قبل نهاية كل عام ميلادي يدخلالفلكيون والمنجمون العرب والأجانب في سباق ماراتونيّ للإعلان عن توقّعاتهم وتنبّؤاتهم للأحداث السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة والفنيّة والرياضيّة، وعن غياب زعماء سياسيّين وبزوغ نجوم جددفي المجالات المختلفة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.


حسن الشارنى، نائب رئيس الإتحاد العالمي للفلكيين والروحانيين

القاهرة: من أبرز الفلكيين حسن الشارني، نائب رئيس الإتحاد العالمي للفلكيين والروحانيين، وهو تونسي الجنسية. حاز على شهرة كبيرة في العالم وذاع صيته منذ أن إنفرد عالميًّا بالتكّهن برحيل الأميرة ديانا في حادث سير وبأحداث عالمية أخرى من أبرزها إغتيال إسحاق رابين وإندلاع حرب العراق وبنهاية صدام وظهوره المفاجئ وأحداث 11 سبتمبر 2001 وغزو أفغانستان، ووفاة ياسر عرفات وشلل شارون وطوفان التسونامي ومقتل الفنانة ذكرى والحرب الإسرائيلية على لبنان، والأزمة الاقتصادية العالمية، وأخيرًا وفاة الفنان الأميركي مايكل جاكسون.

وكان الشارني في ديسمبر/كانون الأول منالعام 2009 قد توقع أحداث العام 2010 على مستوى العالم. وفيما يلي جرد لأهم تنبّؤات حسن الشارني ومحاولة لتسليط الضوء على ما تحقّق منها وما لم يتحقّق.

اغتيال نصرالله وانتهاء أبي مازن سياسيًّا

إستهل الشارني توقعاته للعام 2010 بالحديث عن محاولة لاغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.

غير أن لبنان سيبنى سياسيًّاولا يطال ذلكاستقراره وتقدمه، لكن الشارع لن يسلم من بعض الأعمال الإرهابية اللا مسؤولة واغتيال شخصية سياسية مرموقة. ولكن هذه الأحداث الأليمة لن تزعزع استقرار هذا البلد.

أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فسينتهي سياسيًّا أوّلاً ثم يرحل جسديًّا بعد فترة قصيرة من هزيمته السياسية.

أما الأزمة الاقتصادية فسوف تعصف سياسيًّا واجتماعيًا بسوريا ومصر والأردن. جميع هذه الدلائل الفلكية المهمّة، المركزيّة والثانويّة تدل على أن العام سيكون عام الإضطربات السياسية والمناخية والحسم في العديد من الأمور المتعلقة بالقضايا المصيرية، سواء كان ذلك متعلقًا بالشعوب أو بالأفراد.

الشرق الأوسط

ستكون دول العراق وإيران وفلسطين وأفغانستان مركزًا ومسرحًا للأحداث الشرق أوسطية، وبالنسبة إلى العراق هناك بوادر لحرب أهلية طائفية ستقدح شرارتها إثر اغتيال شخصية سياسية مهمّة،وسيتواصل حمام الدم والاغتيالات والخطف وظهور فضائح جديدة أشنع من أبي غريب وانتهاك لحقوق الإنسان وسيصبح مفهوم الثأر هو السائد.

سيتم الإعلان عن طريقة مبتكرة وجديدة لحلّ معضلة العراق لكن لن تأتي أكلها ولن تحل الأزمة.

التواجد الأميركي في العراق وأفغانستان سيصبح مشكلة أميركا ومصيبتها الكبرى.فضلاً عن حدوث أعمال تخريبيّة وإرهابيّة في أفغانستان من طرف طالبان ستجعل من هذا البلد جحيمًا لا يُطاق يدفع بقوة التحالف هناك لإعادة النظر في تواجدها.

أما الرئيس الفلسطينى محمود عباس quot;أبومازنquot; فسيتنهي من الخارطة السياسية الفلسطينية، والدلائل الفلكية تدل أن حماس ستزداد تمكنًا، وهي تتجه نحو التفاوض المباشر مع إسرائيل وستحقق مواقف سياسية جريئة وناجحة تحسب لها، مما يجبر الحكومة الإسرائيلية إلى مراجعة حساباتها.
وفاة أحد قيادي حماس، واغتيال لكادر من حركة فتحقامبدور مشبوه في أحداث مجزرة جنين التي جرت منذ سنوات وفي أحداث غزة الأخيرة.

سيتم قريبًا الإعلان عن وفاة شارون، وستكشف إسرائيل عن فضائح مالية ستطيح بوزيرها الأول.

حياة حاكم أحد الدول العربية في خطر، ودخول زحل إلى برج الميزان بداية من يوم 22 يوليو 2010 سيكون له التأثير السلبي جدًّا على المنطقة وعلى حياة عناصر عربية قيادية لأحد الرؤساء أو الملوك.

الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر ستشهد اضطرابات وعدم استقرار لكثرة البطالة وتفاقم الفقر.

توعك صحة رئيس عربي يفتح مجالاً واسعًا للإشاعات والتأويلات.

حزب حاكم في أحد الدول العربية يتجه لتركيز مبدأ توريث الحكم على غرار ما وقع في سوريا والغابون بعد وفاة رئيسها عمر بنغو.

الاقتصاد الإسرائيلي سيعيش تذبذبًا جراء مخلفات الأزمة الاقتصادية العالمية.

خلافات سياسية وضغط كبير على الحكومة من طرف اليمين المتطرف وبناء المستوطنات سيتواصل وتعنت إسرائيل المعهود سيخلف جدلاً مصطنعًا مع حزب الله وحماس، والموساد سيواصل تصفية بعض الوجوه القيادية.

تهجم إسرائيل على إيران سيأخذ منعرجًا خطرًا يهدد أمن المنطقة برمتها خصوصًا في المنتصف الثاني من السنة.

المملكة الأردنية ستشهد اضطرابات اجتماعية كبيرة كنتيجة مباشرة للأزمة الاقتصادية العالمية، وللجفاف الذي ضرب هذا البلد منذ أكثر من ثلاث سنوات.

تبقى البطالة والفقر وانقلاب موازين القوى الاقتصادية هي العوامل الأساسية التي سيعانيها هذا البلد طيلة السنة الجديدة 2010 خصوصًا في النصف الثاني منه.

السعودية ستشهد توترًا أمنيًّا واضطرابات مناخية ووفاة مفاجئ لأحد أبناء العائلة المالكة من ذوي القرار.

تعيش الإمارات العربية المتحدة إستقرارًا سياسيًّا واجتماعيًّا على الرغم من بعض التأثيرات السلبية لظروف خاصة على هذا البلد، فالأزمة الاقتصادية العالمية أثرت جزئيًا على بعض القطاعات.

تواصل دبي مسيرة تقدمها بخطى ثابتة في ظل الفتور الاقتصادي والتذبذب في جدول المديونيّة الذي شهدته أخيرًا بعض شركاتها العملاقة. وظهور برنامج إصلاحي طموح وواعد سيبدأ بتنفيذه بداية هذا العام الشيخ خليفة ومحمد آل مكتوم.

دول المغرب العربي

ستشهد الجزائر استقرارًا أمنيًا بعد القضاء على آخر أوكار ومخابئ الجماعات الإرهابية، وفاة شخصية سياسية مرموقة، وبلورة لبرامج جديدة لتنمية الاقتصاد.

تفاقم البطالة في المملكة المغربية سيشعل الشارع المغربي، مظاهرات ستتحول إلى أعمال تخريب وعنف. وفاة فنان مغربي تاريخي خلال 2010. مبرمج مغربي سيتمكن من تكسير شفرات القنوات الفضائية أو تقديم برنامج حماية للحواسيب سيكون ثوري في ميدانه.

السنة الجديدة 2010 والخاضعة لكوكب الزهرة، ستكون سنة الأحداث الإيجابية في تونس. ستشكو الفلاحة من تأثيرات مناخية مختلفة كالبرد القاسي والحرارة الغير مألوفة التي ستعيشها تونس خلال الصيف القادم والفيضانات المفاجئة التي ستأتي في غير وقتها ستجعل من المردود الفلاحي غير مستقر.

دول أوروبــــا

مشاريع الدول الأوروبية، شرقية وغربية ستكون تحت التأثير السلبي لموجة البطالة من الناحية الاقتصادية، وموجة الإضطرابات الجوية من الناحية المناخية. مظاهرات نقابية عديدة في فرنسا إحداها ستكون مليونية، الأحياء ذات الغالبية المهاجرة ستشهد مظاهرات وأعمال عنف وتخريبًا.

إيطاليا ستتمكن من بعث quot;برسكونيquot; إلى بيت الإنعاش السياسي وانتخابات استثنائية في الأفق، توعّك صحي خطر لقداسة البابا الفاتيكان. فضائح جديدة بطلها quot;بليرquot; الوزير الأول السابق ستنشر وستعجل بانسحاب القوات البريطانية من أفغانستان.

حادث سكك حديد يخلف خسائر مادية وبشرية وتكشف التحقيقات عن أنه عمل إرهابي، حركات الانفصاليين في إسبانيا وquot;الكورسquot; وفرنسا وإيرلندا تعيدهم إلى الواجهة.. وفاة المغني الفرنسي الشهير جون هاليدي.. موجة حر شديدة في جنوب إسبانيا وفرنسا تخلّف ضحايا وحرائق عديدة في الغابات.. فشل بعث مركبة فضائية أوروبية.

أميركــــا

أوباما لن يقدم شيئًا لا للعرب ولا للعالم، فإنحياز أميركا لإسرائيل من الثوابت وستتواصل هذه السياسة إلى حدود سنة 2050، الإرث الثقيل الذي تركه بوش سيدفع بأوباما لإتباع سياسة الخطوة الحذرة. مخلفات الأزمة المالية ستعمق مشاكل الاقتصاد الأميركي، سياسة أوباما العسكرية في أفغانستان ستفشل وجنوده سيجدون أنفسهم في مصيدة شبيهة بالتي وقع فيها أباؤهم في الفيتنام.

أواخر السنة وأمام الخسائر العسكرية الأميركية العديدة ستعلو أصوات رصينة وواعية تنادي بالانسحاب من أفغانستان، الجبهة الإيرانية لن تكون في أحسن أحوالها، والضربة العسكرية غير واردة. سنة 2010 ستكون سنة المشاكل للرئيس أوباما، ستمر عليه أيام بل أسابيع سوداء.ونبقى عند تحليلنا الفلكي حين درسنا مصيره لمّا قلنا بأن حياته في خطر.

وثائق جديدة ومخزية عن دور أميركا في حرب العراق وسياسة الكذب والتمويه التي اتبعها بوش وصقوره، سيتم الكشف عنها للرأي العام، دلائل أخرى سترى النور عن مصير بن لادن وعن تصريحاته quot;المفبركة quot;وانه مات منذ سنة 2006 وعن دور المخابرات الأميركية في خلق ما يسمى بالقاعدة.

كشف حساب

ومع إعلان العام 2010 رحيله وإسدال ستاره بكل مافيه من أحداث تجرى quot;إيلافquot; كشف حساب لتنبؤات الفلكي والمنجم الشارني، وتحمل السطور التالية قراءة لأبرز الأحداث عربيًّا ودوليًّا على الصّعيدين السّياسي والإقتصادي.

على الصعيد العربي quot;فلسطينيًّاquot; توقع الفلكي الشارنى بإنتهاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;أبومازنquot; سياسيًا وجسديًا، فيمالن ينتهيعباس من الخارطة السياسية الفلسطينية ويبحث عن مخرج لجمود عملية السلام وإصرار حكومة اليمين الإسرائيلي على الإستمرار في بناء المستوطنات بينما فشلت الإدارة الأميركية في الضغط على تل أبيب. الخلافات السياسيّة بين الفصائل الفلسطينية لم تصل إلى لغة السلاح بعد بين quot;حركة فتحquot; من ناحية والفصائل الفلسطينية المتشددة من ناحية أخرى.

أما لبنانيًّا فزعيم حزب الله حسن نصراللهلم يتعرض لمحاولة إغتيال من أي جهة لأنه لم يعلن عن ذلك كما توقع الشارنى. بينما لبنان يعيش حالة عدم إستقرار وسط تجاذبات بين الأحزاب والطوائف والتيارات السياسية المختلفة بسبب التوقعات والتسريبات للائحة الإتهام من جانب المحكمة الدولية الخاصة بقضية إغتيال رفيق الحريري.

وننتقل إلى المملكة العربية السعودية حيث تنبأ الشارني لها بحدوث إضطرابات مناخية وحدوث توتر أمني ووفاة مفاجئ لأحد أبناء العائلة المالكة وأحد صانعي القرار، وهذا لم يحدث بإستثناء التغيّرات المناخية.

بينما صحت توقعاته بالنسبة إلى أميركا وتحديدًا بالنسبة إلى الرئيس أوباما، حيث لم يقدم شيئًا يذكر للعرب خصوصًا في ضوء انحياز الإدارة الأميركية لإسرائيل، وأن سياسة الازدواجية والكيل بمكيالين بين العرب وإسرائيل هي التي تمارسها واشنطن بين الجانبين، فضلاً عن أن التواجد الأميركي في العراق وأفغانستان هو المشكلة الكبرى بالنسبة إلى إدارة أوباما.

عالميًا: بالفعل شهدت مناطق عديدة من العالم مناخًا مضطربًا واندلعت حرائق ووقعت زلازل، وظهرت مجاعات في الدول الفقيرة، وحطمت البطالة أرقامًا قياسية في أوروبا وأميركا وفي مناطق أخرى من دول العالم مثل اليونان وبعض دول الشرق الأوسط نتيجة الازمة المالية العالمية، كما دخل رئيس الوزراء الإيطالي بريسكلوني غرفة الإنعاش السياسية وخرج منها إلى إشعار آخر قريبًا أو بعيدًا.