ألقى مجهول الأحد زجاجة حارقة على معبد شعار هاشاماعيم الواقع في أحد الشوارع الكبرى وسط العاصمة المصرية، من دون أن يؤدي ذلك الى وقوع ضحايا أو أضرار، لكن العبوة سقطت واشتعلت على رصيف المعبد، الذي يرجع بناؤه إلى نحو مئة عام والمحمي بسواتر. ولا يستخدم المعبد سوى في المناسبات الدينية للجالية اليهودية في القاهرة التي لا يزيد عدد افرادها عن بضع العشرات، معظمهم من كبار السن.
القاهرة: إستبعد خبير أمني أن يكون وراء حادث المعبد اليهودي وسط القاهرة أمس، مجموعةأو تنظيم إرهابي بالمعنى المفهوم، وقال اللواء فؤاد علام، وكيل مباحث أمن الدولة السابق، إنه لا يرى للحادثأي مغزى واعتبره عملاً بدائيًّا،وإن دل على شيء فإنه يدل على افتقاد القائم عليه الخبرة والمهارة وفكره المشوش.
وكان قد ألقى مجهول حقيبة مشتعلة فيها عبوة بدائية الصنع، تتكون من اربعة جراكن بنزين مثبت بكل زجاجة منها عبوة لتر تحتوي على سائل حامض الكبريتيك وقطعة قطن وعلبة كبريت وولاعة، في اتجاه المعبد اليهودي في شارع عدلى وسط القاهرة صباح أمس، وفرّ هاربًا دون أن يسفر الحادث عن وقوعأي إصابات أو ضحايا.
وقال بيان صدر عن وزارة الداخلية إن الشخص المجهول صعد إلى الطابق الرابع بفندق quot;بانوراماquot; المواجه للمعبد، حاملاً الحقيبة وطلب من موظفي الفندق حجز غرفة، ولدى وجوده بصالة الاستقبال غفل الموظفين، وألقى بالحقيبة نحو الرصيف ولاذ بالفرار من خلال ممر صغير بجوار الفندق.
وقال اللواء إنه في ضوء المعلومات الاولية التي وردت في بيان وزارة الداخلية، يرجح ان القائم على هذا العمل شخص واحد لا ينتمي الى مجموعة او تنظيم، مشيرًا الى ان quot;اي تنظيم من التنظيمات السرية له معتقداته وأهدافه الخاصة وتكون أعماله ترجمة لهذه المعتقدات، لكن في حالة هذا الحادث لا يبدو ان هناك هدفًا أساسيًّا، ولا إمكانات واضحة للمنفذ في المجال الارهابيquot;.
واضاف quot;لا يبدو واضحًا انه كان يستهدف السياح او المعبد، وبالتالي الهدف هنا غير واضح ان كان يدل على شيءفهو يدل على تشوّش فكر القائم عليهquot;. ورجح علام أن يكون الدافع وراء الحادث تأثر القائم عليه بحالة الاحتقان السياسي الذي تعيشه المنطقة، ربما انه رأى في ذلك تنفيسًا عن أحقاد خاصة قد يكون سببها ما يحدث في غزة وفلسطين، او أن أسبابًا أخرى قد تكون لها علاقة بالاغتيالات الإسرائيلية المتتالية لقادة حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot;.
وكان قد اغتيل القيادي بالجناح العسكري للحركة محمود المبحوح في احد الفنادق بدبي قبل شهر واتهمت الشرطة الإماراتية وقوف جهاز الاستخبارات الاسرائيلي quot;الموسادquot; وراء الحادث باستخدام جوازات سفر مزورة لدول أوروبية، ما تسبب بأزمة دبلوماسية بين هذه الدول وإسرائيل.
وربط خبراء بين الجانب الاقتصادي الذي يعيشه المصريون وبين دوافع الحادث، وقال الدكتور كمال حبيب، استاذ العلوم السياسية والخبير بالحركات الإسلامية، ان عدم قدرة الحكومة على إدارة المطالب اليومية للناس واتساع مشاكل الطبقات الفقيرة، ربما يكون دافعًا قويًا للجوء بعضهم الى العنف والتفكير في القيام بعمليات إجرامية من هذا النوع ردًّا على سياسات الحكومة، متوقعًا استمرار العمل بقانون الطوارئ وإرجاء قانون الإرهاب في ظل تواصل هذه الحوادث.
وعلى صعيد آخر، قامت مصلحة الادلة الجنائية برفع البصمات من على الأشياء التي لمسها الجاني وإحالة ملابسه التي لم تحترق الى الطب الشرعي لإخضاعها لتحاليل الحامض النووي لتحديد هويته. وكثّفت الأجهزة الأمنية من إجراءاتها حول المعابد والمزارات اليهودية في المحافظات المختلفة تحسبًا لتكرار الحادث.
التعليقات