مسجد محمد علي في مصر |
أثار قرار وزارة الأوقاف المصرية حول إضافة كاميرات المراقبة الى المساجد جدلاً واسعًا في الشارع المصري حول المغزى منه، وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر بالوزارة أن الغرض من القرار حماية صناديق النذور من السرقة، أكد آخرون ان الهدف من القرار هو مراقبة الخطاب الديني للمساعدة في الحد من الغلو والتطرف والإرهاب.
القاهرة: يأتي هذا القرار المفاجئ من قبل وزارة الأوقاف بعد ايام من انتقاد الرئيس مبارك في خطابه بمناسبة عيد الشرطة الخطاب الديني للأزهر والكنيسة معًا عقب أحداث نجع حمادي الدموية، التي راح ضحيتها 6 أقباط على يد مجرمين أطلقوا النار بشكل عشوائي لدى خروجهم من الكنيسة.
وحمل الرئيس مبارك الأزهر والكنيسة مسؤولية غياب quot;الفكر الديني المستنيرquot; قائلاً quot;إننا نواجه ظواهر غريبة على مجتمعنا يدفعها الجهل والتعصب ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير من رجال الأزهر والكنيسةquot;.
وربطت عضو لجنة السياسيات بالحزب الوطني هالة مصطفى بين القرار وأحداث نجع حمادي باعتبار أن الخطاب الديني السائد يتحمل جزء من المسؤولية، بيد أنها شككت في قدرة الدولة على زرع كاميرات في جميع المساجد والزوايا سواء الخاضعة لإشراف وزارة الأوقاف او خارجها.
وشددت رئيس تحرير مجلة quot;الديمقراطيةquot; على أهمية وجود رؤية سياسية كاملة لمواجهة التطرف والغلو في الخطاب الديني، بغض النظر عن زرع كاميرات مراقبة للمساجد التي تشكك في فاعليتها. ومن جانبها تنفي وزارة الأوقاف علاقة هذه الكاميرات بالإرهاب، وأشار مصدر مسؤول بالوزارة ان وزارة الداخلية لا علاقة لها بموضوع زرع الكاميرات.
وقال شوقي عبد اللطيف، نائب وكيل الوزارة لـquot;إيلافquot;، ان الموضوع تنظيمي في الأساس يدخل في سياق التطوير الذي يدعو إليه الرئيس مبارك، مشيرًا الى ان الغرض منها هو مراقبة صناديق النذور والعهدة من السرقة وخاصة بعد إغلاق المساجد ليلاً. وأضاف عبد اللطيف أن quot;العملية أمنية لا علاقة لها بالإرهاب او مراقبة الأئمة او الخطاب الديني كما يقالquot;.
وفي الوقت الذي وصف فيه الإخوان القرار بالبدعة، اتفق رجال دين مع القرار. وقال الشيخ منصور رفاعي عبيد، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد سابقًا، ان وضع كاميرات في المساجد ليس بدعة quot;المسجد النبوي والحرم الشريف وغيرها من المساجد الكبرى بها كاميراتquot; على حد قوله.
وأكد الشيخ رفاعي على ان quot;رعاية المصالح ودفع الضرر مقدم على جلب المصالح quot;، مشيرًا الى ان المسجد يدخله المؤمن والمجرم، وسبق ان حاولت منقبة الدخول الى مسجد السيدة نفيسة في العام 1994 بصندوق يحتوي على مواد متفجرة كانت تريد وضعها بجوار المقام لتفجيره، بيد ان محاولتها أحبطت بعد ان لفتت بائعة ترمس الانتباه إليها واكتشف انها كانت رجل.
وقال الشيخ رفاعي ان وجود هذه الكاميرات يحمي من الإرهاب، مشيرًا الى حادثة أخرى وقعت في مسجد السلطان ابو العلا حيث دخل شخص لسرقة صندوق النذور، وعندما اعترضه خادم المسجد طعنه 18 طعنة ما أدى الى وفاته في الحال.
التعليقات