كربلاء تستعد لاحياء مراسيم عاشوراء

مع إبدال الرايتين الحمراوين لقبتي ضريحي الإمام الحسين وأخيه العباس في مدينة كربلاء بسوداوين بدأت في العراق اليوم مراسم أحياء مناسبة عاشوراء مع توجه مئات آلاف العراقيين من آنحاء البلاد سيراً على الأقدام الى المدينة لتبلغ هذه المراسم ذروتها في العاشر من محرم الحالي بوصول حوالي مليوني مشارك من الداخل والخارج حيث حشدت السلطات 45 الف عسكري لحماية زائري المدينة والاخرين من المحافظات المجاورة وعلى طول الطرق المؤدية اليها بالتوافق مع بتنفيذ ضربات عسكرية استباقية اسفرت عن اعتقال حوالي 60 مسلحا لحد الان بينما تواصلت اليوم عمليات استهداف الزوار الإيرانيين.


وضعت السلطات العراقية خططا أمنية وخدمية وصحية وهيأت حافلات لنقل المشاركين الذين سيكونون بحماية حوالي 50 ألف عسكري في داخل المدينة ومحيطها ومداخلها والطرق التي سيسلكها المشاركون القادمون من مدن العراق الاخرى والذين يصل عددهم الى مليوني نسمة يوم عاشوراء في العاشر من محرم الذي يصادف الجمعة المقبل السابع عشر من الشهر الحالي.

وستقوم طائرات وقناصة ورجال استخبارات بالمشاركة في الخطة الأمنية كما وضعت السلطات الصحية اجهزتها وكوادرها في حال انذار ونصبت مراكز على الطرق المؤدية الى كربلاء (160 كم جنوب بغداد) لتقديم الاسعافات الطبية لمحتاجيها ومعالجة اي اصابات تنتج عن استهدافهم من قبل المسلحين الذي عادة ما يهاجمونهم على هذه الطرقات.

وقد تم احاطة مدينة كربلاء بعدة اطواق أمنية وتقسيمها الى مناطق من اجل تسهيل السيطرة على الوضع الأمني اضافة الى نشر السيطرات العسكرية الثابتة والمتحركة وتوزيع أجهزة فحص المتفجرات والكلاب البوليسية والشرطة النهرية وقوة مكافحة الشغب والقيام بحملات تفتيش ودهم للمناطق التي قد توجد فيها خلايا نائمة للمسلحين.

واصدرت قيادة عمليات بغداد تعليمات تحظر رفع الشعارات السياسية او رفع صور سياسية او حمل السلاح ودعت المشاركين الى السير على الطرقات المحمية من قوات الأمن وحدها وعدم تناول المشروبات والمأكولات الا من مراكز مجهزة رسميا.

وعادة مايحيي المسلمون الشيعة في العراق والعالم بمراسيم واسعة ترفع فيها الرايات السود ويخيم عليها الحزن ذكرى واقعة الطف عام 61 للهجرة حيث قتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ورهط من ال بيته قرب مدينة كربلاء.

وقد تمت الليلة الماضية عملية استبدال رايتي قبتي مرقدي الإمام الحسين واخيه العباس من اللون الأحمر إلى الأسود إيذانا ببدء مراسيم عاشوراء خلال الايام العشرة الاولى من شهر محرم وسط مظاهر واستعدادات رسمية وشعبية.

ودعا رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري في كلمة له خلال حفل تغيير الرايتين الى ضرورة الاستلهام من الدروس والعبر التي رسمها الإمام الحسين quot;عن طريق نهضته التضحوية والإصلاحية quot;. وقد توشحت شوارع المدينة بالسواد ورفع أصحاب المواكب والسكان الرايات السوداء واللافتات في الشوارع الاماكن العامة كما تم نصب سرادقات كبيرة بين الاحياء والساحات العامة لاقامة مواكب العزاء.

ومن جهته كشف رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد حميد الموسوي عن التوصل الى معلومات تشير الى وجود مجموعات مسلحة تستعد لتنفيذ اعمال ارهابية تستهدف المشاركين في مراسيم عاشوراء وقال ان الاجهزة الأمنية قامت بعمليات استباقية لتأمين المناسبة.

وأكد ان المحافظة انهت استعداداتها الكاملة من الناحية الأمنية والخدمية لزيارة عاشوراء موضحا انه تمت مناقشة هذه الخطط مع وزير الداخلية جواد البولاني وعرضها على الاجهزة الأمنية والاستخباراتية التي بدأت بتنفيذها.

لكن محافظ كربلاء أمال الدين الهر أكد قدرة القوات الأمنية على توفير الحماية للزائرين موضحا ان استهداف المدنيين على الطرق الخارجية وفي أطراف المدينة يبقى أمرا واردا لصعوبة تسيير دورية أمنية مع كل زائر. اما محافظ النجف المجاورة عدنان الزرفي فقال أن قوات الجيش والشرطة وادارات المحافظة وضعت خطة أمنية وخدمية لتأمين الحماية للزائرين ولمواكب العزاء. وأوضح أن quot;هناك خطة خدمية تشترك بها ادارات الصحة والبلديات والنفط والكهرباء وغيرها من الادارات لتقديم خدماتها للمواكب الحسينية.

ومن جهتها استبقت القوات الأمنية العراقية محاولات استهداف المشاركين في مراسيم عاشوراء بضربات عسكرية وعمليات دهم واسعة شملت محافظات كربلاء وبايل وميسان (جنوب بغداد) وصلاح الدين (غرب) وديالى (شرق) وكركوك ونينوى (شمال).

واثر هذه الضربات اعلنت السلطات اعتقال 21 مسلحا ينتمون الى تنظيم القاعدة ومجموعات مرتبطة بحزب البعث المحظور خططت لاستهداف مراسيم عاشوراء. وقال مصدر أمني ان القوات العراقية نفذت عملية استباقية في محافظات بابل وكربلاء وصلاح الدين اسفرت عن اعتقال المسلحين الذين ينتمي 5 منهم الى تنظيم الفاعدة و5 الى الحركة النقشبندية المرتبطة بنائب رئيس النظام العراقي السابع عزت الدوري المطلوب الاول للقوات العراقية والاميركية حاليا.

وأشار ايضا الى اعتقال 11 عنصرا ينتمون الى تنظيم العودة وهي مجموعة تتشكل من عناصر تنتمي الى حزب البعث المحظور. كما تم في محافظة ديالى اعتقال 25 مطلوبا وفي محافظة كركوك القبض على 20 مطلوبا ومشتبها به في عمليات دهم وتفتيش في ست قرى وخمسة مسلحين في الموصل.

وبرغم هذه الاحترازات فقد ادى انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافة تقل زوارا إيرانيين صباح اليوم الى اصابة سبعة منهم بجروح خطيرة في منطقة الدورة بضواحي بغداد الجنوبية. وقد فرضت القوات الأمنية طوقا حول مكان الحادث ونقلت الجرحى إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج فيما فتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث والجهة التي تقف وراءه. وهذا هو الحادث الثالث الذي تستهدف فيه تفجيرات زوارا إيرانيين منذ بداية الشهر الحالي مما ادى الى مقتل واصابة عشرات منهم.