إسلام آباد: من شأن تفجير طالبان الذي أودى يوم الاربعاء بحياة ثلاثة جنود من القوات الأميركية الخاصة بباكستان أن يزيد الحكومة ضعفا ويضر بجهود الولايات المتحدة لكسب مزيد من الدعم في القتال ضد المتشددين. وفي حين أن وجود الجنود الأميركيين لتدريب قوات الامن لم يعد سرا الا انها مسألة شديدة الحساسية في باكستان حيث مشاعر الغضب المناهضة للولايات المتحدة في تصاعد.

وقال احمد رشيد المحلل الباكستاني والخبير في شؤون المتشددين quot; هذا لن يؤدي الا لاقناع الجماهير حتى الباكستانيين المعتدلين المناهضين لطالبان بأن الحكومة لا تفعل شيئا سوى الكذب عليهم ومعها الجيش فيما يتعلق بهذا الامر.quot; وأضاف quot;ستكون هذه ضربة كبيرة للروح المعنوية للجماهير.quot;

ومن المرجح أن يولد هجوم الأربعاء على مدرسة للبنات قرب الحدود الافغانية نظريات مؤامرة متقنة حيث يطرح سؤال بسيط بالفعل هو لماذا يحضر جنود من القوات الخاصة الأميركية افتتاح مدرسة للفتيات بأي حال من الاحوال.. في البداية قالت قنوات تلفزيونية ان الاجانب القتلى صحفيون ثم قال مسؤولون انهم عمال اغاثة. وبعدها أعلن الجيش الباكستاني والسفارة الأميركية في وقت لاحق أنهم جنود أميركيون.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية بأن فيلق قوات امن الحدود الباكستانية دعا الجنود الأميركيين لحضور افتتاح المشروع الذي تم بتمويل أميركي. وقال رفعت حسين الاستاذ بجامعة القائد الاعظم في باكستان quot; سيمثل هذا بعض المشاكل للحكومة الباكستانية. quot;ربما يؤدي حتى الى نوع من الاستجواب في البرلمان الباكستاني حول وجود قوات خاصة أميركية على الاراضي الباكستانية.quot;

ومن المرجح أن تتعمق الشكوك في وقت غير ملائم بالنسبة للولايات المتحدة التي تعتبر دور باكستان حليفتها القديمة ضروريا في قتالها ضد متشددي طالبان والقاعدة بأفغانستان. وتريد واشنطن من باكستان ملاحقة عناصر طالبان الافغانية التي تعبر الحدود لمهاجمة القوات الغربية في أفغانستان وهي خطوة يمكن أن تثير عداء المتشددين الذين تعتبرهم اسلام اباد منذ فترة طويلة أصولا تستطيع استخدامها وقت الحاجة.

لكن الجيش الباكستاني محمل بالفعل بعبء مواجهة حركة طالبان الباكستانية المدعومة من تنظيم القاعدة والتي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم الامس. وسلط الهجوم الضوء على تصميم طالبان الباكستانية وأثار تساؤلات بشأن فعالية حملة أمنية أطلقتها الحكومة في منتصف اكتوبر تشرين الاول دمرت قواعد الجماعة في معقلها الرئيسي. كما رفع أسهم طالبان الباكستانية التي ظهر زعيمها حكيم الله محسود في شريط فيديو وداعي مع الانتحاري الذي قتل سبعة من ضباط وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.اي.ايه) في أفغانستان في ديسمبر كانون الاول.

كانت طالبان الباكستانية تركز فيما سبق على اسقاط الحكومة وليس مهاجمة جنود أميركيين لكن تواجه الولايات المتحدة الان احتمال التعرض لمزيد من الهجمات من جانبها. ويدق احتمال أن تكون طالبان الباكستانية قد علمت بأن جنودا أميركيين مسافرين في القافلة أجراس انذار جديدة. وقال رشيد quot;الكثير من التفجيرات كانت عمليات داخلية. بمعنى أن منفذيها أشخاص في أجهزة الامن سربوا معلومات للمفجرين.quot;

وتساءل quot;هل ينطبق هذا على هذه الحالة.. اذا كان هذا صحيحا فانه أمر شديد الخطورة.quot; وقال مسؤولون دفاعيون أميركيون ان اسلام اباد عرقلت فيما مضى توسيع نطاق مهمة العمليات الخاصة خوفا من رد فعل جماهيري عنيف مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وقد يكون الحصول على مزيد من التعاون الباكستاني الان اكثر صعوبة اذا حكمنا من خلال رد فعل بعض الباكستانيين.

وقال سيد سجاد علي شاه وهو ناظر مدرسة متقاعد quot;اذا كانوا مدربين فماذا كانوا يفعلون في هذه المنطقة الحساسة.. يجب أن يقوموا بالتدريب في ثكنة بدلا من التجوال هنا وهناك.quot; وأضاف quot;حكامنا ليسوا ساسة. انهم جامعو أموال. لا يعبأون بما يحدث للبلاد. ما هو مفيد وغير مفيد للبلاد.quot;

وفي كل الاحوال لا يتمتع الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري الذي يفتقر الى الشعبية بمساحة تذكر للمناورة في ظل انتشار الغضب بسبب المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد ونقص الكهرباء المزمن. ومن الممكن أن يزداد ضعفا اذا تمت محاكمة مساعديه ومن بينهم وزيرا الدفاع والداخلية بعد الغاء قرار عفو واحياء اتهامات بالفساد ضدهم.