قرّر الرئيس الروسيّ ميدفيديف النسج على منوال رئيس وزرائه وخصمه بوتين، بالاعتناء أكثر بالتفوق الجسدي.


موسكو: ربما كان ديمتري ميدفيديف هو الرئيس في روسيا وفلاديمير بوتين مجرد رئيس الوزراء.

لكن يبدو أن هذا في حد ذاته لا يطمئن صاحب المنصب الأعلى إلى تفوقه الجسدي على رئيس وزرائه.

ومعلوم أن هذا الأخير يحرص، بمناسبة وبغيرها، على إظهار صورة رجالية خشنة وعضلات مفتولة تخاطب الناخب في المقام الأول وتقول له إنه يضع منصب رئيسه نصب عينيه - مجددا - في الانتخابات المقبلة.

ولا شك في أن هذه الطموحات من جانب بوتين تقلق ميدفيديف، لأنه قرر استعراض عضلاته هو أيضا خلال لقاء له بتلاميذ مدرسة في سوتشي على البحر الأسود.

ويبدو أن الرئيس اختار هذه المدينة لأنها ستستضيف الألعاب الأولمبية الشتوية للعام 2014.
وتحدث الرئيس (45 عاما) أمام التلاميذ عن أن laquo;العقل السليم في الجسد السليمraquo;، وراح يقدم نماذج لهم بسلسلة من التمارين الرياضية.

لكن وسائل الإعلام التي أوردت الخبر قالت إنه بدا بعدها في غاية الإنهاك وكأنه قد استهلك آخر أوقية من طاقته.. وكل هذا يأتي تتويجا لأسبوع حافل بإخفاقات أخرى عانى منها.

فيوم الثلاثاء، على سبيل المثال، ألقى خطابه السنوي laquo;حال الأمةraquo;. لكن المراقبين سارعوا إلى وصف الخطاب بأنه laquo;باهت ومجرد كلمات تتراص بدون كثير معنىraquo;.

ويذكر أن أولئك المراقبين يرصدون تصريحات ميدفيديف وتحركاته بشكل لصيق استشفافا إن كان ينوي خوض انتخابات الرئاسة المقبلة في 2012 سعيا إلى ولاية ثانية.

ومع أن بوتين (58 عاما)، الجاسوس السابق في laquo;كيه جي بيraquo;، يكبر رئيسه بـ13 سنة، فهو يحرص على أن يعرف القاصي والداني أنه يتمتع بجسد شاب قوي وأنه رجل المغامرات الخطرة في البر والبحر والجو.

ويذكر في هذا الصدد أنه خبير في مصارعة الجودو.

وعلى عكس ميدفيديف الذي اكتفى بخلع جاكيته لتمارينه الرياضية أمام التلاميذ، عرف عن بوتين إما ظهوره بصدر عار أو مرتديا زي التمويه العسكري.

وفي السنوات القليلة الماضية صنع عناوين الأخبار العالمية بظهوره وهو يصطاد الحيتان، أو يربط شرائح التتبع الالكتروني حول أرجل النمور، أو يقود قاذفات نووية.

وفي إحدى آخر دفعات الصور التي التقطت لحاكم روسيا الفعلي أواخر الشهر الماضي، يظهر بوتين واقفا في منطقة خلوية صخرية ومائية بسمكة كبيرة في يده مع خنجر يتدلى من حزامه. وفي أخرى يعلّق بندقية على كتفه ويضع ساقا على صخرة ومنظاره المقرب على جلمود بجانبه... وفي ثالثة يمتطي حصانا ويعبر به نهرا جبليا ضحلا.. وفي رابعة قصد بها إظهار جانبه الآخر الحنون يظهر وهو يمسح بخده على وجه جواده.

والتقطت تلك الصور التي وزعها مكتبه عندما كان يزور محمية طبيعية في إقليم توفا السيبيري على الحدود مع منغوليا، بالبنطلون والجاكيت المموهين ونظارته السوداء الشهيرة. وهذه مجموعة تنضم الى laquo;كتالوغraquo; يضم مناسبات أخرى يظهر رئيس الوزراء الروسي وهو يصطاد السمك بصدر عار، أو يقود دراجة laquo;هارلي ديفيدسونraquo; نارية ثلاثية العجلات، أو يلقي بقنبلة مائية على نيران، أو يمارس رياضته المفضلة laquo;الجودوraquo;.

ولكل هذا فعلى الأرجح ان محاولة ميدفيديف البائسة إظهار شيء من العضل لن تقلق بوتين laquo;الآكشن مانraquo; على الإطلاق.