وسط إجراءات أمن مشددة وتكثيف أمني في وسط ميونيخ من قوات الشرطة الخاصة والجيش، بدأ مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية السادس والأربعين فعالياته، وقد أغلقت الطرق وأصبح السير وسط المدينة بالقرب من مقر المؤتمر أمراً مستحيلاً.

ميونخ: لم تردع الاحتياطات الأمنية الكبيرة في مكان انعقاد مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية تجمعات المتظاهرين المناهضين لتدخلات الناتو الخارجية، والمناهضين للحرب، والمطالبين بسحب القوات الألمانية من أفغانستان من التجمع والتظاهر وإيصال صوتهم إلى المؤتمرين.

فقد وصل عددهم مع ساعات الصباح الأولى إلى أكثر من 500 شخص تجمعوا أمام مبني بلدية ميونيخ رافعين شعارات quot;لا للحربquot; أو quot;اخرجوا من أفغانستانquot;، هذا ومن المقرر استمرار المظاهرات طيلة أيام المؤتمر ويقدر خبراء امنيون وصول عددهم إلى 5000 ألاف متظاهر، في وقت ينفي فيه quot;فولفجانج ايشنجرquot; مقرر المؤتمر اتهامات المتظاهرين بأن المؤتمر هو لإعداد خطط لتدخلات الناتو في حروب خارجية.

وأكد على أن المؤتمر الذي بدأ فعاليته بعد ظهر أمسليس من صلاحياته التخطيط لحروب مستقبلية، إنما العمل من اجل إحلال السلام والأمن العالمي ونزع الأسلحة النووية، جدير بالذكر أن مؤتمر ميونيخ يحضره خبراء امنيون وسياسيون واقتصاديون ومراقبين دوليين، يصل عددهم إلى 300 مدعو من أكثر من أربعين دولة إضافة إلى سبعين مسؤولا رفيعا من رؤساء جمهوريات ووزراء دفاع وخارجية.

أجندة مؤتمر هذا العام مليئة بعنوانين بارزة لقضايا كانت ولازالت شائكة مثل أفغانستان وطالبان والشرق الأوسط وملف إيران النووي، إضافة إلى قضية تأمين إمدادات الطاقة وقضايا المناخ، ورغم عدم مشاركة المستشارة الألمانية أو جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي اوباما في مؤتمر هذا العام علي غرار ما حدث في مؤتمر العام الماضي، فان أهمية المؤتمر تبقي راسخة في إمكانية توسيع الشراكة الأوروبية مع دول العالم المختلفة والتي لم تعد مقصورة علي ضفتي الأطلنطي إنما تعدتها إلى ماهو ابعد من ذلك.

إذ أن حضور وزير خارجية الصين quot;يانجquot; إلى المؤتمر لأول مرة إضافة إلى وفد صيني اقتصادي كبير يدل علي ذلك ففي كلمته أمام المؤتمر أكد الوزير الصيني علي أهمية الشراكة مع أوروبا ورغبة الصين في رؤية أوروبا كبيرة ومتقدمة ومؤثرة.

وفند في كلمته أمام المؤتمر سياسة الصين الخارجية التي تحترم الدول ولا تتدخل في شؤونها الداخلية وتعامل الدول علي قدم المساواة ولا تقسمها علي أساس دول ضعيفة أو قوية وثمن العلاقات بشكل خاص مع ألمانيا وطالب بالعمل معا من اجل ازدهار العالم. وأكد علي أهمية أن الصين ترغب في المساهمة في السلام العالمي

أما وزير الدفاع الألماني جوتنبرج فقد أكد في كلمة الافتتاح علي العمل معا من أجل أمن الكرة الأرضية، وأكد علي التحديات التي تواجه دول العالم أمام كوارث الطبيعة واللاجئين الفارين من تلك الكوارث وهي أمور تقف علي نفس القدر مع قضايا خطورة التسلح النووي كما في حالة إيران.

بشكل عام ينعقد مؤتمر هذا العام في ظل أجواء مريحة وبعيدة عن التوتر والشحن المعنوي الذي بدأ يشهده قبل الحرب علي العراق عام 2003 في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق بوش ووزير دفاعه السابق رامسفيلد الذي كان يحرص علي حضور المؤتمر بشكل ثابت غير انفراجة كبيرة حدثت في مؤتمر العام الماضي بعد الكلمة التصالحية لجوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي اوباما والتي أعرب فيها آنذاك عن تدشين مرحلة جديدة من السياسة الأميركية تجاه دول العالم.

من ناحية أخرى، حدث أيضاً انفراج في العلاقات الأميركية الروسية بعد قرار إدارة الرئيس اوباما بالتخلي عن نشر منظومة الدرع الصاروخي في بولندا وجمهورية التشيك وهو الأمر الذي حدا بالروس إلى التخلي عن نشر صورايخ اسكندر في كالينجراد الروسية.

لكن هذه لانفراجة لا تعني أن الولايات المتحدة لن تتوقف عن طلب المزيد من معاونة الأصدقاء الأوروبيين، فهي في حاجة إلى مزيد من القوات الأوربية في أفغانستان ومزيد من الدعم المادي أيضا، ورغم أن ألمانيا لا تحبذ هذه الفكرة إلا أنها مهتمة بتأمين إمدادات الطاقة في القارة الأوروبية خاصة وان هذا هو احد بنود المؤتمر التي يتم النقاش حولها، فألمانيا تستورد 40% من الغاز من روسيا ولذلك يجب أن تبقي خطوط الإمداد أمنة في ظل رقابة الناتو.

قضية الشرق الأوسط هي احد أهم القضايا المطروحة علي أجندة المؤتمر ويأملquot; ايشنجرquot; منسق المؤتمر في إيجاد حل لها وقد صرح قبل ساعات من انعقاد المؤتمر بأنه لا يوجد في السياسة شيء يستعصي علي الحل، فرغم أن الراعي الأول للسلام دخل في عام 2003 في حرب في العراق عقدت كثير من الأمور فانه يجب علي الرئيس اوباما أن يضع خطة جديدة من اجل السلام في الشرق الأوسط، وأكد علي أهمية مشاركة سوريا في محادثات السلام وأنها عنصر هام من إستراتيجية شاملة للسلام في المنطقة.