لا يعلم أقارب محمود المبحوح في قطاع غزة الكثير عن نشاط القيادي في حركة حماس والذي اغتيل في دبي.
غزة: بعد اكثر من شهر على اغتياله في دبي الذي اثار عاصفة دبلوماسية بين اسرائيل واوروبا، لا زال الغموض يكتنف الدور الذي كان يقوم به محمود المبحوح داخل حركة حماس في حين يؤكد اقاربه في غزة انهم لا يعلمون الا النذر اليسير عن نشاطاته.
وبحسب شرطة دبي فان اكثر من 25 شخصا يحمل معظمهم جوازات سفر اوروبية ويشتبه بانتمائهم للموساد الاسرائيلي شاركوا في عملية اغتيال المبحوح في احد فنادق الامارة في 19 كانون الثاني/يناير.
واذا كانت وسائل الاعلام اسرائيلية اكدت ان المبحوح، الذي كان يقيم في سوريا، كان من اهم مزودي حماس بالسلاح فقد اكتفت الحركة بالحديث عن ماضي الرجل لا سيما دوره في اختطاف وقتل جنديين اسرائيليين في العام 1989 وتوعدت بالرد على اغتياله.
ولدى الاعلان نهاية كانون الثاني عن وفاة المبحوح في ظروف مشبوهة قبل ان تتضح ملابسات الاغتيال، اكد احد اشقائه في قطاع غزة ويدعى فائق لوكالة فرانس برس ان اخيه كان في دبي quot;في مهمة مكلف بها من الحركةquot;.
وعدا بعض التكهنات الصحفية حولها، لم تتضح طبيعة هذه quot;المهمةquot; او الدور الذي كان يقوم به المبحوح داخل الذراع العسكري لحماس الذي كان احد مؤسسيه..
وبعد الاعلان عن تفاصيل عملية الاغتيال اكتفى اقاربه بالحديث عن حياة المبحوح قبل مغادرته غزة في العام 1991 وعن نشاطات تجارية كان يقوم بها في الاعوام الاخيرة في سوريا للتغطية على ما يبدو على مهامه في حماس.
ويقول شقيقه حسين المبحوح وهو من سكان مخيم جباليا ان محمود كان يعمل quot;ميكانيكي في ورشة لتصليح السياراتquot; قبل خروجه من القطاع وانه انشأ مصنعا للخياطة بعد استقراره في سوريا.
واضاف حسين ان المبحوح كان quot;وكيلا لشركة فلة (لالعاب الاطفال) وسبيس تون في دمشق يتنقل الى دول العربية للتجارة ولاغراض اخرى لا نعرف نحن عنها شيءquot;.
وكان المبحوح قد اعتقل عام 1986 من قبل الجيش الاسرائيلي بتهمة حيازة اسلحة حيث تم الافراج عنه بعد عام كما اعتقل والده وولدته وزوجته 18 يوما في حينه من قبل الاحتلال الاسرائيلي، بحسب شقيقه.
وقد شارك المبحوح في عملية خطف الجنديين الاسرائيليين افي سبورتس وايلان سعدون في ايار/مايو 1989. وفي عام 1990 هدم الجيش الاسرائيلي بقرار من محكمة عسكرية اسرائيلية بيت المبحوح في وسط مخيم جباليا اثر هذه العملية.
ودافع حسين عن اخيه معتبرا ان ما قام به quot;امر شرعي وهو قتل جنود لمبادلة جثثهم بالاسرى الفلسطينين في سجون الاحتلالquot;.
وبثت قناة الجزيرة بعد اغتيال المبحوح شريطا مصورا يروي فيه دوره في خطف وتصفية الجنديين الاسرائيليين خلال الانتفاضة الاولى.
واكد المبحوح الذي ظهر ملثما في الشريط انه يلقب بquot;الثعلبquot; لانه يتمتع بquot;حس امنيquot; واضاف quot;لا اغفل عن حركتي وامني الشخصيين ولا لاي دقيقة، لكن الاعمار بيد الله وهذا الطريق نعرف ثمنه وان شاء الله ننال الشهادةquot;.
الا ان قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان رجح ان يكون امن المبحوح مخترقا quot;اختراقا كبيراquot; قبل وصوله الى دبي لان اعضاء المجموعة الاوروبية الذين يفترض انهم اغتالوه وصلوا الى دبي قبله، كما وجه اللوم لحماس لارسالها مسؤول بحجم المبحوح الى الخارج دون مرافقين.
وبالرغم من مطاردة اسرائيل له، نجح المبحوح في الخروج من غزة عام 1991 الى مصر حيث اعتقل ثم افرج عنه quot;وتم ترحيلة الى ليبيا واستقر (لاحقا) في سورياquot; بحسب اخيه.
وكان المبحوح على تواصل مع عائلته التي تقيم في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة حيث والداه.
ويروي حسين انه علاقته quot;قوية جداquot; باخيه.
وولد المبحوح الذي تتحدر عائلته من قرية quot;بيت طيماquot; قضاء عسقلان في مخيم جباليا في 14 حزيران/يونيو 1960 وهو متزوج وله ثلاث بنات وولد وانهي دراسة المراحل الابتدائية في المخيم قبل يحصل على quot;دبلوم الميكانيكquot; حيث عمل في ورشة تصليح سيارات.
ويؤكد حسين ان العائلة لم تطلع على نتائج التحقيق في دبي. ويقول quot;قمنا بتوكيل محامي في لندن اسمه امجد السلفيتي ليطلب من دولة الامارات اطلاعنا على التحقيقات اولا باولا ،ونطالب حكومة دبي معرفة نتائج التحقيق لان ذلك من حقناquot;.
التعليقات