عمدة بوغاراش على خلفية laquo;جبل القيامةraquo;

شهدت قرية بوغاراش في جنوب فرنسا خلال الأشهر القليلة الماضية موجات متلاحقة من الزوار الذين يؤمنون بغرائب الأشياء والذين يعتقدون ان جبل بيك دو بوغاراش ما هو إلامكان لتخزين مركبات المخلوقات الفضائية.

هدد عمدة قرية صغيرة بهيّة المنظر في جنوب فرنسا بالاستعانة بالجيش لإغلاقها أمام غزو الآلاف من السياح الهائمين على وجوههم ومتصيّدي المركبات الفضائية المجهولة الهوية وغيرهم في العام 2012.
أما سبب الغزو فهو أن كل هؤلاء الزوار يؤمنون بأن القرية ستسلم من المعركة الفاصلة بين قوى الخير والشر laquo;أرمجدونraquo; التي ستسبق نهاية العالم في ذلك العام كما يُزعم.
القرية هي بوغاراش وتقع في منطقة اود جنوب غرب فرنسا ويعمل معظم سكانها الذي لا يزيد عددهم عن 189 بالزراعة. وهي تقع ايضا على أقدام جبل بيك دو بوغاراش، وهو الأعلى في عموم منطقة كوربيير التي تكثر فيها بساتين العنب من اجل إنتاج النبيذ.

مخلوقات فضائية
لكن هذه القرية الوادعة عادة، شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية موجات متلاحقة من الزوار الذين يؤمنون بغرائب الأشياء والذين يعتقدون ان جبل بيك دو بوغاراش ما هو إلا كراج لتخزين مركبات المخلوقات الفضائية.
وتبعا لهؤلاء الزوار، فإن المخلوقات الفضائية نفسها تنتظر في كهف هائل تحت الجبل بانتظار نهاية العالم. وعندها فستخرج الى السطح لتأخذ القلة القليلة المحظوظة الناجية من الناس معها الى كوكبها. ويعتقد الكثيرون أن هذه النهاية ستكون في 21 ديسمبر / كانون الأول 2010 وهو آخر يوم في تقويم حضارة المايا القديمة.
ويتفق آخرون في أن ذلك الشهر وتلك السنة هما اللذان سيشهدان نهاية العالم. لكن هؤلاء يقولون إن تاريخ القيامة هو 12 وليس 21. وعلى أية حال فإن الفريقين متفقان على أن بيك دو بوغاراش هو أحد عدد من الجبال laquo;المقدسةraquo; التي ستسلم من الدمار الشامل.

بدء الإشاعة

لقطة من فيلم laquo;laquo;لقاءات لصيقة من النوع الثالثraquo;

على أن عمدة القرية، جان - بيير ديلور، غاضب إزاء الأمر كله، وفقا لصحيفة laquo;ديلي تليغرافraquo; البريطانية. ويقول: laquo;هذه ليست مزحة. إذا حلّ بيننا 10 آلاف شخص غدا، فماذا عسانانفعل في قرية تعداد سكانها أقل من 200؟ لقد أخطرت السلطات الإقليمية ونبهتها الى أننا قد نضطر إلى الاستعانة بالجيش مع حلول ديسمبر 2012raquo;.
ويقول ديلور إن القرية ظلت تشهد مجيء الناس خلال السنوات العشر الماضية سعيا لرؤية أي ما من شأنه الاتصال بالحياة في الفضاء الخارجي. وأضاف أن هذا حدث بعدما تحدث رجل من المنطقة عن مشاهدات غريبة في مقال على إحدى المجلات المتخصصة في هذا النوع من الظواهر. وقال الرجل - المتوفى الآن - إنه رأى مخلوقات فضائية وسمع أزيز مركباتهم ينبعث من بطن الجبل.

.. وأقاويل أخرى
وقد ظل الإنترنت يعج بإشاعات تتحدث عن أن الرئيس الراحل فرانسوا متران نقل بطائرة مروحية في وقت ما أثناء رئاسته الى قمة جبل بيك دو بوغاراش، وعن حفريات أثرية أحيطت بالسرية التامة أجراها النازيون ولاحقا عملاء جهاز الموساد الإسرائيلي في المنطقة.
ويقال أيضا إن جبل بيك دو بوغاراش هو الذي أوحى للمخرج السينمائي الأميركي ستيفن سبيلبيرغ بفكرة فيلمه Close Encounters of the Third Kind laquo;لقاءات لصيقة من النوع الثالثraquo;، رغم أن الجبل الذي يظهر في هذا الفيلم هو ديفيلز تاور في وايومينغ. ويقال كذلك إن رائد قصص الخيال العلمي، جول فيرن (مؤلف laquo;حول العالم في 80 يوماraquo;) وجد في جبل بيك دو بوغاراش الإلهام لروايته laquo;رحلة الى مركز الأرضraquo;.
لكن ديلور يقول إن الإشاعات بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة، وإن عددا من مواقع الإنترنت الأميركية تنصح الناس الآن بالتوجه الى قريته لأنها بين الأمكنة القليلة التي ستنجو من دمار العالم في ديسمبر 2010. ويضيف قوله: laquo;صار الناس يأتون الى المنطقة ويتلون صلواتهم على سفوح الجبل. وقد شهدت رجلا يؤدي طقوسا غريبة وهو عار كيوم ولدته أمهraquo;.

استغلال تجاري
الأمر لا يتوقف هنا إذ بلغ بالعديد من متصيدي المراكب الفضائية لشراء منازل في لوليناس المجاورة laquo;بأسعار خياليةraquo;. ولهذا فإن السكان المحليين يشكون من أن laquo;الأجانبraquo; رفعوا أسعار العقارات الى حد جعل من المستحيل عليهم شراء المساكن.
ويقول ديلور أيضا إن المنتفعين من الجو الجديد لم يضيعوا فرصتهم في الإثراء من وراء المهووسين بهذه الأشياء. ويضيف، على سبيل المثال، فإن البعض يقدم دروسا وطقوسا يلتقي فيها laquo;الطالبraquo; بمن يدعي انه زعيم روحي أو نبي ويؤخذ في نزهة روحانية على سفح الجبل ثم يُعمّد. ومقابل هذا الهراء يدفع الضحية مبلغ 800 يورو نقداraquo;.