تضم وحدة quot;كيدونquot; التابعة للموساد الإسرائيلي عدة فرق، كل فرقة منها تضم 11 فرداً مدربين بشكل فعال في إنجاح مهمتهم في الخارج، لكنها فشلت في مرات عدة في عملها. وكان أول فشل لعملياتها في النرويج، حينما قتلت نادل مغربي عام 1973م يدعى أحمد بوشيخي، ظناً منها أنه حسن سلامة قائد عملية ميونخ.
غزة: فتح إغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في الإمارات العربية المتحدة، الباب على مصراعيه أمام مدى إختراق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للتنظيمات الفلسطينية برمتها، وبدأت الكثير من الفصائل تعيد حساباتها.
ففي الوقت الذي أكد فيه القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب لإيلاف، بأن عمل الموساد الإسرائيلي منصب تماماً في إختراق التنظيمات الفلسطينية، ما يجعله ينجح في مرات كثيرة. لكنه أستدرك بالقول quot;الموساد ينجح ويفشل كغيره من الأجهزة الأمنية في مهمتهاquot;.
وإن كانت وحدة كيدون التابعة للموساد الإسرائيلي قد نجحت في إغتيال القيادي المبحوح، فإن دبي أفشلت تماماً ضبابية عملية الإغتيال التي إعتاد الموساد إحاطتها بكل عملية يقوم بها خارج حدود إسرائيل.
ويعتبر الموساد، القوة الضاربة لإسرائيل في الخارج، فيما يتركز عمل جهاز الأمن الداخلي quot;الشين بيتquot; في تصفية وإعتقال النشاط الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية وأي أراضي تحتلها إسرائيل لجنوب لبنان قبل إنسحابه منها، والجولان السوري.
وقال القيادي في الجهاد الإسلامي quot;ليس من العيب أن يكون تخترق التنظيمات الفلسطينية، في ظل حالة الإستعمار الإسرائيلي الذي شكل على مدار أكثر من 62 سنة إرتباطاً وثيقاً بمناحي حياة الفلسطينيين، الأمر الذي جعله يتحكم في كل ما يدخل أو يخرج للأراضي الفلسطينية، وبذلك يمكنه إسقاط ضعفاء النفس في وحل التخابر معه، لكن الأهم هو كيفية أخذ العبر والإستفادة من طرق تعامل الموساد أو الشين بيت ضد النشطاء والمقاومين الفلسطينيين، للحيلولة دون تكرار ما يحدثquot;.
وتعتمد آلية القتل الإسرائيلية في الضفة والقطاع على طائرات الإستطلاع التي ترصد هدفها قبل أن تقوم الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصفه وقتل جميع من رصدتهم الطائرة سواء مدنيين أو عسكريين، إلا أن الإغتيال لكوادر فلسطينية عسكرية يكون بمشاركة جهاز الشين بيت الإسرائيلي مع وحدة إسرائيلية مختارة من الجيش. لكن الموساد الإسرائيلي يعمل خارج حدود دولة إسرائيل، حيث يعتمد في عمله على إسقاط أكبر مجموعة من الشباب والفتيات في البلدان المختلفة، ليسهلوا له أي عملية إغتيال.
ورأى الخبير في الشؤون الأمنية الإسرائيلية الدكتور ناجي البطة، أن كافة المعلومات حول المستهدف المطلوب قتله، تكون تحت أمرة وحدة كيدون التابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي. وقال لإيلاف quot;جرت العادة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن لا يتدخل عمل الموساد في الشين بيت الداخلي، فللموساد عمله الخارجي الذي يكفل أمن إسرائيل من الخارج، فيما يكمل الشين بيت الدور داخلياًquot;.
وتضم وحدة quot;كيدونquot; التابعة للموساد الإسرائيلي عدة فرق، كل فرقة منها تضم 11 فرداً مدربين بشكل فعال في إنجاح مهمتهم في الخارج، لكنها فشلت في مرات عدة في عملها. وكان أول فشل لعملياتها في النرويج، حينما قتلت نادل مغربي عام 1973م يدعى أحمد بوشيخي، ظناً منها أنه حسن سلامة قائد عملية ميونخ الفدائية، التي قامت بها مجموعة فلسطينية في دورة ألعاب أولمبية في ألمانيا، وقتلت عدداً من أفراد البعثة الإسرائيليين. لكنها عاودت وقتلته بعد أن فخخت سيارته وفجرتها عن بعد.
وأعتبر الدكتور البطة أن نجاح الفصائل الفلسطينية كان له دوراً هاماً في التصدي للمخابرات الإسرائيلية ومحاولاتها المتكررة لإسقاط الشباب الفلسطيني. وقال لإيلاف quot;نشر الوعي الأمني في أوساط الشباب والفتيات من خلال المدارس والجامعات، كان له أثر إيجابي عندهم وحس أمني، مكنهم من معرفة أساليب إسرائيل في إسقاط الناس وإجبارهم على التخابر معهمquot;.
وأضاف quot;لا زالت التنظيمات الفلسطينية بحاجة ماسة إلى أجهزة متطورة جداً يمكنها من التعامل مع الوسائل الحديثة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة. لعمل توازن بين ما تقوم به إسرائيل وما تتصدى له المقاومة الفلسطينية بمختلف إنتماءاتهاquot;. وأوضح أن التكنولوجيا المتطور في مدينة دبي quot;مكنها من كشف عملية إغتيال القيادي المبحوح خلال أيامquot;.
وقال أبو رائد، أحد قيادات الجهاد الإسلامي العسكريين، أن مجموعاته تقوم بعمليات تمويه جيده. وأضاف لإيلاف quot;إستفدنا كثيراً من خلال محاضرات أمنية يعطيه لنا خبراء أمنيين فلسطينيين، حول كيفية مواجهة المخابرات الإسرائيلية وإفشال مخططاتهاquot;.
ورأى أن الفارق لا زال بعيداً بين المقاومة الفلسطينية والمخابرات الإسرائيلية. وقال quot;واضح للجميع أن المخابرات الإسرائيلية لديها القدرة الكاملة على الوصول لأهدافها مهما كانت بعيدة أو سرية(..) فهي تمتلك أجهزة تكنولوجية متطورة للغاية، فضلاً عن إمكانياتها العالية في إسقاط مجموعات كبيرة من الشباب والفتيات سواء هنا أو في أي دولة أخرى، نظراً لنفوذها الكبير داخل تلك الدول وتعاون الجاليات اليهودية مع مخابراتهم.