المبحوح قبيل تصفيته بساعات قليلة |
نفى يولي أدلشتاين، وزير الدبلوماسيَّة العامة الإسرائيلي، معرفته بالجهة التي تقف وراء قتل القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي. وخلال زيارة له إلى مجلس العموم البريطاني، دعا إلى عدم الافراط في التعاطف مع العمليَّة التي اتهم بتنفيذها الموساد الإسرائيلي.
تأتي التصريحات في اطار حملة علاقات عامة تقودها الدبلوماسية الاسرائيلية لإنقاذ سمعتها.
قال ليولي أدلشتاين، وزير الدبلوماسية العامة الإسرائيلي، خلال كلمة ألقاها اخيرا في إحدى المؤسسات البحثية في ويستمنستر، أنه لا يعرف في حقيقة الأمر الجهة التي وقفت وراء مقتل المبحوح في دبي الشهر الماضي.
ونقلت الدايلي ميل تصرحيات أدلشتاين الذي دعا خلال زيارته لمجلس العموم البريطاني إلى ضرورة عدم الإفراط في التعاطف مع عملية مقتل المبحوح، التي ألقي فيها اللوم بشكل كبير على الموساد.
واضافت الصحيفة البريطانية إن تعليقات أدلشتاين هذه جاءت في وقت تم الكشف فيه عن احتمالية الاستعانة باثنين آخرين من جوازات السفر البريطانية المزورة في مؤامرة اغتيال المبحوح في الغرفة التي كان ينزل بها في فندق البستان في دبي الشهر الماضي. ثم تعاود الصحيفة لتنقل عن أدلشتاين قوله :quot; حتى وإن اتضح أن أسوأ جهاز سري لأسوأ دولة في العالم قد تمكن من الوصول لهذا الشخص، فلن أقول عن تصفيته إنها جريمة قتل. فنحن نتحدث هنا عن أسوأ قاتل في واحدة من أسوأ المنظمات الإرهابية. لذا، دعونا لا نفرط في التعاطف مع وفاته وألا نبدأ في الحداد عليهاquot;.
كما افادت الدايلي ميل في عددها الصادر الثلاثاء بأن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد أخبر نظيره البريطاني دافيد ميليباند بجوازات سفر بريطانية أخرى ربما يكون لها صلة بعملية الاغتيال. وفي غضون ذلك، نفى وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، كريس براينت، أمام البرلمان ما تم ترويجه عن علم السلطات البريطانية المسبق بالعملية. وأضاف قائلا ً :quot; يتواصل الكشف عن حقائق جديدة بخصوص واقعة القتل. فالسلطات عرفت يوم الحادي والثلاثين من كانون الثاني/ يناير الماضي باستخدام القتلة جوازات سفر أوروبية. وفي الثاني عشر من شباط / فبراير الجاري، أخبرت السلطات بأن جوازات سفر بريطانية ربما استخدمت في العملية، وهو ما تم تأكيده بعدها بثلاثة أيام في ما يتعلق بجوازات السفر الستة التي تخضع الآن للفحصquot;.
في سياق ذي صلة، تنشر اليوم quot;صحيفة كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية تقريرا ً مطولا ً تكشف من خلاله عن تفاصيل الحملة التي أطلقتها إسرائيل أخيراً بغية إنقاذ سمعتها حول العالم، بعد الأحداث الأخيرة التي أضرت بها على خلفية عملية اغتيال المبحوح في دبي، والتي وجه فيه اللوم بشكل أساسي إلى الموساد. وهي الحملة التي تعتمد فيها حكومة تل أبيب على المواطنين الإسرائيليين، حيث ستطلب منهم أن يكونوا أكثر فاعلية في تشكيل صورة الدولة اليهودية بجميع أنحاء العالم.
وقد أقامت لهم في سبيل ذلك 70 ورشة عمل، لكي تعلّمهم الطريقة التي تمكنهم من عقد مناقشات مدنية عندما يسافرون إلى الخارج. وقد أفادت الصحيفة بأن الحكومة أطلقت حملة إعلامية لحث مواطنيها على ضرورة العمل من أجل تغيير الصورة التي تروجها عنهم وسائل الإعلام العالمية. وهنا، تمضي الصحيفة لتنقل عن الوزير الإسرائيلي يولي أدلشتاين المسؤول عن هذا البرنامج، قوله :quot; في مثل هذه الأجواء، تنمو المشاعر الخاصة بمعاداة السامية. فالمتحدثون الإسرائيليون لا يمكنهم الظهور في الجامعات من دون أن يقابلوا بصيحات استهجان. وتروج بعض المنافذ الإعلامية لأكاذيب مفزعة، مثل ذهاب إسرائيل إلى هايتي من أجل المتاجرة في الأعضاء البشريةquot;.
وأضاف أدلشتاين في حديثه مع الصحيفة عبر الهاتف من لندن، بقوله :quot; كل ما أطلبه من الإسرائيليين هو ألا يحوّلوا أنفسهم إلى خبراء عالميين في قرارات الأمم المتحدة، وألا يقوموا بشرح السياسة الخاصة بحكومة نتنياهو. فما يقلقني حقا ً هو الصورة المشوهة لإسرائيل التي يمكن أن يلحظها أي فرد عاديquot;. وتلفت الصحيفة في ختام حديثها إلى أن ذلك المشروع قد تم إطلاقه بعد ستة أشهر من الأبحاث التي وجدت ndash; بسحب أدلشتاين ndash; أن الإسرائيليين غير سعداء بصورتهم في الخارج، وأن 85 % ممن شملتهم الأبحاث قالوا إنهم يودون العمل من أجل تغيير تلك الصورة.
التعليقات