إقرأ أيضاً
إغتيال المبحوح... دبي تقهر الموساد

طالب رئيس شرطة دبي باعتقال رئيس الموساد إذا ثبت تورط جهاز الإستخبارات الإسرائيلي في إغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي، في عملية وصفها quot;بالغباءquot; وquot;الجبنquot; وبأنها تطبق quot;شريعة الغابquot;.

دبي: قال الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي في مقابلة عرضها تلفزيون دبي مساء الخميس انه سيطالب الانتربول quot;في حال ثبت ان الموساد يقف وراء الجريمة، وهو الامر المرجح الان، باصدار نشرة حمراء بحق رئيس الموساد لمطاردته من قبل الانتربول باعتباره قاتلاًquot;.

من جانبها، نفت إسرائيل على لسان مسؤول كبير اليوم الجمعة الاتهامات التي وجهتها شرطة دبي الى جهاز الاستخبارات الاسرائيلي quot;الموسادquot; بالوقوف وراء اغتيال القيادي العسكري في حركة حماس محمود المبحوح في الامارة. وقال المسؤول لوكالة الأنباء الفرنسية طالبًا بعدم الكشف عن هويته ان quot;شرطة دبي لم تقدم في هذه القضية اي دليل ذي طابع اتهاميquot;.

وتابع quot;حتى انه ليس هناك اي دليل على انه اغتيل. كل ما نراه هو اشرطة فيديو لأناس يتحدثون عبر الهاتفquot;. وبناء عليه اعتبر المسؤول الاسرائيلي ان التهديد باصدار مذكرة توقيف دولية بحق رئيس جهاز الموساد مئير داغان امر quot;سخيفquot;.

والنشرات الحمر التي يصدرها الانتربول هي مذكرات جلب واحضار تستهدف الاشخاص الذين تطالب بهم دول وفقا للموقع الالكتروني للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية. والمبحوح، وهو من مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، عثر عليه مقتولا في حجرته باحد فنادق دبي في 20 كانون الثاني/يناير الماضي.

وقال الفريق خلفان quot;واقول الموساد الان بعد ان ظهر ان من ضمن المطلوبين 7 من حملة الجوازات البريطانيه المجودين في اسرائيل منذ سنوات ومن الطبيعي ان من يقوم بهكذا عمل في اسرائيل هو الموساد الذي يرسل فرق القتل وجماعات الترهيب وليس السلام الانquot;، في اشارة الى حركة quot;السلام الآنquot; المناهضة للاحتلال والاستيطان.

واعتبر ان quot;الدول المتحضرة في القرن الحادي والعشرين يفترض ان تترفع عن ممارسات العهود الغابرة لا ان ترسل مجموعات لقتل الاشخاص الذين لا يمكنها الوصول اليهم، واذا كانت اسرائيل تدعي بأنها دولة القانون فأين القانون من هذه التصرفات وهل يحق لأي دولة ان تلاحق المطلوبين لها في الدول الاخرى وتقتلهم في الشوارع والغرف، ام انها شريعة الغاب ومنطق الغاب للدول والرئاسات التي تسلك هذا السلوكquot;.

وذكرت الصحف الاسرائيلية ان المجموعة التي نفذت الاغتيال انتحلت شخصيات سبعة اسرائيليين يحملون الجنسية البريطانية، وان كانت شرطة دبي كشفت رسميا ان ستة من اعضاء الكومندوس الذين نفذوا العملية كانوا يحملون جوازات سفر بريطانية وثلاثة جوازات سفر ايرلندية وأحدهم كان يحمل جواز سفر فرنسيًّا واخر جوازًا المانيًا.

واشار الفريق خلفان في المقابلة quot;الى ان هناك اسماء اخرى غير التي جرى الاعلان عنها ونحن نتحفظ عليها انطلاقًا مما تعلمناه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدوله رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بألا نعلن ما لدينا الا حين ترجح كفة تأكيد هذه المعلومات، معتبرًا ان هذا الكم الكبير الذي يأتي من اجل قتل المبحوح وقد رأيناه في الفيلم وحيدًا هو قمة الجبن وضعف ما بعده ضعفquot;.

وكان الفريق خلفان قد اكد في تصريحات نشرتها صحيفة quot;ذي ناشونالquot; على موقعها الالكتروني الخميس ان ضلوع جهاز الموساد اغتيال المبحوح quot;اكيد بنسبة 99 في المئة ان لم يكن مئة بالمئةquot;. وقال ان quot;تحقيقنا اظهر ان الموساد ضالع في قتل محمود المبحوحquot;. وبحسب الصحيفة، فإن خلفان اكد quot;ان الادلة التي تملكها شرطة دبي تظهر ارتباطًا واضحًا بين المشتبه فيهم وبين اشخاص على علاقة وثيقة باسرائيلquot; من دون ان يكشف عن هذه الادلة.

واعلن الانتربول الخميس انه اصدر quot;نشرات حمراء ضد 11 مطلوبًا دوليًا اتهمتهم سلطات دبي بتدبير وارتكاب جريمة قتل الفلسطيني محمود المبحوح القيادي في حماس في دبي في 19 كانون الثاني/يناير 2010quot;.

واضافت المنظمة ان quot;الانتربول لديه مبررات تدعو الى الاعتقاد بأن المشتبه في تورطهم في هذه الجريمة انتحلوا هويات اشخاص حقيقيين والنشرات الحمر توضح ان الاسماء المستخدمة كانت غطاء لارتكاب الجريمةquot;. وتابعت ان quot;الانتربول نشر الصور والاسماء المستخدمة تزويرًا في جوازات السفر بهدف منع المتهمين من السفر بحرية واستخدام جوازات السفر المزورة نفسهاquot;.

ودعا الفريق خلفان الى quot;تشكيل فريق شرطي دولي من دولة الإمارات وبريطانيا وايرلندا وفرنسا والمانياquot; للبحث عن المطلوبين. وقال في المقابلة بشأن جوازات السفر ان quot;كل الخصائص مضبوطة ولم يكن هناك تعميم بأن تلك الجوزات مسروقة وقد اتصلنا بالانتربول لهذا الغرض، ولكن في كل الاحوال فإن الصور التي التقطتها الكاميرات ليست مزوره وهي تبين بوضوح من هم المنفذونquot;.

إلى ذلك ذكرت صحيفة quot;دار الخليج الاماراتيةquot; نقلاً عن مصادر أمنية أن المبحوح لم يكن يحمل اقامة في الامارات، إلا إنه كان يتردد عليها من وقت لآخر تحت اسم محمود عبد الرؤوف حسن، وكانت وظيفته تاجر قماش، حيث كان يأتي إلى دبي لعقد صفقات خاصة بتجارته، لافتاً إلى أن المعلومات تفيد انه يمتلك وكالة لتجارة الاقمشة في سوريا، وانه قدم للامارة في أيار/ مايو من العام الماضي، واضطر لدخول مستشفى راشد بدبي بتاريخ 6 ايار بعد اصابته بدوار، ومن خلال أشعة الرنين المغناطيسي تبين ان هناك التهابات وتجمع سائل تحت الرئة اليسرى، ومكث في العناية المركزة ليومين، وهذا ما أكده تقرير صادر عن مستشفى راشد في 10 شباط الجاري، وكان برفقته أحد اصدقائه.

وأكدت المصادر نفسها للصحيفة ان الجناة نفذوا الجريمة من دون أي عنف، على باب الغرفة حيث ان الباب اما تم فتحه من قبل المبحوح او انهم استخدموا برمجة معينة لفتحه ومن ثم الخروج واغلاقه ووضع السلسلة الداخلية وكأنه هو الذي قام بالاغلاق من الداخل. وقال المصدر، إنه من الممكن الخروج واغلاق السلسلة من الخارج من دون صعوبة.

واستدعت لندن وبرلين وباريس ودبلن والمانيا وفرنسا ممثلي اسرائيل الخميس اسرائيل للمطالبة بتوضيحات عن جوازات السفر المزورة. وكانت اسرائيل تتهم المبحوح بانه من المسؤولين الرئيسين عن تهريب الاسلحة الايرانية الى غزة.

وكانت حدة التوتر الديبلوماسي قد تصاعدت منذ ان كشفت شرطة دبي ان 11 شخصًا يحملون جوازات سفر اوروبية (ثلاثة ايرلنديين وستة بريطانيين وفرنسي وألماني) ملاحقون في اطار التحقيق في اغتيال المبحوح. ولم تتهم اي حكومة بشكل مباشر اسرائيل، لكن التكهنات عن القتلة تركزت على الموساد الذي سبق ان استخدم عملاء بجوازات سفر مزورة في عمليات مماثلة.

واستنادًا الى الفريق خلفان فإن المبحوح توقف في دبي وهو في طريقه الى الصين، واضاف ان quot;ما قيل عن ان مهمته ترتبط بصفقة اسلحة لا يتفق مع المنطق، فلماذا يتعرض للكاميرات والاجواء العلنية، وقد كان بامكانه ان يذهب مباشرة هو او القياديون في حركته الى الدول التي تزودهم بالاسلحه مباشرة، لكن هذه القصه رددها الاعلام الاسرائيلي لتبرير الجريمةquot;.

واكد ان quot;المبحوح لم يتخذ ابسط قواعد الاحتياطات الامنية ولو كان برفقته شخص واحد في الغرفه لما تمكنوا منه، لكن الواضح انه كان لديه شعور بأنه غير معروف ولم يكن لديه الحرص الكافي بدليل انهم ركبوا معه في المصعد وساروا وراءه الى الغرفة ورصدوه بطريقه سهلة جدًّاquot;. وقال quot;ان هذه العمليه لا تخلو من الغباء لأننا نعرف متى يكون العمل ذكيًّا او غبيًّاquot;.