رام الله: لطخت إتهامات بالفساد وفضيحة جنسية تمس مسؤولين فلسطينيين نقلها تلفزيون اسرئيلي عن ضابط فلسطيني، صورة السلطة الفلسطينية التي تحاول تدارك عواقب هذه الفضيحة وسط تشكيك الشارع الفلسطيني. وكانت قناة تلفزيونية اسرائيلية بثت الاسبوع الماضي شريط فيديو صوره خلسة في 2008 الضابط السابق في المخابرات الفلسطينية فهمي شبانة يظهر فيه رئيس ديوان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عاريا في منزل امرأة.

وبحسب شبانة فان الحسيني حاول استغلال المرأة جنسيا مقابل الموافقة عل طلب توظيف تقدمت به للسلطة الفلسطينية وتم تصويره من جانب جهاز المخابرات الفلسطيني. وفي مقابلة بثها التلفزيون الاسرائيلي، وجه شبانة سيلا من الاتهامات بالفساد تشمل ملايين الدولارات الى مسؤولين فلسطينيين، وهدد بنشر وثائق اكد انه يملكها في حال لم تتخذ السلطة الفلسطينية اجراءات ضد المتورطين.

ونددت السلطة الفلسطينية في بادىء الامر بما اعتبرته حملة تشهير تشنها ضدها الحكومة الاسرائيلية عبر الاعلام الاسرائيلي، مؤكدة ان اتهامات شبانة لا اساس لها قبل ان تعلن الاحد ايقاف الحسيني عن العمل وتشكيل لجنة للتحقيق في القضية. الا ان محللين اعتبروا ان القضية انعكست سلبا على سمعة السلطة الفلسطينية التي دأب رئيسها محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض على تأكيد اهمية محاربة الفساد.

وقال استاذ العلوم السياسية المتخصص في العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت سمير عوض ان القضية quot;اضرت بصورة السلطة الفلسطينية لدى الجماهير العربية والفلسطينية التي تعيش في الخارجquot;. واضاف عوض ان quot;الاجراء الذي اتخذته القيادة الفلسطينية مهم، الا ان ما يؤخذ على السلطة انها تتخذ اجراءاتها بعد ان يتم اثارة قضية من هذا النوع، ولم يسبق ان بادرت الى اتخاذ اجراء مماثل قبل ان يتم الكشف عنهاquot;.

واعتبرت جريدة quot;القدسquot; كبرى الصحف الفلسطينية ان ايقاف الحسيني وتشكيل لجنة للتحقيق quot;خطوة في الاتجاه الصحيحquot;. واضافت الصحيفة quot;مما لا شك فيه ان الظروف الحرجة والدقيقة التي تعيشها القضية الفلسطينية وما تقوم به اسرائيل من حملة تحريض وتشويه لاضعاف السلطة الوطنية في محاولة لدفعها للقبول بالاملاءات الاسرائيلية لاستئناف المفاوضات، تزيد من صعوبة المهمةquot;.

وقام تلفزيون اسرائيلي ببث quot;اعترافاتquot; شبانة في وقت تتعرض فيه السلطة الفلسطينية لضغوط اسرائيلية واميركية لاستئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل من دون تجميد كامل للاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية. وبحسب المحلل السياسي واستاذ العلوم السياسية سميح شبيب فان quot;ما اثاره الضابط الفلسطيني احدث هزة واضطرابا في السلطة الفلسطينيةquot;، الا انه قلل من احتمال ان تؤثر هذه الفضيحة quot;على موقف القيادة الفلسطينية من المفاوضاتquot;.

واضاف quot;في تقديري ان ما جرى غير قادر على ثني منظمة التحرير عن موقفها، والقيادة الفلسطينية متمسكة بموقفها من المفاوضاتquot;. الا انه اعتبر ان ما قامت به السلطة من تشكيل لجنة تحقيق وايقاف الحسيني عن العمل quot;ليس كافيا على الاطلاقquot;. وقال quot;يجب ان تكشف القضية في محاكمة نزيهة ويبحث فيها الملف بشكل واضح، وتعلن نتائج التحقيق على الملأ وكذلك اي اجراءات اخرى تترتب عليهاquot;.

بدوره، اعتبر عوض ان ما قامت به السلطة الفلسطينية حتى الان لم يكن كافيا، واضاف quot;على السلطة ان تتصرف بنوع من القيادة الحازمة، بمعنى ان تعلن ان ما قام به الحسيني ليس للسلطة علاقة به ولا للشعب علاقة به ايضاquot;.

اما الكاتب غسان زقطان فقد اعتبر في مقالة نشرت في صحيفة quot;الايامquot; الصادرة في رام الله quot;يبدو القرار الذي اتخذته الرئاسة بوقف رفيق الحسيني عن ممارسة مهامه حركة في الاتجاه الصحيح، واستجابة سريعة للعرض الواسع الذي شهده الشريطquot;. واضاف quot;لسنا مجرد مشاهدين لشريط فضائحي. في الحقيقة نحن اقرب إلى الضحايا في هذا الامر، وعلى اللجنة ان تتجاوز دور الجمهور نحو قراءة quot;الحادثةquot; من كافة جوانبها ومستوياتها، والتي لا تشكل quot;مادتهاquot; سوى الغلاف الخارجي السهل والمتداولquot;.