الكاتب يحيى الأمير

الرياض: ساهم بيان لمجموعة سعوديين مؤيدين لفتوى الشيخ عبدالرحمن البراك تكفر مستحلي الاختلاط وتوجب قتلهم ردة، ساهم في حجب موقع البراك وموقع آخر ناصره في فتواه وحشد تواقيع من أسماهم علماء ودعاة يؤيدون الفتوى.

وأعطى قرار الحجب الذي صدر من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية إجابة طال انتظارها من سعوديين معتدلين رأوا أن كثيراً من مواقع التكفير تمادت وذهبت بعيداً دون حساب فيما قال آخرون إن القرار رغم أهميته إلا أنه لا يعتبر من قبيل حجب الرأي الآخر خصوصاً وأن الأمر يتعلق بكفر وقتل.

ولأول وهلة كان من المستغرب إغلاق موقع نور الإسلام الخاص بالناشط الديني محمد الهبدان بالتزامن مع موقع الشيخ البراك، إلا أن مصادر إيلاف تؤكد أن نشر بيان جمع فيه رأي من أسماهم علماء ودعاة يؤيدون فتوى البراك ويرونها وفق الكتاب والسنة ، هو الأمر الذي دعا إلى حجب الموقع تجنباً لمزيد من التصعيد.

وجاء في البيان الذي نشر على الموقع وكان الهبدان أحد موقعيه ضمن 27 اسماً quot;أن ما حرره فضيلته وفقه الله من كفر مستحل المحرمات التي يؤدي إليها ـ يقينا ـ الاختلاط المنشود للمستغربين بما يتضمن من النظر الحرام والتبرج الحرام والخلوة الحرام والكلام الحرام أنه حق وصواب وتؤيده أدلة الكتاب والسنة وإجماعات المسلين، فالاختلاط وما يتضمنه من المذكورات هو من المحرمات الظاهرة، واستحلاله يعدّ إنكاراً لحكم معلوم من الدين بالضرورة، لما فيه من التكذيب والجحود المناقض للتصديق، أو الإباء والامتناع المناقض للإذعان والالتزام للشرع. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الإيمان بوجوب الواجبات الظاهرة المتواترة، وتحريم المحرمات الظاهرة المتواترة هو من أعظم أصول الإيمان، وقواعد الدين ، والجاحدُ لها كافر بالاتفاقquot;.

موقع نور الإسلام

وختم البيان بدعوة من يدعون للاختلاط إلى التوبة إلى الله ومراجعة أنفسهم. وينشط المشرف على موقع quot;الاسلام اليومquot; محمد الهبدان، في الكثير من الأمور التي تهم الشأن السعودي مثل قضايا المرأة والفعاليات الثقافية والفكرية، حيث عادة ما يظهر منتقداً في معارض الكتاب أو الحوارات الفكرية بين المثقفين ورجال الدين فضلاً عن مقالاته الحادة ضد بعض المشروعات مثل quot;نسونةquot; محال الملابس النسائية وقيادة المرأة للسيارة.

quot;إيلافquot; حاولت التواصل مع بعض رجال الدين الذين كانوا مؤيدين لفتوى الشيخ البراك لكنهم اعتذروا عن التعليق بحكم أن القرار صدر من قِبل جهات معنية بالموضوع ولا يحق لهم الاعتراض. من جانبه قال الكاتب السعودي يحيى الأميرإن ما حدث أمر طبيعي جداً في السعودية وتصرف متوقع من قبل الجهات المعنية.

وتساءل الأمير quot;هل أغلق الموقع من باب كتم حرية الرأي، لأن هناك من سيطرح هذا السؤال مباشرة وقد يغضبون من هكذا تصرف؟quot;. وأضاف quot; برأيي أن ما يحدث أن هناك خطابا دينيا يملك قوة وسيطرة على قلوب الناس وفق موقف صدامي يتناقض مع روح الفتوى التي قالها البراك فهي فتوى صدامية على مستوى المصير و على مستوى ثقافة وذهنية الدولةquot;.

وأكد الأمير quot;للأمانة إغلاق هذا الموقع يمثل لي نقطة مهمة كونها تمثل المسمار الأخير في نعش الفتوى التقليدية التي خصمها الأول والأخير ليس كتابا ومُفكرين ولا الإعلاميين كما يقولون بل خصمها الحقيقي المجتمع بأكملهquot;.

وواصل الأمير حديثه لإيلاف quot;لو أتينا للواقع فإن تجربة السعوديين مع الفتاوى المتشددة واسعة جدا، وأبلغ رد على هكذا فتاوى أننا عندما نستوقف أحد السعوديين ونخبره بأن الجوال الكاميرا الذي يحمله بيده حرام شرعاً فسيضحك على ما سمع حتى يستلقي على ظهرهquot; وعن اطلاق مصطلح quot;الديوثquot; على من يرضى لأخته أو زوجته بالعمل في مكان مختلط بحسب فتوى البراك، رأى الأمير أنه هتك واتهام، وجرح لمشاعر وقيم وأخلاقيات الفرد وقال: quot;هذا دليل واضح وصريح على الورطة الكبرى التي يعيشها الفقيه التقليدي كونه يواجه مجتمع هو من يقرأ خياراته لا يقرأ عليهquot;.

أما الكاتب محمد آل الشيخ فقال لإيلاف بأن الحجب هو أقل ما يجب فعله تجاه هذه الفتوى لما لها من تبعات قد تؤدي إلى فتن والهدف من حجبه ليس سوى حماية المجتمع من الأفكار الضالة التي قد توقع بعض المسلمين في فخ تحريم الاختلاط وهذا لا يمكن تبريره ولا السكوت عنه، فما فعلته الحكومة هي حماية مجتمعها من تلك الفتاوى والأفكار.