لا تحتفظ معها عمان بعلاقات دبلوماسية ودية.