موسكو: عاد وفدان روسي وأميركي إلى مدينة جنيف السويسرية ليواصلا العمل في إعداد اتفاقية جديدة تحل محل اتفاقية quot;ستارت 1quot; التي ألزمت روسيا والولايات المتحدة بتقليص مخزونهما من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية والتي انتهت في ديسمبر 2009. ويعمل الوفدان في الخفاء حتى لا يعرف معارضو الاتفاق بمضمون الاتفاقية المرتقبة مسبقا.

وترى روسيا أنه من الضروري أن تنص الاتفاقية الجديدة على الترابط بين الأسلحة الصاروخية الهجومية والأسلحة الصاروخية الدفاعية وخاصة وأن الولايات المتحدة تعتزم نشر أسلحتها الصاروخية الدفاعية في الأراضي الأوروبية قرب الحدود الروسية. ويرى الخبراء أن مجلس الشيوخ الأميركي لن يصادق على اتفاقية تربط تخفيض الأسلحة الإستراتيجية الهجومية بالحد من انتشار الأسلحة الإستراتيجية الدفاعية.

وعادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في نهاية الأسبوع الفائت لتعلن أن نظام الدفاع المضاد للصواريخ المزمع إقامته في أوروبا سيحمي القارة الأوروبية ويمكنه أن يحمي روسيا أيضا quot;إذا أرادت روسيا التعاون معناquot;.

وكانت روسيا قد دعت الولايات المتحدة للدخول في تعاون دفاعي مشترك في عام 2006، إلا أن إدارة الرئيس جورج بوش رفضت التعاون حينذاك. أما الآن فإن الولايات المتحدة ترغب التعاون. غير أن هذا أمر غير يسير. ويوضح مصدر دبلوماسي روسي قائلا إن الولايات المتحدة تريد التعاون لكي تستخدم رادارات إنذار مبكر روسية لإنشاء نظام مضاد لإيران.

بيد أن روسيا لا ترى خطرا في إيران، بل يرى خبراء روسيا أن خطرا يمكن أن يأتي من باكستان حيث أن صواريخها ذات الرؤوس النووية تستطيع الوصول إلى أراضي روسيا. ولكن لا يمكن للولايات المتحدة أن تضع اسم حليفها الباكستاني في قائمة الأخطار التي يجب أن تتضافر جهود الأميركان والروس من أجل درئها.

ويقول الخبير الروسي ألكسي ارباتوف إن إنشاء نظام دفاعي صاروخي أميركي روسي مشترك يتطلب تغيير طبيعة العلاقات الأميركية الروسية، مشيرا إلى أنه يستغرب أن تقوم دولتان تسدد كل منهما صواريخها على الأخرى بأعمال بناء النظام المشترك المضاد للصواريخ.