لم يحمل العام 2010 أخبارا سارة للصحافة الورقيّة ومستقبلها، فالمعطيات المتوفرة تشير إلى أنّ نسبة الإعلانات لديها تنخفض بشكل متسارع لصالح الإعلام الإلكتروني. وقد يكون الأمر مبرّرا، فالإعلان على الانترنت يتميّز بخصائص كثيرة تجعله متقدما على الإعلان عبر الصحف.
تلقت الصحافة المطبوعة حول العالم ضربة جديدة خلال العام 2010 بعد أن انخفضت نسبة الإعلانات لديها لصالح الإعلام الإلكتروني، ويبدو أن الانترنت أصبح قبلة المعلنين المفضلة، الأمر الذي قد يدق مسمارا جديدا في نعش الصحافة الورقية، والتي راهن كثيرون على أن المستقبل لن يكون حليفها، وأن المعركة ستحسم في نهاية الأمر لصالح الإعلام الإلكتروني والفضاء العالمي الجديد.
وتشير معطيات دراسة أميركية حديثة إلى أن الإنفاق على الإعلان عبر الإنترنت في الولايات المتحدة تجاوز للمرة الأولى الإنفاق على إعلانات الصحف في الولايات المتحدة خلال 2010، وتوقعت الدراسة أن يتواصل هذا التفوق خلال الفترة القادمة.
وبحسب ما ذكرته مؤسسة quot;اي ماركترquot; المتخصصة في أبحاث التسوق فإن الإنفاق على الإعلان عبر الإنترنت كان لافتا خلال العام الجاري، ومن المتوقع أن يزيد بنسبة 13.9% ليصل إلى 25.8 مليار دولار بنهاية سنة 2010، بينما يتوقع أن ينخفض الإنفاق على إعلانات الصحف بنسبة 8.2% إلى 22.8 مليار دولار.
ووصف جيف رمزي الرئيس التنفيذي لشركة quot;اي ماركترquot; أن هذه النتائج تمثل نقطة تحول في عالم الإعلان، وقال: quot;إنه أمر توقعنا أنه سيحدث منذ وقت طويل، لكن هذه نقطة تحول، كما أن الأزمة المالية العالمية والوضع الاقتصادي السيئ كانا عاملين لزيادة التحول إلى الإعلان الرقميquot;.
ومن المتوقع أن يصل إجمالي الإنفاق الإعلاني في الولايات المتحدة سيصل إلى 168.5 مليار دولار هذا العام.
ومن المتوقع أن تزيد قيمة الإنفاق الإعلاني على الإنترنت العام المقبل بنسبة 10.5% لتصل إلى 28.5 مليار دولار، بينما تشير التوقعات إلى تراجع الإنفاق على إعلانات الصحف بنسبة 6% لتبلغ 21.4 مليار دولار.
ومن الملاحظ أن عائدات إعلانات الانترنت في الولايات المتحدة في زيادة مستمرة منذ بداية هذا العقد باستثناء انحدار واحد ملحوظ في عام 2009، حيث حدث تراجع هائل بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن ذلك لم يمنع من تسجيل العائدات أرقاما قياسية مرتفعة خلال العام الحالي.
ويتميز الإعلان على الانترنت بعدة خصائص تجعله متقدما على الإعلان عبر الصحف، حيث توفر شركات الإعلان للمعلنين مرونة شديدة في تحديد ميزانية يومية أو أسبوعية للإعلان بحيث لا يتم تخطيها، كما تساعد على تحديد الزوار وصفاتهم وتصرفاتهم.
وفي المنطقة العربية والشرق الأوسط ما زال حجم الانفاق على الإعلان الإلكتروني أقل من غيره من الدول، لكن من المتوقع أن ينمو هذا النوع من الإعلانات بنسبة 4 في المائة خلال السنوات الثلاث المقبلة ليبلغ مجموع الإنفاق 266 مليون دولار أميركي.
ووفقا لتقرير quot;أراب ميديا آوتلوكquot; فإن نسبة الإنفاق على الإعلان ارتفعت مؤخرا بمعدل 1 في المائة في منطقة الشرق الأوسط وهي نسبة تساوي 56 مليون دولار أميركي، لكن التقرير توقع أن تزداد هذه القيمة بدءاً من العام 2011 نظراً إلى توجه الأنظار أكثر فأكثر إلى المنصات الإلكترونية.
التعليقات