المبحوح لدى وصوله إلى غرفته ويعقبه العملاء المكلفون بتصفيته |
كشفت تقارير صحافيّة أن الاشخاص الذين إغتالوا المبحوح حاولوا أن يجعلوا من وفاته حادثة تبدو طبيعية عن طريق صعقه بلمبة مثبته على أحد جانبي سريره بالغرفة التي كان يقيم بها في الفندق. وأن القتلة حاولوا quot;إحداث آثار أزمة قلبيةquot; قبل خنقه بوسادة في غرفته. كما تشير تلك المصادر إلى أنهم عثروا كذلك على أقراص تستخدم في معالجة ارتفاع ضغط الدم بغرفة المبحوح، في محاولة على ما يبدو لتأكيد أنه كان يعاني من أعراض ازمة قلبيّة.
القاهرة: يكشف تقرير تنشره صحيفة ميل أون صنداي البريطانية في عددها الصادر اليوم النقاب عن أن الأشخاص الذين ضلعوا في اغتيال محمود المبحوح الشهر الماضي في دبي حاولوا أن يجعلوا وفاته تبدو وكأنها حادثة عن طريق صعقه بلمبة مثبته على أحد جانبي سريره بالغرفة التي كان يقيم بها في الفندق. وتنقل الصحيفة عن مصادر من داخل شرطة دبي قولهم إن القتلة حاولوا quot;إظهار آثار أزمة قلبيةquot; قبل خنقه بوسادة في غرفته.
وقد اتضح أنهم قاموا بنزع اللمبة، وأقدموا على توصيل السلك بجهاز يرسل نبضات كهربائية إلى جسده. حيث يمكن للصدمة الكهربائية أن تصيب عضلات القلب بحالة من التشنج، تمامًا مثلما يحدث عند إصابة الضحية بأزمة قلبية سببها ارتفاع ضغط الدم. وذلك في الوقت الذي عثرت فيه الشرطة على أقراص تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم داخل غرفة المبحوح.
ثم تمضي الصحيفة في السياق نفسه لتقول إن تلك الكشوفات تأتي في وقت تحتدم فيه العلاقات بين إسرائيل وبريطانيا، خاصةً بعد أن تم الكشف عن أن جوازات السفر البريطانية المزورة التي استعان بها القتلة، قد تم نسخها بصورة سرية من جانب مسؤولي الهجرة بمطار تل أبيب، وتحصلت وزارة الخارجية البريطانية - بحسب الصحيفة - على معلومات تفيد بأن حاملي جوازات السفر الستة الأصلية - ويقيمون جميعًا في تل أبيب - قد تم أخذ وثائقهم لفترة وجيزة في المطار خلال عمليات فحص روتينية.
كما تلفت الصحيفة إلى الاتهامات التي تم توجيهها للسفير الإسرائيلي في لندن بـ quot;المماطلةquot; في جميع المحاولات الرامية إلى الكشف عن الطريقة التي تحصل من خلالها القتلة على جوازات السفر. ويُنتظر أن تضع تلك الادعاءات ضغوطات جديدة على إسرائيل من أجل الاعتراف بأي تورط لها في عملية الاغتيال، خاصةً أن المحققين في دبي متأكدون بنسبة 99 % من أن الموساد هو المسؤول الأول عن تلك الحادثة. لكن تم الترويج ليلة أمس لادعاءات تتحدث عن أن بعض القتلة ربما يكونون في واقع الأمر رعايا بريطانيين. وتنقل الصحيفة هنا كذلك عن مسؤولين أمنيين دوليين قولهم إن الجواسيس يميلون للاستعانة بهويات مزورة، تكون قريبة من هوياتهم، ومن المحتمل أن تكون هناك ثمة علاقة تربط القتلة الستة الحاملين للجوازات الإنكليزية ببريطانيا.
ويؤكد مسؤولو شرطة دبي أنهم يعتقدون الآن أن القتلة حاولوا أن يجعلوا من وفاة المبحوح تبدو كما لو كانت ناجمة عن أزمة قلبية. وعلى الرغم من التفاصيل التي جرى الكشف عنها حتى الآن من جانب الشرطة، إلا أن الصحيفة مضت من خلال تحقيقاتها الاستقصائية لتكشف المزيد من التفاصيل المتعلقة بتلك الحادثة، فتقول إن الطاقم الذي كان مكونًا من 18 فردًا كان بانتظار المبحوح ndash; الذي سافر باسم وهمي هو محمود عبد الرؤوف محمد ndash; قبل أن يتقفوا أثره إلى فندق بستان روتانا بالقرب من مطار دبي. وتتابع الصحيفة كشفها عن أن المبحوح وصل إلى دبي قادمًا من دمشق حاملاً جواز سفر مزور. مصابيح بجوار السرير في غرفة فندقية كتلك التي قتل بها المبحوح
وتمضي الصحيفة لتشير إلى أن القتلة قاموا بزرع جهاز تعقب في سيارته طراز quot;التويوتا لاند كروزرquot; المستأجرة، وتعقبوه حتى وصل إلى الفندق الذي سيقيم به. ثم تعقبه رجلان يرتديان ملابس خاصة برياضة التنس إلى غرفته رقم 230، وقبيل ساعات قليلة من وفاته، قام المبحوح، 49 عامًا، بزيارة إلى مول دبي، حيث اشترى من هناك زوجًا من الأحذية. ثم عاد إلى غرفته في تمام الساعة 8:24 مساءً، وقد كان القتلة بانتظاره. ويعتقد أن أربعة رجال قد تغلبوا عليه من الناحية البدنية بعد فتحه باب الغرفة بفترة قصيرة. وفي غضون ذلك، كانت هناك سيدة تحمل جواز سفر أيرلندي باسم غيل فوليارد، تقف في الممر لمراقبة الوضع بالخارج.
وبعد أن أظهرت كاميرات المراقبة وجود القتلة هناك لمدة 22 دقيقة فحسب، تنقل الصحيفة عن مصدر تأكيده على أن المحققين يستبعدون استخدام الصدمة الكهربية في تعذيب المبحوح. وقد أوضحت نتائج التشريح الأولية أن السبب الرئيس وراء الوفاة هو تعرضه للاختناق بوسادة أو شيء آخر لين. وتابع المصدر حديثه بالقول :quot; في غضون 25 دقيقة من اكتشاف الجثة، قام الفندق بإبلاغ الشرطة. وقد حضر في البداية ستة ضباط، ثم وصل طاقم كامل في غضون أربعين دقيقة، حتى وصل عددهم إلى خمسة عشر. وحينها كان المبحوح مستلقيًا على ظهره فوق السرير، ومغطى بملاءات حتى رقبته، ومرتديًا سروالاً أسود. وكانت الوسائد في مكانها، وبدت الغرفة طبيعية، والستائر مُغلقة. في حين لم يتم الكشف عن علامات تشير إلى حدوث حركة في أسلاك المصباح إلا في وقت لاحق. ونعتقد أن الورق الذي كان بحوزته قد تم نسخهquot;.
التعليقات