أبدت باكستان تأييدها للدعوة التي وجهتها أفغانستان لحركة طالبان للمشاركة في مجلس للسلام ولكن الحليف القديم لطالبان لا يتمتع سوى بقدر محدود من التأثير على الحركة المتشددة التي يتوقع كثيرون أن ترفض العرض الافغاني.

إسلام أباد:وجهت الحكومة الافغانية دعوة يوم الخميس لزعماء طالبان لحضور اجتماع للمجلس الاعلى للقبائل أثناء مؤتمر دولي في لندن فيما ينفذ حلفاؤها الغربيون خططا في محاولة لانهاء الحرب في أفغانستان. ولم يشارك ممثلون من طالبان في مؤتمر لندن. وقال متحدث باسم الحركة يوم الجمعة ان زعماءها سيبتون قريبا في أمر الانضمام الى المحادثات. وتريد باكستان التي تواجه تمردا من قبل حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع المتشددين الافغان تحقيق الهدوء في أفغانستان ولكن الاهم من ذلك أنها تريد ابقاء نفوذ الهند خصمها القديم المتزايد في أفغانستان في أدنى حد ممكن.

وتنظر كابول بشك كبير الى باكستان نظرا لعلاقاتها مع طالبان الذين حظوا بدعم اسلام اباد خلال التسعينات. والفصيل الاسلامي المتشدد هو الفصيل الوحيد في أفغانستان الذي تتمتع باكستان بنفوذ عليه ويمكنها استخدامه كثقل تحاول من خلاله الحد من نفوذ الهند ومن المرجح أن تسير باكستان بحذر شديد في الوقت الحالي. وتستمد فصائل طالبان الرئيسية مثل الفصيل الذي يقوده جلال الدين حقاني قائد الميليشيات المخضرم والملا محمد عمر زعيم طالبان الاعلى التأييد من شبكات للدعم وقواعد على الجانب الباكستاني من الحدود.

وقال كاظم حسين من مركز أبحاث معهد أريانا ومقره باكستان انه بينما تستجمع الجهود الرامية الى تحقيق الاستقرار في أفغانستان قوتها فمن المرجح أن تستغل باكستان تلك الجماعات كأوراق للمساومة. وقال حسين quot;لا أظن أن باكستان ستطرح كل ما لديها من أوراق على الطاولة. ستحاول الحفاظ على بعضها من أجل مصلحتها وبرنامجها.quot; ومضى يقول quot;ستبقي باكستان الامر كله في حالة غموض شديد كي تتمكن من التعامل مع مصالحها الخاصة وجدول أعمال سياستها الخارجية.quot;

وفي مؤشر على الاسراع بوتيرة الدبلوماسية قال مسؤول في الامم المتحدة ان بعض أعضاء المجلس القيادي لطالبان اجتمعوا سرا مع ممثل الامم المتحدة الخاص لدى أفغانستان لبحث امكان القاء السلاح. وقال شاه محمود قرشي وزير الخارجية الباكستاني في لندن انه راض عن نتيجة المؤتمر الدولي الذي قال انه تعامل مع كل المخاوف الباكستانية. وتؤكد باكستان منذ فترة طويلة على الحاجة الى اجراء محادثات وقال قرشي ان باكستان ستقدم المساعدة اذا طلب منها ذلك.

ولكن المحللين قالوا ان مسألة الضغوط الباكستانية على طالبان لدفعهم الى المشاركة في اجتماع المجلس الاعلى للقبائل الذي يعرف باسم لويا جيركا قد تكون خارج الموضوع اذا رفضت طالبان العرض وهو ما يتوقعه المحللون.