برأت محكمة جزائرية هنا اليوم سجينا سابقا بمعتقل غوانتنامو أفرج عنه منذ شهور فيما قررت تأجيل نظر قضية معتقل آخر الى وقت لاحق.

الجزائر: قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة الجزائرية ببراءة مصطفى حمليلي العائد من معتقل غوانتانامو من التهم الموجهة اليه بالتزوير والانتماء الى جماعة ارهابية مسلحة تنشط في الخارج.

وحسب قرار الاحالة فان مصطفى كان قد انتقل عام 1986 الى العاصمة المالية باماكو دون جواز سفر برفقة أخيه ونجل اخيه قبل ان يغادرها بجواز سفر مزور متوجها الى المملكة السعودية ويسافر بعدها الى باكستان عن طريق مؤسسة اغاثة عمل معها في مخيم للاجئين على الحدود الأفغانية - الباكستانية.
ويشير قرار الاحالة ايضا ان مصطفى تلقى بمدينة بيشاور الباكستانية تدريبا عسكريا أشرف عليه المدعو أبو صهيب الذي يحمل الجنسية المصرية.

واعتقلت القوات الأميركية مصطفي في باكستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وكان بحوزته جواز سفر عراقي مزور.

وأثناء جلسة المحاكمة سرد المتهم كل حيثيات القضية مركزا على المدن التي أقام بها والأعمال التي زاولها بكل من باماكو واليمن والسعودية وباكستان وأفغانستان حتى القاء القبض عليه عام 2002 ونقله الى معتقل غوانتنامو حيث قضى به ست سنوات حتى اوائل يوليو من عام 2008 .

كما نفى المتهم وجود علاقة تربطه بجماعات ارهابية داخل الجزائر او خارجها مشيرا الى أن التدريب العسكري الذي خضع له دام ساعات قليلة فقط واندرج في اطار التعرف على طريقة استعمال الأسلحة.

وفيما يتعلق بالمتهم الثاني ويدعى حدرباش سفيان فقد غاب عن جلسة اليوم لظروف صحية حيث يتواجد حاليا بمستشفى للأمراض العقلية بولاية البليدة غربي العاصمة الجزائرية لمعاناته من انهيار عصبي حاد.

ويرجع قرار الاحالة سبب تواجد المتهم حدرباش بمستشفى الأمراض العقلية الى اصابته بشظية في رأسه خلال قصف القوات الأميركية للعاصمة الافغانية كابول حيث القي القبض عليه عام 2001 .

وقررت محكمة الجنايات فصل قضية المتهمين نظرا لكون الرابط الوحيد بينهما فقط هو نقلهما معا الى غوانتنامو.

كما قررت المحكمة تأجيل قضية سفيان حدرباش المتهم بالانتماء الى جماعة ارهابية تنشط في الخارج والتزوير واستعمال وثائق مزورة الى الدورة الجنائية المقبلة.

يذكر ان محكمة الجنايات بالعاصمة الجزائرية كانت فصلت في وقت سابق في قضايا مماثلة متعلقة بمتهمين عائدين من معتقل غوانتانامو وقضت بالبراءة في القضية الأولى التي ضمت المتهمين عبدلي فغول وطراري محمد فيما قضت بسجن المتهم الفار بلباشا أحمد لمدة عشرين عاما في قضية ثانية.