تبدو تحديد استراتيجية للخروج من افغانستان وتحريك العلاقات مع الأوروبيين، الرهانات الكبرى لزيارة أوباما إلى لشبونة.


لشبونة: تنطوي مشاركة الرئيس الاميركي باراك اوباما في قمة الحلف الاطلسي في لشبونة على رهانات كبرى في طليعتها تحديد استراتيجية للخروج من افغانستان وتحريك العلاقات مع الاتحاد الاوروبي، في وقت يعارض خصومه في واشنطن بعض اوجه سياسته الخارجية.

وسيخصص اوباما القسم الاكبر من هذه الزيارة التي يبدأها بعد خمسة ايام فقط على عودته من جولة اسيوية طويلة، للقمة مع حلفائه الاطلسيين، وذلك بهدف quot;اعطاء دفع للحلف من اجل مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرينquot;، بحسب ما اوضح مساعد مستشاره للامن القومي بين رودز.

ومن المتوقع عمليا ان يصادق قادة دول الحلف ال28 على قرار مبدئي بتزويد الحلف بدرع صاروخية لحماية اوروبا تنضم اليها روسيا التي كانت حتى الان تبدي ريبة حيال هذا المشروع.

وقال رودز ان الهدف الثاني من زيارة الرئيس الاميركي الى لشبونة هو quot;تنسيق نهجنا في افغانستان مع حلفائنا في هذه المرحلة الدقيقة من الحرب في افغانستانquot;.

وكان اوباما اعلن قبل عام استراتيجيته الجديدة في افغانستان، التي قضت بزيادة عديد القوات الاميركية في هذا البلد الى مئة الف جندي. لكنها نصت على البدء بحسب القوات ونقل المسؤوليات الى القوات الافغانية اعتبارا من تموز/يوليو 2011.

وتشدد الادارة الاميركية منذ بضعة اسابيع على استحقاق 2014 كتوقيت لنهاية quot;العمليات القتاليةquot;، وفق تعبير سبق ان استخدم في سياق الانتشار في العراق، وهو لا يعني بالضرورة ان كل القوات الاجنبية ستكون انسحبت من البلاد بحلول ذلك التاريخ.

وما تامل به واشنطن هو الحصول على التزام بعيد الامد من حلفائها في افغانستان، وهو ما سيدعو اليه اوباما في لشبونة.

وسيكون كل وعد يحصل عليه بارسال قوات تدريب او مساعدة لوجستية او حتى مساعدة مدنية، بمثابة نجاح للبيت الابيض.

كما ان اقرار تاريخ 2014 سيسمح بمراعاة الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي دعا سحب القوات القتالية من بلاده بحلول هذا الاستحقاق. ومن المقرر عقد لقاء بين اوباما وكرزاي السبت في لشبونة.

من جهة اخرى، اعلن البيت الابيض ان اوباما سيغتنم فرصة القمة لعقد لقاء على انفراد مع نظيره الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، الامر الذي يرتدي اهمية خاصة على ضوء مشاركة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في القمة.

وسجل تدهور كبير في علاقات روسيا مع الحلف الاطلسي والولايات المتحدة، عندما اجتاحت القوات الروسية قسما من هذا البلد المتحالف مع الولايات المتحدة في صيف 2008.

وجهدت ادارة اوباما منذ ان تولت مهامها لاعادة اطلاق العلاقات بين واشنطن وموسكو. ووقع اوباما ومدفيديف في نيسان/ابريل الماضي في براغ معاهدة ستارت جديدة لنزع الاسلحة النووية.

غير ان هذا الانجاز في خطر اليوم اذ يعيق الجمهوريون ابرام المعاهدة المقرر بحلول نهاية السنة بعدما تعزز موقعهم بفوزهم في الانتخابات التشريعية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، وذلك رغم تحذيرات اوباما الذي يشدد على ان هذه المعاهدة quot;من ضرورات الامن القوميquot; الاميركي.

ويبدأ اوباما زيارته الى لشبونة بمحادثات مع الرئيس البرتغالي ورئيس وزرائه، ويختتمها السبت باجتماع قمة يستمر ساعتين مع رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فون رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو.

وستشكل هذه فرصة لتوطيد العلاقات مع الاوروبيين بعدما تدهورت بسبب الازمة الاقتصادية، وذلك بعد ستة اشهر على تخلف اوباما عن لقاء في مدريد، ما اعتبر قلة اكتراث من جانبه للقارة العجوز.