حماس تتفهم موقف دبي الرافض لإطلاعها على التفاصيل وفرة في عدد عملاء الموساد المحتملين اغتيال المبحوح يثير انتقادات واسعة للموساد 17 شخصًا اغتالوا المبحوح جرى التعرف إلى 11 منهم |
القاهرة: خصّصت quot;صحيفة الدايلي ميلquot; البريطانية تقريرًا تناولت فيه أجواء الذعر التي يعيشها ستة مواطنين إنكليز في هذه الأثناء على خلفية تورطهم quot;بالزيف والتزويرquot; في قضية اغتيال القائد في حركة حماس، محمود المبحوح، في دبي قبل بضعة أسابيع.
فبعد الكشف عن استعانة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي quot;الموسادquot; بهويات هؤلاء البريطانيين في عملية اغتيال القائد العسكري لـ quot;كتائب عز الدين القسامquot; في أحد فنادق إمارة دبي الشهر الماضي، نقلت الصحيفة عن هؤلاء البريطانيين ndash; الذين يعيش معظمهم إن لم يكن جميعهم في إسرائيل الآن - قولهم إنهم لم يسمعوا عن الحادثة إلا بعد أن تم نشر تفاصيلها في الصحف ووسائل الإعلام. وأكدوا كذلك على أن جوازات سفرهم البريطانية قد جرى نسخها من قبل القتلة الحقيقيين، الذين أدخلوا فيها صورهم الشخصية.
وأوضحت الصحيفة أن ثلاثة من أفراد العصابة المتهمة في قضية الاغتيال والمكونة من إحدى عشر شخصًا، قد استخدموا جوازات سفر إيرلندية مزورة، قالت عنها دبلن يوم أمس إنها مزورة بصورة واضحة.
وقد كشفت التحقيقات التي أجريت في إيرلندا والمملكة المتحدة عن وجود بعض الثغرات التي أكدت بما لا يترك مجالاًً للشك أن تلك الجوازات مزورة، من بينها أن تلك الجوازات الثلاثة ضمت صورًا لأشخاص يرتدون نظارات، وهو ما لا يجوز في دبلن من الناحية القانونية، كما ضمت تلك الجوازات الثلاثة لمواطنين أيرلنديين أرقامًا وحروفًا خاطئة. فضلاًً عن ظهور أشخاص بمجموعة من الصور وهم مبتسمون، على الرغم من حظر أمر مثل هذا في إنكلترا وإيرلندا.
صورة وزعتها شرطة دبي تظهر المبحوح وخلفه مشتبه بهم |
ومع ذلك، مضت الصحيفة لتنقل عن مصدر استخباراتي إسرائيلي قوله: quot;يُفضِّل الموساد استخدام هويات حقيقية بدلاًً من أخرى مزورة. لكن العدد الكبير من المهاجرين الأجانب الذين يعيشون في إسرائيل يتيح لمسؤولي الموساد الوصول لهويات غير محدودة من الأشخاص القريبين في السن والملامح من عملائهم. ومن منطلق أنه يتعين على كل مهاجر إرفاق صورة من جواز سفره الأصلي عند تقدمه بطلب للحصول على الجنسية الإسرائيلية، يكون من السهل على الموساد أن يختار الهوية التي يرغب فيها من دون معرفة صاحبها. لكن المشكلة تحدث عند وقوع خطأ ما - مثلما حدث على ما يبدو بتلك القضية - وتبيّن أن حملة جوازات السفر الحقيقية يعيشون جميعًا في إسرائيلquot;.
ثم تلفت الصحيفة إلى أن السلطات في دبي نجحت في تحديد هويات هؤلاء البريطانيين الستة، وهم مايكل لورنس بارني، 54 عامًا، وجيمس ليونارد كلارك، 48 عامًا، وجوناثان لويس غراهام، 31 عامًا، وبول جون كيلي، 43 عامًا، وستيفن دانييل هودز، 38 عامًا، وميلفين آدم ميلدنر، 31 عامًا. كما كان هناك ثلاثة مواطنين إيرلنديين، هم غيل فوليارد، إيفان دينينغس، وكيفن دافيرون، بالإضافة لشخص يحمل اسم ألماني هو مايكل بودينهيمر، والعقل المدبر الفرنسي للعملية، بيتر إيلفينغر.
وفي حديث له مع الصحيفة، قال بارني: quot; لدى عودتي ذات يوم إلى المنزل قادمًا من العمل وجدت الأطفال يسألونني ( هل رأيت الصحف ؟ ) وحينها وجدت اسمي منشورًا إلى جانب صورة شخص آخر، والخبر يقول إني متورط في جريمة اغتيال. وحينها شعرت بصدمة شديدة. ثم بحثت عن جواز سفري، لكنه كان موجودًا. لقد كان أمرًا مرعبًا ndash; أن أرى صورتي تجوب العالم ويُطلق عني بأني إرهابيquot;.
صور وزعتها شرطة دبي لمشتبه بهم في مقتل المبحوح |
أما ميلدنر، وهو خبير في تكنولوجيا المعلومات، فقال: quot;الصورة الموجودة في جواز السفر لا تخصني. فأنا أحتفظ بجواز سفري الحقيقي هنا في المنزل. ولم يسبق أن خرج من هنا، على حد علمي. كما لا يحتوي على أختام خاصة بدبي. ولم يسبق لي أن ذهبت إلى هناك. تنتابني في واقع الأمر حالة من الغضب والإحباط والذعر. لا أدري كيف حدث ذلك أو من اختار اسمي ولماذا quot;.
في ما نقلت الصحيفة عن زوجة أخصائي العلاج الطبيعي، ستيفن هودز، قولها: quot;عندما اكتشفنا في بداية الأمر استخدامهم لهوية زوجي من خلال ما تم نشره في الصحف من تقارير، كان الأمر أشبه بالمزحة، لكن الوضع سرعان ما تغير مع حلول المساء. وقد قمت بفحص جواز ستيفن ووجدت أن الجواز الذي استخدم في عملية القتل كان به نفس الاسم ونفس تاريخ الميلاد، رغم وجود الجواز الحقيقي معنا هنا في المنزل طوال الوقتquot;.
يذكر أن لندن أعنلت انها ستحقق بشأن استخدام جوازات سفر بريطانية مزورة في اغتيال المبحوح، وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون لاذاعة في لندن quot;علينا ان نجري تحقيقا معمقا في هذا الموضوع. جواز السفر البريطاني هو وثيقة ينبغي التعامل معها في شكل ملائمquot;. واضاف براون حول ظروف اغتيال محمود المبحوح في 19 كانون الثاني/يناير في فندق بدبي quot;ينبغي جمع الادلة لمعرفة ما الذي حصل ولماذا وكيف، وعلينا ان نجمع تلك الادلة قبل الادلاء باي تعليقquot;.
من جهته، دعا النائب البريطاني منزيس كامبل وزارة الخارجية البريطانية الى استدعاء سفير اسرائيل في لندن لتوضيح الوقائع، واضاف quot;نظرا للتهكنات القائمة، على الحكومة الاسرائيلية ان تقدم تفسيرًاquot;. وقال كامبل quot;لو تبين أن الحكومة الاسرائيلية ضالعة في مثل هذا التصرف، سيشكل ذلك انتهاكًا خطرًا للثقة بين البلدينquot;.
التعليقات