سول: احتفلت كوريا الشمالية اليوم الثلاثاء بيوم مولد زعيمها كيم جونج ايل بعروض للسباحة التوقيعية والجمباز الايقاعي بينما شابت الاوضاع الاقتصادية أجواء الاحتفالات. ويحتفل الزعيم بعيد ميلاده الثامن والستين بينما تدور تساؤلات حول حالته الصحية وفي وقت يسعى فيه لتمهيد السبيل لخلافته. ويواجه كيم واحدة من أصعب الفترات خلال سنوات حكمه بسبب اتخاذ اجراءات اقتصادية أثارت استياء شعبيا نادرا.

كما يواجه كيم ضغوطا للعودة للمحادثات الرامية الى نزع السلاح مقابل الحصول على مساعدات وذلك تحت وطأة عقوبات فرضتها الامم المتحدة بعد اجراء بلاده تجربة نووية في مايو ايار الماضي واعادة تقييم العملة الوطنية في تحرك متسرع كاد أن يوقف النشاط التجاري في أواخر العام الماضي مما فاقم المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

وشهدت فترة حكم ايل التي امتدت قرابة 16 عاما مجاعة أودت بحياة ما يقرب من مليون شخص من سكان كوريا الشمالية البالغ عددهم 22 مليون نسمة. كما شهدت عزلة بسبب نهجها النووي غير أن خطوة اعادة تقييم العملة أواخر العام الماضي كشفت صدوعا في زعامته.

فقد أسرعت هذه الخطوة بوتيرة التضخم مما زاد من صعوبة قدرة الفقراء على شراء احتياجاتهم الاساسية وأثار -كما ذكرت المخابرات الكورية الجنوبية- اضطرابات بين المواطنين. وقال بارك هيونج جونج الخبير بشؤون الشمال بمعهد التوحيد الوطني في كوريا الجنوبية quot;الشعب يحمل الحكومة المركزية مسؤولية المصاعب الجديدة. وهذا لا يعني أن الحكومة على وشك الانهيار لكنه يشير الى أن الخلاف بين الشعب والحكومة سيزداد بصورة كبيرة.quot;

ولا يعتقد كثير من الخبراء أن حكم كيم يواجه خطرا.. فشعبه لا يعرف بديلا له ويقبل الرسالة المتكررة عبر وسائل الاعلام الرسمية بأن معظم مشاكل البلاد ترجع لمساعي الولايات المتحدة لخنق النظام في البلاد واسقاط زعمائها.

وتشير البيانات الواردة من كوريا الجنوبية الى أن النقص المستمر في الطاقة يتسبب في توقف ثلثي مصانع كوريا الشمالية عن العمل والى أن انتاج المواد الغذائية لا يزال أقل بنحو 20 في المئة عن المطلوب حتى لو كان محصول العام وفيرا. وخلال الاحتفال بيوم مولد الزعيم أقيمت عروض للسباحة التوقيعية والجمباز الايقاعي كما أدت فرقة للفنون الراقصة من اليابان أغاني تمجد كيم بوصفه زعيما طيب القلب لا يقهر.